عبد العاطي اربيعة لأنباء24..نجدد دعوتنا لكل القوى الديمقراطية للنضال من أجل ملف مطلبي واضح قوامه الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية
بمناسبة الذكرى العاشرة لحراك 20 فبراير ، يسعد موقع أنباء24 أن يستضيف الأستاذ والمناضل عبد العاطي اربيعة الكاتب الوطني للشبيبة الطليعية و منسق شبيبات فيدرالية اليسار الديمقراطي في هذا الحوار الحصري للحديث عن الذكرى وواقع حقوق الانسان بالمغرب ودور الفاعلين فيه .
اولا: ماذا تمثل لك الذكرى العاشرة ل20 فبراير؟
بداية شكرا لهذه الاستضافة الكريمة، فيما يخص الذكرى العاشرة لحركة 20 فبراير المجيدة، وكما هو الحال لمن واكبوها منذ انطلاقتها الأولى، تمثل بالنسبة لي مرحلة فاصلة في تاريخ المغرب، والتي استطاعت أن توحد المغاربة شيبا وشبابا، نساء ورجالا وراء مطالبها العادلة والمشروعة، والتي فرضت على النظام المخزني مجموعة من التنازلات، وعلى رأسها تغيير ولو شكلي للدستور، وبينت بأن الشعب المغربي قادر على التغيير إذا استطاع أن يناضل بشكل موحد من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والمساواة والديمقراطية الحقيقية.
كما أنها استطاعت أن تخلخل بنية المجتمع المغربي، وخلقت ثورة حسية، فتحت المجال لخروج حراكات أخرى متواصلة منذ 2011 إلى اليوم، بكسرها لجدار الخوف الذي لا طالما بنت عليه الدولة المغربية ما يسمى بهيبتها.
ثانيا: من وجهة نظرك، هل يمكن القول بأن الحراك المغربي بمكوناته ومطالبه ومكتسباته؛قد كان مختلفا عن باقي الحراكات في الوطن العربي؟
بطبيعة الحال، فالانتفاضات التي عرفتها المنطقة، كانت مختلفة من بلد إلى آخر، فبالنسبة لحركة عشرين فبراير، خرجت بأرضية مطلبية واضحة تحمل بين طياتها السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي، من تغيير للدستور وإقرار دستور شعبي ديمقراطي وإسقاط الحكومة وحل البرلمان، إلى الزيادة في الأجور والحد من غلاء الأسعار، وتوفير الشغل والتعليم العمومي والمجاني وكذلك الصحة للجميع وغيرها من المطالب.
ثالثا: هل تتفق مع من يقول بأن المستفيد من الحراك هو النظام المغربي وحزب العدالة والتنمية؟
ربما في الظاهر، يبدو أن النظام المخزني وحزب العدالة والتنمية هما أكبر المستفيدين، ولكن في الواقع فإن الحركة قد سرعت بسيناريوهات ربما كنا سننتظر لعقود حتى نصل إليها، وعلى رأسها تعريتها لطبيعة حزب العدالة والتنمية، والذي لطالما تغنى بشعارات رنانة، بينت العشر سنوات الماضية على زيفها، وبالتالي فالنظام المغربي اليوم، قد استنفذ كل خياراته، وهو ما تبينه عودته لمقاربته الأمنية، من خلال القمع والاعتقالات، وتكميم الأقلام الصحفية، بغية إعادة تلك (الهيبة) التي أسقطتها الحركة دون جدوى، فرقعة الاحتجاجات تتوسع، فبعد الريف وجراد وزاكورة وغيرها، ها هي حراكات اجتماعية أخرى تلوح في الأفق وعلى رأسها احتجاجات الفنيدق، وهو ما يؤكد أن تلك الثورة الحسية التي خلقها شباب العشرين من فبراير أكبر من أن يتم لجمها، رغم الأحكام القاسية التي تصدر في حق قيادات الحراكات الشعبية، وهنا لا بد من أن نجدد مطالبتنا بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي وعلى رأسهم معتقلي حراك الريف والصحافيين وغيرهم.
رابعا: يعرف المغرب في الاونة الاخيرة هجمة على مجموعة من الحقوق والمكتسبات، كيف تقيم الأمر و ماهي سبل تجاوز هذا الواقع؟
كما قلت سابقا، هذه الهجمة على الحقوق والمكتسبات، والهرولة نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاشم وغيرها، تبين الموقف الضعيف الذي يعيشه النظام المغربي، خصوصا مع ما ستخلفه الجائحة التي نعيشها، وبالتالي فهو لم يعد له ما يواجه به الديناميات الاحتجاجية المتصاعدة، غير المقاربة القمعية، أما فيما يخص سبيل تجاوز هذا الواقع، فلن يكون غير النضال الوحدوي والمستمر، والذي يجب أن تكون بدايته هي توحيد القوى الديمقراطية من أجل القيام بالمهام المطروحة عليها.
خامسا: كلمة ختامية
في الختام، لا بد من أن نجدد دعوتنا لكل القوى الديمقراطية من أجل رص صفوفها وتوحيد صفوفها، والنضال من أجل ملف مطلبي واضح، يكون أساسه الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وإطلاق سراح معتقلي الحراك والصحفيين…، هذه المطالب التي تمثل روح حركة عشرين فبراير، والتي ستظل حية تنير طريق النضال لكل التواقين للحرية والتحرر.