حصري :أنباء 24 يحاور الباحث و المستشار في الإعلام و التوجيه المصطفى عروب
يسعدنا في موقع أنباء 24أن نستضيف الأستاذ “المصطفى عروب” في هذا الحوار الذي نرمي من خلاله أن نقرب متتبعي موقعنا إلى أهمية التوجيه الدراسي وبعض المستجدات التي يعرفها الحقل التربوي المغربي في مجال التوجيه الدراسي،ونتعرف من خلال هذا الحوار على بعض الاليات التي ينبغي أن يمتلكها المهتم بقضايا التوجيه الدراسي السليم .
ضيفنا هو الأستاذ الباحث “المصطفى عروب” من مواليد مدينة القنيطرة 17 فبراير 1978، أستاذ التكنولوجيا الصناعية سابقا، مستشار في التوجيه التربويو رئيس المركز الإقليمي للتوجيه المدرسي و المهني بالمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية و التكوين المهني و التعليم العالي و البحث العلمي بإقليم سطات سابقا و العامل حاليا بمكتب التوجيه المدرسي و المهني بنفس المديرية، و هو طالب باحث بماستر السياسات العمومية و التنمية الاقتصادية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية و الاجتماعية بسطات.
- بداية نرحب بكم الأستاذ و المستشار “المصطفى عروب ” على موقع أنباء24الإلكتروني ،ودعنا نبدأ معكم بسؤال طالما يتردد على بعض المشتغلين بالمجال التربوي عموما ،وبمجال التوجيه على وجه الخصوص،ألا وهو:ما هي مهمة الأستاذ الموجه؟
أتقدم بالشكر الجزيل لكم على هذهالاستضافة ونحيي من خلالكم قرّاء منبركم الإعلامي المتميز كما أشكر إدارة الموقع على هذه الفرصة لكي نجلي مجموعة من الأمور في هذا الحوار .
وقبل هذا و ذاك، دعني أصحح أمرا، مصطلح “الأستاذ الموجه” الذي قمت باستخدامه في سؤالك هو غير وارد في أدبيات المنظومة التربوية بالمغرب، و لكن يوجد بالمدرسة المغربية “المستشار في التوجيه التربوي” و الذي هو في الأصل أستاذ للتعليم الثانوي الإعدادي ولج لمركز التوجيه و التخطيط التربوي بمباراة، و أمضى سنتين في التكوين ليصير مستشارا في التوجيه التربوي (كما يمكنه أن يصبح بحسب الاختيار مستشارا في التخطيط التربوي)، من هنا يتبين أن الأمر يتعلق بمهنة تربوية لها قواعدها، كما أشير إلى أن مركز التوجيه و التخطيط التربوي التابع لوزارة التربية الوطنية بالمغرب هو الوحيد من نوعه بإفريقيا، و هو مستمر لعقود من الزمن، و قد غدى المنظومة بأطر كفؤة تتحمل المسؤولية بجدارة.
أما عن وظيفة هذا الإطار التربوي، ألا وهو المستشار في التوجيه التربوي، فهي محددة في النظام الأساسي لرجال التربية، كما أنه تم تفصيلها بمذكرة وزارية تحت عدد 17*022 بتاريخ 26 مارس 2017، وهي التالي:
1.تجميع المعلومات و المعطيات ذات الصلة بالدراسات و عروض التكوين المتاحة، و متطلبات سوق الشغلو حاجياته المستجدة، بما يقتضيه ذلك من انفتاح و تواصل و تنسيق على المستوى المحلي مع المؤسسات المعنية بهذه الدراسات و التكوينات و مع المهنيين.طلاأأا
هذه المهمة هي أساس عمل المستشار في التوجيه التربوي، لأن الإعلام الجيد يعطينا توجيها جيدا
كلما توفرنا على المعلومة الجيدة في الزمن المناسب والمكان المناسب، يمكن تقديم خدمة جيدة للتلميذ ومحيطه، وبالتالي يسهل اتخاذ القرارات، والتي لا يمكن أن تكون في هذه الحالة إلا موفقة وبنسبة كبيرة، والتجارب خير شاهد على ذلك.
- يقوم كذلك المستشار في التوجيه التربوي بتقديم خدمات الإعلام المدرسي و المهني و الاستشارة و المواكبة بشكل منتظم للمتعلمين لمساعدتهم على بلورة اختياراتهم الدراسية و التكوينية و المهنية و مشاريعهم الشخصية،
و بالمناسبة، و كملاحظة أساسية، دون توفر التلميذ على مشروع شخصي دراسي و تكويني و مهني، يصعب التتبعو المواكبة المنتظمين للمتعلم،
إذن الممارسة الصحيحة تقتضي أن يتوفر المتعلمون على مشاريع شخصية يواكبها المستشار في التوجيه التربوي باتباع مجموعة من الآليات من قبيل الأنشطة الجماعية أو أنشطة تهم مجموعات صغيرة، أو المقابلة الفردية (مقابلة المساعدة بأدبياتها العلمية)، …و غير ذلك من الآليات المتاحة.
3.تقديم خدمات الدعم التربوي و النفسي و الاجتماعي للمتعلمين بطلب من مدير المؤسسة، و كذا المساهمة في أنشطة التقويم و الدعم التربوي و النفسي و الاجتماعي المبرمجة من طرف المؤسسات التعليمية وفق المساطر و الآليات الموضوعة لهذا الغرض.
4.تنسيق جميع أنشطة التوجيه المدرسي و المهني المبرمجة بالمؤسسات و تنسيق عمل مجالس التوجيه و تقديم الدعم التقني للمؤسسات لإدماج بعد التوجيه بمشاريعها و برامج عملها، و التنسيق مع الشركاء بشكل عام.
إذن يتضح لنا بشكل عام غنى الوظائف الموكولة لهذه الشريحة من المسؤولين التربويين و جسامة مهمتهم و أهميتها، و التي يمكن تلخيصها في المساهمة في اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب، من أجل توظيف أمثل لموارد الدولة البشرية كغاية كبرى للمنظومة التربوية.
ب-أستاذ عروب في نظركم و من خلال تجربتكم الميدانية في هذا المجال،هل تكفي الأوقات و البرامج المخصصة للتوجيه الدراسي لكي نحصل على توجيه يلبي تطلعات تلميذات و تلاميذ المؤسسات التعليمية المغربية؟
دعني أشير إلى أمر مهم في هذا الباب، و هو أن المستشار في التوجيه التربوي بمؤسساتنا يشتغل وفق نظام القطاع المدرسي للتوجيه.
)نقاطعه(ماهو القطاع المدرسي للتوجيه؟
يتشكل القطاع المدرسي من مؤسسة ثانوية عمومية (إعدادية أو تأهيلية) على الأقل.
و الواقع أنه، في ظل الخصاص المهول في صفوف هذه الفئة من الأطر، فإن القطاع المدرسي يتشكل من مؤسستين ثانويتين، و ثلاث مؤسسات ثانوية، و أربع مؤسسات ثانوية إلى خمس مؤسسات ثانوية في بعض الحالات، إلى ثمان مؤسسات ثانوية بالنسبة للإقليم الذي أنتمي إليه (سطات) تتميز بتباعد جغرافي كذلك. المهم أن القاعدة أصبحت هي 3 أو 4 مؤسسات ثانوية على الأقل، ما يعني أن نسبة التأطير و التتبع أصبحت ضعيفة جدا في واقع الممارسة.
و بالتالي، و في مثل هذه الظروف، لا يمكن أن تكون الأوقات كافية للقيامبتوجيه تربوي ناجع،
ج- ولكن في ظل هذا الخصاص و أمام هذا الإكراه، ما الآليات التي يجب أن يعتمدها التلميذ للحصول على توجيه جيد؟
قبل كل شيء، التوجيه التربوي هو تربية على الاختيار، والتي لا يمكن أن تتبلور إلا في محيط وجو تسوده قيم الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان، وعلى جميع المستويات في الأسرة والمدرسة وكافة المؤسسات المجتمعية المعنية بالتنشئة الاجتماعية فضلا عن الممارسة المواطنة.
في بيئة بهذه المواصفات، إذا تبنى التلميذ مشروعا دراسيا و تكوينيا و مهنيا، ساهم في بنائه بمشورة مع الأسرة ،و مواكبة من المستشار في التوجيه التربوي، و تتبعا و تشجيعا من المدرسين، و احتضانا من باقي شركاء المؤسسة التعليمية، لا يمكنه إلا أن يحظى بفرصة التوجيه الجيد، و ذلك بانخراطه في هذا العلاقة النسقية، و اكتسابه الثقة اللازمة لتملك مقومات الاختيار الجيد و اتخاذ القرار المناسب، بالرجوع إلى الطرف المناسب و السؤال و الحوارو تلقي المساعدة و المبادرة للتعلم و إنجاح المشروع.
التوجيه الجيد سيرورة يجب أن ينخرط فيها التلميذ بتواصله مع مختلف هذه العناصر عبر مشروعه الشخصي.
د- لو سمحتم الأستاذ المستشار “عروب” هلاّ أطلعت متتبعي موقع مغرب أنباء 24على بعض المستجدات في مجال التوجيه التربوي بالمدرسة المغربية؟
لقد تم التنصيص في القرارات الوزارية الجديدة بخصوص مجال التوجيه التربوي على عدة مقتضيات، منها ما يلي:
- أولا التوجيه التربوي هو حق لجميع المتعلمين، و يسري على جميع مؤسسات التربية و التعليم و التكوين بالابتدائي و الثانوي بسلكيه، و التربية غير النظامية، و التكوين الهني و كذا التعليم العالي.
- ثانيا المستفيد من التوجيه التربوي ينبغي له أن يشتغل وفق مشروع شخصي يتفاعل من خلاله مع الذات و المحيط، حتى يتمكن من القيام بإسقاطات مستقبلية لمساره الدراسي.
- ثالثا يبنى المشروع الشخصي للتلميذ عبر مراحل أربعة ممتدة خلال أسلاك التعليم من الابتدائي حتى ولوج التعليم العالي أو التكوين المهني حسب ما يلي:
- مرحلة الاستئناس وتهم السنتين الختاميتين للتعليم الابتدائي
- مرحلة البناء خلال التعليم الثانوي الإعدادي
- مرحلة التوطيد خلال التعليم الثانوي التأهيلي
- مرحلة التدقيق خلال مرحلة التعليم العالي أو التكوين المهني بمختلف أسلاكه.
- رابعا سيتم وضع منصة رقمية خاصة عبر النظام المعلوماتي للوزارة لتيسير تتبع و مواكبة المشاريع الشخصية للمتعلمين.
- خامسا يدرج التوجيه التربوي كمكون أساسي ضمن مشروع المؤسسة التعليمية، و ذلك وفق مدخلين أساسيين:
- المدخل التربوي البيداغوجي بأنشطته الصفية و اللاصفية و التي يسهر عليها المدرسون، و ذلك في إطار ما أصبح يعرف بالمواكبة التربوية المساعدة على اكتساب الكفايات الضرورية المساعدة على بناء و توطيد المشروع الشخصي للمتعلم (إرساء الأستاذ الرئيس)
- المدخل التخصصي الذي يسهر عليه المستشار في التوجيه التربوي، والذي تقع المؤسسة التعليمية ضمن قطاعه المدرسي، من خلال تقديم خدمات الإعلام والاستشارة في مجال التوجيه المدرسي والمهني والجامعي، وذلك للمساعدة في بناء وتوطيد وتدقيق المشروع الشخصي للتلميذ.
كما أن هناك مستجدات أخرى تهم الممرات و الجسور و تعزيز الموارد البشرية و أدوار هيأة التأطير و مختلف البنيات المتدخلة في المجال..، لتشكل بذلك مشروعا ضخما و محوريا في المنظومة التربوية الوطنية، يتطلب تفعيلها إرادة سياسية و توفيرا للموارد الضرورية، و التزاما و انخراطا من جميع المتدخلين.
ه- هل من رسائل تودون تقديمها عبر موقعنا لكل من المدرسة و الأسرة و التلميذ كل من موقعه، وبماذا تنصحهم للنهوض بالتوجيه الدراسي؟
رسالة إلى المدرسة و الأسرة: حسن الإنصات و احتضان الأبناء حتى تتفتق طاقات كامنة في دواخلهم، الانفتاح و التواصل.
رسالة إلى التلاميذ:نجاحك الدراسي و المهني بين يديك، اهتم بعلاقاتك، نظم وقتك، أنت من صنع الماضي و الحاضر، تحلى بالمرونة و تكيف، غير الخطة لتصنع المستقبل، انطلق.
أجرى الحوار الأستاذ خميس غفير