صالح هادي .. تراجع اهتمام الحكومات العربية بالقطاع الزراعي سيؤدي إلى تراجع حاد في مستوى التنمية
- كيف يقدم الدكتور صالح هادي السالم الخبير في القطاع الزراعي خلاصة نتاجه العلمي وما عاشه من تجارب للقراء والمتابعين ؟
في البداية انا ارحب واقدم الشكر الجزيل لكم لعمل هذا الحوار واتمنى ان نكون عند حسن الاختيار واحب ان اذكر اني الدكتور صالح هادي فرهود السالم رئيس قسم الدراسات والبحوث الزراعية في زراعة ذي قار / وزارة الزراعة العراقية دكتوراه في الزراعة ومدرب تنمية بشرية ومهتم في مجال التنمية المستدامة والدفاع عن البيئة والمياه ومحاضر خارجي في كلية الزراعة والاهوار في جامعة ذي قار عملنا العديد من دورات التدريبية المختلفة في مجالات التنمية والزراعة والارشاد التوجيهي للمحافظة على المياه والبيئة والادارة العامة ، لدينا اكثر من 30 بحث علمي منشور في مجلات علمية محلية ودولي وشاركنا في اكثر من 6 مؤتمرات دولية ومحلية متعددة الاختصاصات في الزراعة والادارة العامة والتنمية المستدامة والاقتصاد لدينا 4 كتب مؤلفة منها منهجي ومنها دولي عن دار نور نشر الالمانية وكتاب اخر قيد الطباعة متخصصه في مجال الزراعة تسلمنا خلال العمل الوظيفي العديد من المناصب في اعداد الخطط الزراعية والاشراف على حقول ومشاريع زراعية مختلفة للمزارعين كما عملنا على اعداد دراسات الجدوى للمشاريع الاستثمارية وكذلك مكافحة حقول مختلفة والسيطرة على اصابات مرضية فتاكه فيها ، عملنا على اعطاء استشارات لباحثين ومزارعين لتطوير اعمالهم في الجوانب الانتاجية والتطبيقية وتحليل البيانات كل هذا الكم والذي اختصرنا جزء منهم ساهم في تبلور افكار وقدرة على ادارة الامور العملية في العمل والتطبيق لذا ادعو الشباب القارئ الى الدخول والاحتكاك في العمل وتنفيذ مايطلب منهم في العمل دون عجز لان كل هذه تزيد من حجم المعلومات التي يتملكها الفرد والتي تمكنه مستقبلا من الرد والاطلاع وتجعله مطلع وقادر على ادارة أي مركز او اعطاء أي قرار في مجال الاختصاص الذي يهتم فيه ، كما يكون للمتابعين الحق في معرفة ومتابعة الباحثين في مجالات الزراعة واخذ الاستشارات من ذو الخبرة والممارسة الميدانية من خلال ما ينشر عنهم في المجلات والمواقع العلمية والحوارات الصحفية التي تضع النقاط على حروف ونشاطات المختصين ، وفاتني ان اذكر ان لدينا العديد من التجارب العلمية التي نفذناها لمعالجة مشاكل واقعية يتعرض لها المزارع او الباحث ووضع المعالجات والحلول لها واعطاء توصيات عن نتائج علمية من صلب الواقع الميداني وخصوصا في مجال الزراعة والتجارب وفق التحليل الاحصائي والوراثي والعلمي .
- كخبير في القطاع الزراعي، ما قراءتك للواقع الزراعي في العراق والبلدان العربية والتحولات بين الانتاج والاستهلاك على مستوى البلد والعالم العربي ومن ثم تأثيرها إقليميا ودوليا ؟
ج/ يتحدد المختص في تقييم الواقع الزراعي العراقي في الزمن والسنوات فلو اردنا التقييم قبل 2003 كان الواقع تحت تاثير حصار اقتصادي مفروض ادى الى زيادة المساحات المزروعة وزيادة انتاج الاراضي والقطاعات الزراعية الاخرى مثل الانتاج الحيواني والمحاصيل الاقتصادية والتي تنشط الصناعة اما بعد 2003 اختلفت الامور نحو البدا ببناء قطاع زراعي واختلفت سياسة الدولة الزراعية وفق تأثيرات إقليمية ودولية مما نتج عن ذلك قطاع زراعي بحثي ارشادي غير منتج ويقدم الدعم الغير متكامل والغير مشروط للمزارعين مما ينعكس على كميات الانتاج المتحققة والتي تؤثر في دفع الدولة للاعتماد على الاستيراد لتلبية متطلبات المستهلك وفي السنوات الاخيرة بدات وزارة الزراعة تعتمد سياسة البرامج الوطنية التي تهتم بالمحاصيل الاستراتيجية والمهمة في الاستهلاك بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي منها والتقليل من حجم المستورد والاهتمام بإنتاج المادة الأولية للزراعة وهي البذور من الرتب العليا وهذا ما شجع من نمو قطاع الزراعة وتحقيق الهدف من خلال التوسع العمودي والافقي في العمل الزراعية ووصول البلد الى الاكتفاء الذاتي من عدد كبير من المحاصيل وبعد يوقف استيرادها في مواسم الانتاج والوفرة وساهم في توفير عملة صعبة وكذلك قطاع الاسماك والدواجن وانتاج البيض واللحوم ، مما شجع هذا الواقع على اعادة صياغة علاقات عربية ودولية مع بلدان مصدرة ومجاورة وفقا لما تحقق من زيادة انتاج كما ان واقع البلدان العربية في هذا القطاع شبه مستقر وفق سياساتهم الزراعية المتناسقة من حيث المشاريع ووجود الشركات القطاعية المتخصصة والانتاجية ايضا واستقطاب العمالة من بلدان اخرى وحسب ظروف كل بلد وهذا ما يختلف مع واقعنا الزراعي الذي نامل ان يتجه نحو القطاع الخاص وتشكيل الشركات مع الدعم الممنهج والمدروس .
- ما مدى تأثير القطاع الزراعي على نمو البلدان اقتصاديا ومدى تأثيرها في نمو المجتمع وتطوير امكانات ابناء البلد الذاتية والاقتصادية والاجتماعية ؟
ان القطاع الزراعي قطاع مهم وتعتمد الكثير من البلدان في سياستها الاقتصادية على قطاعها الزراعي ومدى توفير الاكتفاء الذاتي وتبادل الفائض الانتاجي وفق النوع والجودة مع بلدان اخرى وفق تبادل تجاري يعطي مردود اقتصادي لتحقيق الامن الغذائي والامن الاقتصادي ، كما تتجه بعض الدول الى مشاريع انتاجية تشغل الصناعة من خلال توفير المواد الاولية لها من خلال التصنيع الغذائي او المنسوجات او المنتجات الاخرى كالحليب والبيض والدواجن ومنتجان اللحوم . واتجاه دول اخرى الى رفع اقتصادها من خلال تسجيل وتشكيل شركات استيراد وتصدير للمنتجات الزراعية وانتاج البذور والمستلزمات الزراعية المختلفة وهذا يسهم في بناء المجتمع من توفير فرص عمل للشباب واستقطاب الخريجين وتشغيل اكبر عدد من الايدي العاملة وتوفير الاجور وتحسين وضع اقتصادي واستقرار اجتماعي عند توفر العمل وبناء حياة اجتماعية جيدة بين الافراد .
- ما هي سبل تطوير افكار الشباب في دعم قطاع التسويق ومدى الترابط بين التطور الحاصل في مجال الالكترونيات والسوشل ميديا في القطاع الزراعي والاقتصادي ؟
ان العمل الحقلي الانتاجي او المصانع يتطلب الجهد والمتابعة الميدانية وعادة ما تكون هذه الاعمال للمهندسين المختصين والايدي العاملة التي تبذل وتتحمل الجهد والظروف في الميدان وخصوصا وهنا ياتي دور التسويق في مراكز المدن او اماكن البيع المباشر او الاسواق الجملة وهنا ظهر نوعين من وسائل التسويق اما عن طريق الشركات التجارية ومواقع البيع في الاسواق او الاعتماد على التسويق الالكتروني وهذا ما يواجه رواج مميز من خلال التوصيل او النشر والاعلان عن اماكن تواجد المنتج وفق جودة ونوعية وحسب رغبة المستهلك والتي يقوم بها شباب متعدد المواهب او ممكن يجيد استخدام الوسيلة الالكترونية فقط مثل الهاتف او جهاز الحاسوب ويحقق فرصة عمل وفق نسبة بيع معينة وهنا تنعكس سبل تطور افكار الشباب ومدى الاستفادة من التكنلوجيا في العمل وهذا ما يدرس في برامج التنمية البشرية وسبل النجاح العملي وكذلك في دروس الاقتصاد ، كما لا نغفل دور التداول والاسهم ومدى العلاقة الوثيقة بين الثلاثي العامل الشاب والنت والالكترونيات في توفير فرصة عمل وتسويق انتاج وتداول اسهم وحوارات مختلفة في القطاع المصرفي والارباح وتطور القطاع الاقتصادي والمصرفي .
- ما هو دور الشركات الإنتاجية الزراعية ومدى تأثيرها في نمو القطاع الزراعي والاقتصادي في البلدان العربية ومدى الترابط مع المصارف الداعمة وهل هناك دور للمنظمات الدولية في ذلك .؟
نعم تعتبر الشركات الانتاجية الخاصة السند الرئيسي للقطاع الزراعي الانتاجي في توفير الامن الغذائي او الاقتصادي في جميع البلدان التي يتوفر فيها قانون ينظم عمل القطاع الانتاجي وعمل هذه الشركات وندعو الى دعم وتسجيل هذه الشركات لما لها من دور كبير وان تتعد الاختصاصات ومناطق العمل لتكون سند فعلي في الوقت والمكان والاختصاص مع ان تحقق الربح الذي تطلبه وفق قانون يضمن حقها دون استغلال الوضع والواقع وان هذه الشركات ايضا تحتاج لدعم مصرفي وفق نسبة ارباح او اسهم تشكيل وفق القانون الذي ينظم عملها مما يعطي عمل مترابط بين القطاع المصرفي الداعم والمشكل ومصداقية الشركات وعملها وسند القطاع الانتاجي الحكومي وقانونه الذي ينظم عملها والتعامل معها مما ينعكس عن تطور قطاع الانتاج لتوفير اكتفاء وفرص عمل والتصدير أي توفير عملة صعبة واستيراد أي توفير احتياجات ينتج عنها استقرار اقتصادي أوغذائي او استهلاكي ، كما توجد منظمات دولية داعمة لمشاريع الزراعية وتوفر الاستشارات والدعم الا انها تكون نوعا ما متأخرة في تلبية المتطلبات لكونها تحتاج الى موافقات ومعتمدة في الاساس على اقرار المشاريع السنوية وفق البلدان واحتياجات البلدان وواقعها ولكن يمكن اعتماد قاعدة بيانات هذه المنظمات التي تنتشر في جميع البلدان لتأسيس الشركات وبناء قطاع انتاجي معتمد على ما يدور في كل البلدان المحيطة والمجاورة لكل بلد.
- من خلال السيرة الذاتية لحضرتكم تبين أن لكم اهتمامات في قطاع التنمية المستدامة وقطاع التنمية البشرية كيف يكون العمل في قطاعات مهمة والجمع بينها وكيف تحث الشباب العربي للاهتمام في هذا المجال وكيفية النجاح وبماذا توصيهم في هذا المجال؟
نعم هنا يجب ان يكون للفرد في المجتمع اطلاع في القطاعات التي يعمل فيها والتي تحيط بعملة مثلا انا اعمل في الزراعة وعلاقتي بالمياه علاقة وثيقة وجود الوفرة المائية تعطي موسما زراعيا جيدا مما ينعكس على بيئة جميلة لذا دفاعنا على تنمية مستدامة لتوفي المياه وجمالية البيئة ودراسة كيفية المحافظة عليها وحث الجميع للاستخدام الامثل للمياه ومصادر الانهار دون العبث في تلوث البيئة جاء متناسق مع طبيعة الاختصاص وكذلك لنا ان نطور انفسنا من طرق التنمية البشرية وتطوير قدرات العاملين معك من خلال محاضرات او برامج او ممارسات او حتى افكار جديدة تزيد من قدرة الفرد على الابداع في مجال اختصاصه وعلية للمثال انا شاركت في دورة الادارة العامة في جامعة تامبوف الروسية ومن محاضرات هذه الدورة عن التنمية البشرية لتطوير الأفراد في كيفية إدارة الوقت بأسلوب جديد ومدى تأثير ذلك على العاملين معك لو كنت مدير مسؤول عن مجموعة موظفين ، لذا نوصي ان يكون الشباب مشارك في اغلب دورات التنمية الذاتية أو البشرية لكونها تأتي في النتيجة لاكتساب افكار جديدة تنمي في الفرد القدرة على الادارة وسرعة البديهية وكيفية التعامل مع الظروف والمحيط والاخرين .
- يواجه المعلم او المدرس او الاستاذ الجامعي في ظل عصر الثورة الرقمية والعديد من التحديات في قيادة التغيير وادارة التكنلوجيا وثورة المعلومات والتنمية المستدامة والتحدي الثقافي الذي يهدد السلوكيات والقيم نحو التقدم او التراجع وما هو تعليقكم هنا ؟
هنا نرجع الى جوابنا السابق حول تطوير الذات والقدرة ومدى تمكن الفرد والفرد هنا المعلم أو المدرس او الأستاذ الجامعي ومدى تمكنه من أدواته وما يملك من مستوى اطلاع لكون الشباب مثقف ومتنور وفقا للواقع الذي بدا يتطور سريعا بالتكنلوجيا بالهاتف بالابتوب بالنت والوسائل الأخرى فيجب أن تكون مؤثرا وأكثر دراية منهم لتؤثر فيهم وتوصل لهم موضوع درسك او محاضرتك كثير من الزملاء يتعرض لسؤال محرج من احد الطلاب عن موضوع الدرس لو كان الاستاذ غير مطلع او غير ملتفت ان احدهم قد درس قانون نيوتن او قانون مندل الاول والثاني من النت فيجب أن تمتلك الاسلوب في شرحه له بطريقه يجعله يفهمه اكثر من خلال ما تملكه من الثورة الرقمية والمعلوماتية التي تتوفر والتي اسهمت هي في تطوير الشباب حتما هي لها تأثير قوي فيهم ومع ذلك لها وجهين البعض وهنا اقول البعض القليل منهم يستخدمها لغير ما صنعت من اجله كجانب غير جيد او غير صحيح ، وهذا يبقى في محيط غير متطور ومتأثر بالأفكار المتخلفة آو التي تصيبه بالتراجع وعدم اللحاق بزملائه في العمل او العمر .
- كيف يمكن للشباب العربي اليوم ان يصنع فرصة التغيير بنفسة وخصوصا بعد الربيع العربي والذي كان يعترض على الخيارات الهزيلة التي تقدمها الحكومات العربية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بصفتك مختص في التنمية البشرية ؟
اضافة لما قلنا في مدى الاستفادة من التطور والتكنلوجيا والثورة الرقمية وتطور الشباب انا اعتقد ان الشباب الذي حصل وفرض التغيير في الربيع العربي قادر على ان يدير نفسة او يبني قدراته وبلدة وفق هذه الامكانيات التي يستخدمها وخصوصا في بلدان هي التي حققت التغيير مثل مصر وتونس والجزائر تستطيع ان تبني وتتبنى الافكار الحديثة في توفير خيارات ادارة جيدة باستخدام نفس الوسائل التي احدثت التغيير ويجب ان يعطى دور للشباب ولقد لاحظنا اصغير وزير في الجزائر واستحداث وزارات جديدة في دول اخرى وفق رؤيا جديدة تنسجم مع واقع متغير وتكنلوجيا حديثة وانا اقول ((مستقبل يديره الشباب سوف يكون متميز ومتطور، اعطي للشباب فرصة الادارة تجد هناك شيء مختلف نحو تحقيق الهدف )) وهذه من افكار التنمية البشرية أن تبني روح التفاؤل والأمل في نفوس الآخرين وتقدم لهم الدعم في قدرتهم على العطاء والادارة .
- ماهي السبل والوسائل التي من خلالها يمكن لنا تطوير الواقع الزراعي والاقتصادي في العالم العربي في الدول النامية وخصوصا بعد ما سمي بالربيع العربي والتغيرات التي حصلت بالواقع ؟
هنا يطول الكلام لكن باختصار الوسائل تختلف من بلد لأخر في هذا المجال:-
اولا :- في العراق لدينا قطاع يحتاج الى تأسيس مشاريع انتاجية متخصصة او شاملة تستقدم الايدي العاملة من الشباب والخريجين وتنتشر في عموم المدن لتساهم في توفير الاكتفاء الذاتي وتشغيل المصانع من خلال توفير المادة الاولية لها مع توفير القروض التشغيلية وفق نسب المساهمة وليس الارباح ليكون العمل مشترك بين القطاع المصرفي وادارة المشاريق وتخضع للرقابة .
ثانيا : في دول الخليج تتوفر الامكانيات والقطاع الزراعي يساهم في الاقتصاد بنسب مختلفة ومتقدمة وهناك شركات استثمارية واستشارية هي من ساهم في تطور واقها وتحتاج الى توسيع المساحات المنتجة من خلال استصلاح او استغلال الاراضي في الصحراء ومدى توفير المياه فيها لكونها المحدد الوحيد وصلاحية بعض الاراضي ولدى بعض الدول اراضي في دول اخرى تستثمر لصالحها وفق شراكة وقانون منظم .
ثالثا :- في مصر نلاحظ هناك خطوات واسعة نحو تطوير هذا القطاع ودخول الانتاج ونلاحظ ايضا تطور السياسة الزراعية وفق مفاهيم متغيره من خلال تبني مشاريع انتاجية صديقة للبيئة وتقليل الاسمدة لمحاصيل مختلفة مع زيادة الانتاج مع مشاريع زراعية عملاقة في طور البناء والاعداد لها وهذا حصل بعد الربيع العربي وذكرنا ذلك كمثال .
- كلمة اخيرة للمتابعين من الاكاديميين والشباب ومختلف اصناف المجتمع في العراق والوطن العربي ؟
ج/ أخيرا اقدم شكري الجزيل لكم أستاذه خولة.
واحب ان اقول هذه الرؤيا لنا قد نكون على صواب فيها او نخطأ اتمنى ان ننال جزء من رضاكم واتمنى لكم التوفيق ومزيدا من النجاح والتميز الدائم ….
حاورته الإعلامية و الباحثة الأكاديمية خولة خمري