مقالات

الخبير  التربوي خالد البرقاوي يكتب :التربية الإسلامية وبيع “لحصيرة “

قالوا زمان:
(العام اللي نقولو نشريو فيه لقطيفة؛ كنبيعو لحصيرة)!
هذا ما حدث ويحدث مع مادة اسمها: التربية الإسلامية:
– تم تعديل المنهاج فتوسمنا خيرا؛ فإذا به يحذف علم الفرائض، والعقود العوضية والتبرعية..؛ والنتيجة وفق فقه المآلات: تنشئة أجيال لا خبر لها عن المعلوم من الدين بالضرورة في المواريث والبيوع والعقود؛ ومنذ 2016 تاريخ تجديد منهاج المادة؛ والأصوات العلمانية تتعالى مطالبة بالمساواة في الإرث!!! ولكم أن تتخيلوا كيف يصبح المجتمع بعد تخريج أجيال قادمة!!! وما مدى تقديرها لثوابتها الدينية، والإيمان بقطعيات الدين؟!
– تم تأخير إصدار التوجيهات التربوية للمادة بخلاف جميع المواد؛ رغم وجود خبراء أكفاء للمادة من مفتشين تربويين متخصصين! فلماذا تترك المادة دون توجيهات تربوية ضابطة وواضحة؟؟
– تشكو المادة من ضعف معاملها، وضعف غلافها الزمني الأسبوعي، فكنا نأمل أن يعزز حضور المادة في المنهاج التربوي المغربي؛ لأهميتها الكبرى في بناء شخصية التلميذ المغربي، والرفع من معاملها، وتعزيز الحيز الزمني لتدريسها؛ لكننا نفاجأ بتغييبها من الامتحان المحلي الموحد بكل من السلك الابتدائي والسلك الثانوي الإعدادي!!! بقرار يفتقر لأي مستند بيداغوجي أو تربوي، ويفتقر لأي تعليل تنظيمي؛ خلا النية المبيتة التي أضحت الآن بارزة لإقصاء المادة، وتهميشها، في أفق إزاحتها كما فعل خلسة بالتعليم الأصيل!!!! تنبهوا يرحمكم الله!!
– كنا نأمل أن يطبق ما ورد في وثيقة المنهاج يونيو 2016 ؛ الذي نص على ضرورة استفادة التلميذ المغربي في جميع المسالك والشعب من ساعتين كاملتين في مادة التربية الإسلامية؛ الشيء الذي لم يطبق طيلة خمس سنوات بخصوص الشعب العلمية والتقنية في السنة الثانية بكالوريا!!  في مخالفة صريحة واضحة كاشفة للنوايا المضمرة تجاه المادة؛ مخالفة لما نصت عليه الوثيقة!! ولم يحرك القوم ساكنا!! حتى من يتصدى لتمثيل أساتذة المادة لم يكن في مستوى اللحظة التاريخية المطلوبة، واشتغل بمنطق مداهن يحاول إثبات حسن السيرة للجهات الوصية!!! (معذرة أحباءنا؛ اصبروا على هذا النقد).
– لعل بعض أهل الدار من مفتشين ومدرسين ينخدعون بالتصنيف الذي قدمته بعض الوثائق الرسمية بدءا بالسلك الابتدائي: خاصة تصنيفه المواد لثلاثة أقطاب: قطب العلوم، قطب اللغات، ثم مواد التفتح! ومن بينها: مادة التربية الإسلامية اليتيمة التي لا بواكي لها! ويبدو من خلال مذكرة أمس؛ لمن تأمل وربط بين السياقات والأحداث- أن القوم ماضون في هذا التصنيف الذي لا مبررات علمية ولا بيداغوجية له! فلماذا إدخال مادة قيمية تسهم في تحصين التلميذ المغربي، وتمتح من هوية الشعب المغربي المسلم، وتحافظ على مقوماته الحضارية- ضمن مواد التفتح؟؟؟!
ولكم أن تتصوروا  المآل:
الآن إقصاء من الامتحان المحلي الموحد؛
غدا؛ إعلانها مادة اختيارية للتلاميذ في ظل منظومة تقويمية مفلسة تشجع كل ما هو تقنوي، ودفع الأسر دفعا نحو الحرص على النقط المرتفعة والمنتفخة!! والكل يعلم دون مواربة ولا تزويق كلام أن: الأسرة والتلميذ يهتمون بالمواد ذات المعامل المرتفع!! ويغذي هذا البعد التقنوي الخطير تصريحات  بعض الوزراء المهمشة للمواد الأدبية وللعلوم الإنسانية (تذكروا تصريح لحسن الداودي وزير التعليم العالي الأسبق)!!
– بعد غد – لا قدر الله- الإجهاز على ما تبقى من شيء اسمه مادة التربية الإسلامية، وإفساح المجال لثقافات أخرى تحت عناوين براقة وخادعة تدمج الآن في مواد المنهاج تحت عنوان: التسامح والتعايش! وكأننا كنا من قبل نعيش عصور ظلام وتطرف!!!
وهكذا يصدق على هذه المادة التي تتوجه إليها السهام من كل حدب وصوب؛ قول المثل المغربي:
(العام اللي نقولو نشريو فيه لقطيفة؛ كنبيعو لحصيرة)
يا قوم:
مادة التربية الإسلامية صمام أمان لشخصية التلميذ المغربي في موجات عارمة من الانحلال، والتفسخ، والتطرف بمختلف أشكاله؛ ينبغي تعزيز مكانتها، وتقوية حصيصها الزمني، ومعاملها؛ لبناء شخصية وطنية معتزة بانتمائها لهذا البلد الطيب!!!
ألا هل من معتبر؟!

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى