محفاظ..صبرا أُمَّ عدنان!!!
هنا،حيث يلتقي البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الأطلسي من جهة ، وحيث تتجابه القارة الإفريقية والأوروبية من جهة أخرى، هنا قتل عدنان، وتجدر الإشارة إلى أن هذا الفعل الشنيع كان مسبوقا بالاختطاف وانتهاك العرض، ومتبوعا بالدفن.
وهناك ،في العالم العربي، أطفال كثيرون نزل بهم ما نزل بعدنان، بل وأكثر.
وهنالك،في العالم بأسره ، طفولة مغتصبة، مقهورة، مقتولة، مشردة، محرومة، مظلومة…
من هذا الكم الهائل من الأطفال، نختار عدنان، هذا الطفل الذي اكتسحت صورته البريئة في الأيام الأخيرة مواقع التواصل الاجتماعي ، وعددا من القنوات التلفزية، لنطرح مجموعة من التساؤلات والتي نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :
_التساؤل الأول: من قتل عدنان ؟ وليس المقصود من هذا التساؤل ، الاسم أو النسب، وإنما المقصود، ما الحالة الصحية والجسدية والعقلية والنفسية لهذا الشخص ؟ وكيف حال ذاك القلب الذي تجرأ على الاختطاف، ثم هتك العرض ، ثم القتل، ثم الدفن؟ أهو مشكل عضوي أم تربوي أخلاقي؟
_التساؤل الثاني: ما الكلمة السحرية التي استدرج بها عدنان ، فرأيناه يتبع خطى المجرم بكامل إرادته؟أية حيلة تلك ؟
_التساؤل الثالث: من أين تخرج للمجتمع هذه الحالات الشاذة أمثال قاتل عدنان ،والتي أقل ما يمكنها فعله ، خلق جو من الرعب والقلق؟ ولعل الرعب الذي عاشته أم عدنان لما تلقت الخبر المشؤوم ، لو وزع على أمهات العالم لكان لكل واحدة منهن نصيبا وحظا وافرا.
عن آلام الثكلى أتحدث بصفة عامة ، وبصفة خاصة أتحدث عن آلام أم عدنان.
التساؤل الرابع: لماذا توحدت كلمة الرأي العام في المطالبة بالإعدام؟
ربما لست أملك الجواب الصريح الصحيح للتساؤل الأول ولا الثاني ولا حتى الثالث، ولكنني أملك جوابا للتساؤل الرابع ، فبمجرد أن تتخيل أم أو يتخيل أب أن ما حدث لعدنان قد يحدث لكل الفتيان ، مباشرة ينضاف صوت نابع من أعماق الجنان ، يقول بوجوب تطبيق الإعدام ، فالكل ينتظر هذا الإعلان.
والسؤال الأعمق والأضخم والأعظم يبقى : كيف حال قلبك أُمَّ عدنان؟
ستمضي الأيام ، ولا نعلم هل بالفعل سيطبق الإعدام؟!
وستمر السنين، ويزداد عدد البنات والبنين.
ولكن عدنان الذي سافر إلى الجنان حيث الأمن والأمان، سيظل حيا في قلبك يا منبع الحنان.
فصبرا أم عدنان !!!
بقلم مريم محفاظ
ينفطر القلب كلما قرأت مقالا او تدوينة عن موضوع عدنان فأقوم مهرولة متفقدة ابني… لن اوصي ام عدنان بالصبر فقد سمعت هذه الوصية مرارا ولكن سأقول ان فاجعة عدنان ايقظت اناسا كثرا بدأوا يستأنسون بالشارع و يأتمنون أبناءهم في زقاق الحي… ظنا منهم أنه امتداد للمنزل حيت الامان (ليس دائما) فأصبح الجميع و خصوصا في ظل الجائحة لا يمانع بترك أبنائهم خارج المنزل لساعات بحجة تفريغ الطاقة السلبية.. علما ان الكبير و الصغير يخرج الترويح عن نفسه… ولكل طريقته في ذلك…فلنحذر جميعا فهناك من يخرج لتفريغ هذه الطاقة السلبية بنفس طريقة المعتدي. اللهم احفظنا و احفظ ذرياتنا بما تحفظ به اللوح المحفوظ.