مقالات

كبارنا على رؤوسنا

 منذ أن بدأت في كتابة مقالاتي طيلة ربع قرن تقريبا، حقيقة لم أتهجم نهائيا على أي شخص، ولم أستخدم أبدا قلمي لأي مصالح شخصية، حيث تعلمت من والدي رحمة الله عليه، والذي كان كاتبا معروفا وسخر قلمه لخدمة المجتمع، بأن الكتابة رسالة سامية ومسؤولية كبيرة وأمانة في عنق كل كاتب.
مادفعني اليوم للكتابة، هي مقالة الكاتبة السعودية ميسون التي طرحت موضوع في غاية الأهمية، حيث كتبت في مقدمة المقالة كلام جعل الكثير من الناس يفهمونها بشكل خاطئ، مما تسبب في هجوم شرس عليها من قبل مجموعة من الكتاب والقراء، وهي إرادات بأسلوب ساخر أن ترد على المسؤولين الذين لم يولوا الاهتمام بالمتقاعدين وكبار السن وعمل جميع التسهيلات لهم إسوة بالحكومات الاوروبية والامريكية.
ولكن أنا ومثلي من الكتاب الذين كتبوا في هذا الأمر وننقل معاناة المتقاعدين ونطرق جرس الإنذار ونقول بأن علينا إكرامهم وتوفير لهم كل الإمكانيات التى تجعلهم يعيشون بقية عمرهم في راحة واطمئنان.
لماذا المتقاعد في الدول الأوربية يعيش في سعادة وهناء ويجد كل سبل الراحة، من خدمات طبية ومورد مالي يكفيه ويجعله يسافر إلى جميع بقاع العالم دون أي عناء؟، كيف وقد أمرنا ديننا أن نوقر كبيرنا، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم : “ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا، ويأمر بالمعروف وينهي عن المنكر”،
ألم نفكر لحظة بأن من نتحدث عنهم هم في الأصل من ربّونا وأشرفوا علينا وتعلمنا واكتسبنا خبرتنا منهم، وهم من وضعوا لنا الأسس الصحيحة حتى نكون على ما نحن عليه الآن.
لماذا نهمشهم ولا نستفيد من خبرتهم؟، ليس فضلا أو منٌة من الدولة، فحتى تعويضاتهم التي يستلمونها حاليا كانت تستقطع من رواتبهم ولا أحد له فضل عليهم.
لماذا الدولة لا تستفيد من تلك الخبرات المتراكمة في جميع القطاعات؟، لماذا لا ننشئ مركزا يتبع للحكومة يتم استقطاب أصحاب الخبرات والذين مازالوا لديهم الطاقة والامكانيات للاستفادة منهم كمستشارين؟.
إن لكبار السن الفضل الكبير علينا وعلى مجتمعنا الذي وصل إلى ماوصل إليه الآن، بتضحياتهم وعلمهم، ووقتهم، وصحتهم.
ندعو الله أن يطرح البركة فيهم ويكونوا خيمة على رؤوسنا.

بقلم د أسامة آل تركي

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى