خرساني..أطرنا الصحية في زمن كورونا
رن هاتفي في ساعة متأخرة من ليلة يوم الاثنين، هرعت إليه متوجسة خائفة، أدعو الله أن يكون الأمر خيرا، تفقدت الرقم فإذا به رقم إحدى أعز صديقاتي، تعمل كطبيبة بإحدى مستشفيات الدار البيضاء، ترددت لبرهة في أن أجيب؛ فقد دار في ذهني أن الأخبار قد لا تكون سارة، ترى هل أصيبت صديقتي بهذا الوباء، ترى هل هي بالحجر الصحي، ترى وترى وترى، لم يقطعني عن التفكير إلا إلحاح الهاتف المتكرر، فحسمت أمري وأجبت، كان صوتها قويّا كالمعتاد، فحمدت المولى عزّ وجل، رددت التحية بسرعة، وبادرتها بالسّؤال عن أحوالها، متغافلة السّؤال عن الزّوج والأبناء، طمأنتني ضاحكة بصوتها الحنون :“لم أصب بعد… “، حمدت الله عز وجل على هذا الخبر المفرح، لكن سرعان ما تغيرت نبرة صوتها فقد خَفَت قليلا، وقالت لي بالحرف الواحد “سأتصل بك كل يوم حراسة ومناوبة لديّ لأطلب من أن تصلي اللّيل لأجلي وأجل كلّ الأطر أن يشملنا الله برحمته وعنايته كي لا نصاب، ونعود إلى أبنائنا سالمين”.
لم أتمالك نفسي فبكيت، لكن في صمت حتى لا أحبط من عزمها وهمّتها، وطمأنتها بدوري أنّ هذا الأمر لم ولن يغيب عن بالي في كلّ لحظة وحين، كيف لا، وهن وهم من ضحوا ويضحون بالغالي والنفيس لنبقى نحن سالمين.
ودعتني آملة في لقاء قريب بحول لله وقوّته.
بقلم عزيزة خرساني