الحبيب لأنباء24 .. الانتاجات التلفزية الرمضانية يغلب عليها طابع التفاهة في استهداف واضح لقيم المغاربة وهويتهم
تقييما لواقع الانتاجات التلفزية الرمضانية لهذه السنة وتأثيرها على المغاربة الذين انقسموا بين متابع وساخط، يستضيف الموقع الالكتروني أنباء24 ، الأستاذ الحبيب عبد الرحيم المكلف بالتواصل في الجمعية المغربية لحقوق المشاهد، في حوار حصري ومثير .
أولا: كيف تقيمون البرامج الرمضانية على القنوات العمومية؟
في الحقيقة إن الإحاطة بهذا الموضوع مسألة تحتاج لوقفات متأنية لأنه يرتبط ب “الإنتاجات الرمضانية” التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى معضلة ومأساة تختزل الأعطاب والاختلالات الكبرى التي تعيشها قنوات البث الإعلامي العمومي..
وبتركيز وفي عجالة وبكلمة مجملة فإن ما يعرض في هذا الموسم ليس هو إلا استمرار وتكريس لمنحى يُطبع مع انتاجات السنوات السابقة التي يغلب عليها طابع التفاهة و طابع الاستخفاف بالمشاهد المغربي..
وبُعد هذه الإنتاجات عن هموم وحقائق ما يعيشه الواقع المغربي الذي ومع الأسف خاصة وأننا نعيش ظرف إستثنائي للسنة الثانية في رمضان الذي هو مأساة جائحة كورونا التي تعيشها الإنسانية كلها وبما تفرضه من حجر على المواطنين، فشيء طبيعي أنه ستكون فرصة متابعة جماعية أسرية بالتالي كنا نتوقع أن الإنتاجات لهذه السنة سترقى لمستوى تلبية هذا المطلب للمشاهد المغربي وأهم شيء هي إحترام المشاعر و الخصوصية والهوية الوطنية.
بالإضافة إلى أن هناك مجهود يبذل على مستوى المظهر بحيث نشاهد ممثلين يلبسون جيدا ويقومون بتسريحات شعر جميلة وهناك ديكورات ولكن هذه الأشياء في ظاهرها توحي أننا نقلد المسلسلات المكسيكية والأجنبية ولكن في المضمون هي بعيدة كل البعد..
وهناك ممثلون لازالوا محصورين فقط في مرحلة التمثيل ولم يخرجوا من ذواتهم ليعلموا أنهم فنانون ويعبروا بأسلوب درامي..
وخلاصة، إننا كنا نأمل أنه العقلية التي تدبر قطاع الإنتاج سيتوفر فيها الإبداع وهو الشيء المغيب، وبالتلي هناك تبدير للمال العام وتهافت وتكرار لنفس الأشخاص والأسماء، بالإضافة إلى دفاتر التحملات التي لم يعد أحد يعرف ما هي مقاييس البث فيها ومع الأسف الشديد الجائحة كانت درس وعبرة لم يستفد منها أحد..
وللإشارة هناك بعض الأعمال وبعض الإشارات الضوئية التي ممكن أن يرتاح لها الإنسان ولكن تظل استثناء وليست قاعدة، ونتمنى من المسؤولين على موضوع الإبداع في التلفزة أن يراجعوا أوراقهم لأن المغاربة أذكياء وهجرتهم للقنوات الأجنبية لها ما يبررها .
ثانيا: في نظركم ما هو التأثير الذي يمكن أن تخلفه هاته البرامج على المشاهد المغربي؟
بخصوص الرد على تأثير هذه البرامج على المشاهد المغربي، فيكفي أن نستحضر هنا أن الإعلام كقوة ناعمة أًصبح يحقق انتصارات في حروب..وقد يكون ما يحققه الإعلام لا تستطيع أن تحققه القوة العسكرية والحرب النارية، و بالتالي فإن استهداف البناء الفكري والثقافي والقيمي وضرب مقومات الهوية الشخصية للمواطن المغربي ليس أمرا بسيط..
وهي التي تستهدف من خلال مجموعة من التوجهات، على شكل فكاهة و شكل درامي ممسوخ، يعني هناك محاولات يائسة تسعى لطمس هوية المجتمع المغربي وبالتالي تنميط الحياة والحد من الإبداع والفكر..
فما يقدم على قنوات الإعلام المرئي يختزل هذا الواقع ويختزل مرارة العقلية التي لازالت تقف وراء تدبير الإنتاج، وعندما نتحدث عن الإنتاج فإننا نقصد “الإبداع” والعملية الإبداعية هي أقدس شيء موجود وأرقى شيء موجود.
ثالثا: ما هو دوركم في الجمعية تجاه هذه البرامج؟
مع الأسف نجد أن كل الجهود وكل الاقتراحات وكل النداءات التي تقوم بها الجمعيات وجمعية “حقوق المشاهد” والمبادرات من أجل تغيير مجموعة من السلوكات والتدابير التي تمس في العمق سير قطاع الإعلام المرئي، تواجه بالآذان الصماء..
هناك دائما تلك العقلية المتكلسة التي لا تؤمن إلا بمصالحها وهذا نقوله بصراحة وإلا فما معنى أن جمعيات المجتمع المدني تندد والمواطن يندد بما يقدم له من أعمال في حين الناس تتهافت على تقسيم الكعكات..
بصراحة نحن بدورنا ك “فاعلين جمعويين” ومهتمين بالمجال لم نعد نتفهم الوضع فقد اختلط الحابل بالنابل.