مقالات

ياسين شادي..العرس الديمقراطي يؤول لمراسيم تشييع

حدث وتفاعل

لم نكد نستيقظ من مفاجآت استحقاقات 08 من شتنبر 2021، التي حملت مفاجآت عديدة على مستوى نسب المشاركة ونتائج الانتخابات التشريعية التي أفرزت خريطة انتخابية تميزت بانتكاسة حزب العدالة والتنمية، ويآل الصدف وافق يوم الثامن من شتنبر المرتبة التي تقهقر لها الحزب الاسلامي؛ وفي خضم هذا العرس الديمقراطي المتميز بالتنظيم المحكم والإعداد الجيد، الذي جعل عددا من الدول والمنظمات الدولية تشيد بكفاءة المغرب في إدارة العملية الانتخابية، صدم الرأي العام اليوم بخبر مقتل السيد عبد الوهاب بلفقيه المترشح عن جهة كلميم واد نون، فواقعة الوفاة تمت بطريقة غريبة تثير عددا من علامات التعجب والاستفهام، إذ تعرض السيد بلفقيه لرصاصة قاتلة أدخل على إثرها المستشفى لتلقي الإسعافات العاجلة غير أن الموت عاجله فأسلم روحه إلى بارئها، ويال الصدف أن يقع الحادث في نفس اليوم الذي أعلن فيه عن الاختيار من بين المترشحين لمنصب رئيس جهة كلميم واد نون الذي كان السيد بلفقيه مرشحا له! ما أشبه اليوم بالأمس، كأني بحدث مشابه للسياسي علي يعته الذي تعرض للدهس من سيارة في عز الخلاف حول التناوب الحكومي، فيال الصدف!!.

إنه أشبه بمشهد درامي، عنوانه الإعلانات، مشهد مُغرق في الخيال، ففي الوقت الذي تم فيه إقصاء السيد عبد الرحيم بوعيدة وتجريده من المقعد البرلماني عن جهة كلميم واد نون بعد أن أعلن فوزه، تم إعلان فوز بلفقيه بالرتبة الأولى و ب12 مقعد بالجهة ومنحه التزكية للترشح لرئاسة الجهة، ليتم بعد ذلك سحب التزكية من بلفقيه بشكل غامض وإعلان مباركة بوعيدة ترشحها لرئاسة الجهة عن الأحرار، إضافة إلى إعلان أبو درار ترشحه لرئاسة الجهة عن الاتحاد الاشتراكي ويعلن بلفقيه انسحابه من العمل السياسي دعمه وفريقه لأبو درار كرئيس للجهة، في ذات الآن تقدمت مباركة بوعيدة بشكاية ضد أبودرار باختطاف أعضاء الجهة بمراكش واستماع الشرطة لهم، ليختتم المشهد بإعلان يوم انتخاب رئيس الجهة إصابة بلفقيه بطلق ناري وأن حالته حرجة، ليسدل الستار على ذات المشهد بإعلان الوفاة.

في سياق انتشار الخبر تفاعلت العديد من المنابر مع الحدث، محاولين استيعاب الواقعة وفهم أسبابها ومحدداتها، في ذات الوقت صدر بلاغ الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بكلميم، أفاد أن النيابة العامة أمرت بإجراء بحث قضائي معمق للوقوف على ظروف وأسباب وفاة المسمى قيد حياته عبد الوهاب بلفقيه، متأثرا بجراحه جراء آثار طلقة نارية بمنزله، مع إجراء تشريح طبي على جثة الهالك. ومن غريب ما جاء في البلاغ أنه تم العثور على بندقية الصيد المستعملة في إطلاق النار وكذا بقع الدم، تفيد الاشتباه في إقدام الهالك على الانتحار عن طريق استعمال البندقية المذكورة، فمحاولة تخيل المشهد يستعصي على المنطق، إذ كيف يستطيع أن يطلق على نفسه منتحرا بذلك ببندقية صيد أخذا بعين الاعتبار طولها، يذكرنا هذا المقتطف بقصة الأديب الروائي الأمريكي “إرنست همينغوي”، حيث يخبر سجله الجنائي أن إرنست نزل إلى مخزن منزله في الطابق السفلي حيث يحتفظ بأسلحته حيث تناول السلاح، ليطلق النار على نفسه ببندقية صيد ذات الماسورة المزدوجة التي كان كثيرًا ما يستخدمها، فيال الصدف!!.

وتجدر الإشارة إلى أن واقعة الوفاة هذه ليست وحدها ما ميّز الاستحقاقات الانتخابية لهذه السنة، فقبل أن يطرق سمعنا خبر وفاة السيد بلفقيه يوم الثلاثاء، تدخلت السلطات قبلها يوم الاثنين بمدينة الرباط في حادثة مريبة هي الأخرى، تُختزل في تأجيل انتخاب عمدة الرباط على خلفية تهديد النساء المترشحات لهذا المنصب بالقتل، يال الصدف!.

بقلم ياسين شادي

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى