مقالات

الأستاذ “مصطفى بوݣرن” يكتب: البنكيرانية!

أن تخرج قبل “الربيع العربي”، حيث كان جامع المعتصم معتقلا، وكان الحزب يعيش حصارا، وتخاطب الملك: يامولاي أبعد الهمة والماجيدي، وحين صرت رئيس حكومة، أصبحت تستقبل الهمة في بيتك، بل إنك تضطر للاعتذار لمستشاري الملك.

أن تقول في جمع امام أعضاء حزب البجيدي، يا مولاي استمر، فلو أدخلتني إلى السجن، فانا معك، ثم بعد أيام يسأله صحافي موقع الأول في حوار شهير عن رضا الملك، فيجيبه الرضا لأمي، والاحترام للملك.

أن تخرج وزارة الداخلية، في يوم الخميس الأسود، فتسلخ الأساتذة المتدربين، شر سلخة باكادير، ثم تقف أمام البرلمان، وتدافع عن نفسك بقوة، أن لا علم لك بسلخ المتظاهرين وإن كنت رئيس الحكومة، في إشارة إلى أن وزارة الداخلية تتحمل المسؤولية ثم تعترف في الاخير أنك المسؤول.

أن تتحدث عن الملك باستمرار فتمدحه وتشيد به في السر والعلن، لكن لك القدرة نفسها أن ترسل الرسائل المشفرة إلى الملك نفسه، فتشبه علاقته مع الأحزاب، بعلاقة الأب بأبنائه، وتقول إن الأب لا يتخلى عن الابن البار ثم يتشبث بالابن العاق، لو فعلها اتصف بصفة الحمقى، أي تقول للملك بلغة التلميح إياك أن تتصف بصفة الحمق كن عاقلا، وبعد أيام، اعفاه الملك.

أن تستنجد بابن تيمية في زمن البلوكاج وتذكر بأسلوب عيشه في السجن، لكن تنسى عبد الحميد الثاني في زمن التطبيع، والذي كانت تستشهد به في التسعينات منتقدا ياسر عرفات، انه فضل السلطة على القضية.

أن تقف امام القضاة، وتخطب طويلا، وتكسر بروتوكول المحاضرة، وترسل رسالة مباشرة إلى الملك، وتقول سأطلب من صاحب الجلالة أن يبقي الرميد وزيرا للعدل، وحتى لو لم نكون في الحكومة. وبعد حين بقي الرميد في الحكومة، وغادر بنكيران، فكتب هذا الأخير في ورقة الزبدة انه يقاطعه الرميد.

أن تواجه الموظفين في مشروع “إصلاح صندوق التقاعد”، وتستنكر إضرابات الموظفين، بأن الأجرة مقابل العمل، وتستشهد بآية: “ووضع الميزان”، وتكثر من كلام عمر بن الخطاب رضي الله عنك، ثم في الأخير، تقبل تقاعد بالسبعة ملايين، وتبرره بهدية ملكية.

أن تكون لك القدرة وسط حزبك، على تأديب أرفع المناضلين، دون خوف أو تهيب، فتؤدب مثلا أفتاتي، وتصفه بالمجذوب وصاحب العقل الخفيف، وتهدد بمغادرتك الحزب، إذا استمر أفتاتي في خرجاته . وبعد تحول بنكيران إلى أفتاتي رقم 2، فلم يغادر الحزب، وظل يشوش على الحكومة، ولم ينزعج العثماني منه، ولم يهدد بمغادرة الحزب.

أن تكون لك القدرة على التخلي على شباب الحزب، الذين لعبوا دورا محوريا عبر الفايسبوك للتصويت على حزب العدالة والتنمية، لأن بعضهم لم يلتزم باوامر الصمت، وأن تصفهم بالصكوعة والمداويخ. وبعد حين اصبح بنكيران من المداويخ ينشط كثيرا في الفيسبوك، ويفاجئ الحزب بخرجاته المرئية، دون أن يستشير أحدا.

أن تكون لك القدرة على أن تصرح بأنك ملكي إلى النخاع، لكن في المقابل لا تقبل الانبطاح فتسمي نفسك “بالملكي غير المنبطح”.

أن تقول أن عزيز أخنوش ولد الناس، في أزمة صندوق التنمية القروية، لكن في المقابل لك القدرة على أن تتواصل مع الرأي العام، لتخبره أن عزيز أخنوش لا يصلح للسياسة.
أن تتحمل شباط طيلة سنتين كاملة من السب والقذف، وان تضحك في وجهه حينما يصفك بانك من الدواعش والمواساد، وتصفه بالهبيل ، لكن حينما تعلم بموقف شباط في اجتماع 8 اكتوبر، خرجت ووصفت موقفه بالرجولي، وسامحته نهائيا، ومر الزمان، فوصف شباط حكومة العدالة والتنمية أنه أخطر من كورونا.
أن تيسر انتخاب العثماني في المؤتمر الوطني، ويندهش الجميع لهدوئك، وتلمح إلى أنك ستغادر الحزب، وبعد حين، تخرج لمحاصرة العثماني، وتهدده بجلب العار، إن مر قانون فرنسة التعليم. وقد مر القانون وبقيت تحت قيادة أمين عام جاء بالعار.

أن يتهم قيادة الحزب بالانقلاب عليه وخيانته إبان الإعفاء، لكن إن تحدث مع المناضلين يقول لهم: إما دعموا هذه التجربة، أو اصمتوا إلى أن يأتي المؤتمر. ويظل بنكيران يثرثر في الفيسبوك أكثر من أفتاتي الذي اصبح حكيما.

أن تهاجم قانون الفرنسة، لأنك تعتبر العربية من أهم ثوابت المغرب: “الملكية، والعربية، والإسلام”، لكن يوم توقيع العثماني للتطبيع، تخرج وتقول: إننا نرفض التطبيع، لكن رئيس الحكومة، لا يمكن أن يكون مخالفا لرئيس الدولة.

أن تصف ما وقع يوم إعفائك بالزلزال، ثم تخرج البارحة لتقول: إننا بخير وعلى خير، والحمد لله، وأفضل من دول أخرى، ثم تتغزل في الحموشي.

مصطفى بوكرن

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى