حوارات

في حوار حصري مع موقع أنباء24..الفنان يوسف هنون يؤكد أن دعم وزارة الثقافة لم يرق لتطلعات الفنانين المغاربة

لتسليط الضوء على الجدل الذي خلفه دعم وزارة الثقافة للفنانين المغاربة،يستضيف موقع أنباء24 الفنان والفاعل الجمعوي الأستاذ يوسف هنون، حاصل على الإجازة في القانون و ممثل و مخرج مسرحي، خريج معهد سيدي بليوط للمسرح والموسيقى والرقص بالدارالبيضاء،و رئيس فرقة مسرح بصمات، وإطار وطني في المخيمات الصيفية .
أولا- حبذا تقرب القارئ الكريم من الدعم الاستثنائي الذي حضي به الفنانون المغاربة؛ مبلغه وسياقه؟

الدعم الاستثنائي جاء في إطار دعم مجال الفنون، أطلقت وزارة الثقافة والشباب والرياضة – قطاع الثقافة – بتاريخ 17 يونيو 2020 هدفه تشجيع المشاريع الثقافية والفنية في مجالات المسرح والموسيقى والأغاني وفنون العرض والفن الكوريغرافي والفنون التشكيلية والبصرية لمواكبة مختلف الفاعلين في هذا الميدان في ظل تداعيات جائحة كورونا
وقامت لجان الدعم المكلفة بدراسة ملفات الدعم في إطار تطبيق مقتضيات دفتر التحملات بمعالجة 1096 مشروعا، ودعمت منها 459 مشروعا موزعة على الشكل التالي( حسب بلاغ الوزارة):

1_ 19.630.000 درهم خصصت لدعم 173مشروعا في مجال الجولات المسرحية.
2_ 3.148.500 درهم خصصت لدعم 140 مشروعا في مجالي اقتناء الأعمال الفنية التشكيلية والبصرية ودعم معارض الفنون التشكيلية والبصرية التي تنظمها أروقة المعارض المتخصصة.
3_ 14.000.000 درهم خصصت لدعم 146مشروعا في مجالات الموسيقى والأغاني وفنون العرض والفن الكوريغرافي.

ثانيا- كيف تنظرون لهذا الدعم، وهل يلبي احتياجات جل الفنانة؟

في نظري أن هذا الدعم يشوبه شوائب كثيرة ولم يرقى لتطلعات حاملي المشاريع و لم يلبي آمال الفنانين و الفرق المسرحية التي كانت تعقد الامل الكبير في هذا الدعم للحد من الآثار السلبية لجائحة كورونا و التي نتج عنها توقف مجموعة من القطاعات الاقتصادية و الاجتماعية و حتى الثقافية…بحيث انه من خلال بلاغ الوزارة لهذا الدعم الاستثنائي المعلن عنه بتاريخ الذي ذكر سلفا جاء خارقا بشكل واضح لمجموعة من مقتضيات دفتر التحملات و من بينها البند الثاني من الفقرة الخامسة من دفتر تحملات الدعم الاستثنائي …حيث جاء فيه بالحرف ايلاء اهتمام خاص لحاملي المشاريع التي لم يسبق لها الدعم .
وإذا نتفاجأ بلائحة لمجموعة من الفرق التي إستفادت من الدعم في السنتين الاخيرتين خاصة من دعم الانتاج والترويج و دعم وزارة الجالية المغربية المقيمة في الخارج اضافة إلى مشاركتها في مجموعة من المهرجانات المقدمة من طرف الجماعات المحلية و المجالس البلدية و غيرها من مؤسسات الدولة .
كما نتفاجأ بفرق تقدمت بعروض مسرحية قدمت لمدة أربع سنوات …وايضا نتفاجأ بفرق قدمت مشاريع عروض مسرحية سبق و إستفادت من قبل من الدعم ولم تقم بشئ جديد سوى تغيير اسم العرض المسرحي …و نتفاجأ بعروض قدمت منذ 2016 و لم يتغير فيها و الافضع من ذلك ان اصحابها من مخرجين او مؤلفين رحلوا او هاجروا
كما نتفاجأ بفرق أغلبية أعضاءها هم موظفون بوزارة الثقافة او بوزارات اخرى أو مؤسسات عمومية او شبه عمومية…و هلموا جرة من الصدمات.
ثالثا- ما هي مقترحاتكم من اجل تحسين وضعية الفنان المغربي؟

اقترح بل أطالب بصفتي  فاعل في الحقل الثقافي و كمسؤول فني ضرورة إعادة النظر في هذا الدعم ، و اطالب ايضا باعادة النظر في اللجان المكلفة بدراسة ملفات الدعم ،هذا من جانب
من جانب آخر لابد في المستقبل القريب إعادة النظر في منظومة الدعم بشكل عام سواء كان دعم انتاج او دعم ترويج ، كما لابد من الاسراع في تفعيل قانون الفنان على ارض الواقع ، و اقترح ايضا نظرا لضعف ميزانية وزارة الثقافة و الشباب والرياضة ان تدخل قطاعات أخرى في تفعيل الحقل الثقافي و تطويره و ان تكون مساندة للفنان ضرورة ملحة تكرس لصون كرامته في العيش السليم و الرقي به ، لان الثقافة هي المظهر العقلي للحضارة، والحضارة هي المظهر المادي للثقافة.
رابعا- كلمة أخيرة؟

ينبغي لوزير الثقافة أن يضطلع به بغض النظر عن كونه آتيا من الوسط الثقافي أو من خارج هذا الوسط. ففي رأيي أن منصب الوزير ذو طبيعة سياسية ، إدارية ، وعليه أن يستعين بالطاقات الفاعلة في وزارته والمساعدين الذين يعملون برفقته ، لا أن يضعهم على الرف ويحجمّهم ويضعف من أدوارهم لكي يظهر دائما لامعا في الصورة ، وكأنه يعمل لوحده.
وفي ظني أن هذا التصور الذي أطرحه ينسجم مع منطق الإدارة الحديثة في مجتمعات تعمل على تعظيم أقدار أبنائها ، وتسعى إلى إطلاق الطاقات الخلاقة في أي مؤسسة من المؤسسات ، بغض النظر عن عمل تلك المؤسسات أكانت اقتصادية أم سياسية أم اجتماعية أم أكاديمية أم ثقافية. فبمثل هذه العقلية وأفق التصور يمكن أن تتقدم المجتمعات وتتطور وتبرز بين الأمم.

ويجب أن لا يكون هناك محاباة لجهة على حساب جهة أخرى ، أو فن على حساب فن آخر ، أو مبدع على حساب مبدع آخر. هذا ما يجب أن يأخذ بعين الاعتبار، ونأمل أن يكون العطاء في زمن كورونا عطاءا وافرا و منسجما مع تطلعات كل فنان حقيقي ، هنا سيتأكد دور الوزارة الحقيقي في العمل الثقافي في بلدنا العزيز عن طريق نشر الإنتاج المبدع في جميع الجهات التي تستفيد من الأنشطة الثقافية على قدم المساواة تماشيا مع توجيهات  الملك محمد السادس.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى