عبد الصمد فتحي..يقع على القوى الحية بالمغرب توحيد الجهود ورس الصفوف لمواجهة تداعيات التطبيع على المغرب وفلسطين
في إطار سلسلة من الحوارات التي يواكب من خلالها الموقع الالكتروني أنباء24 ،خطوة توقيع عودة العلاقات بين المغرب و “إسرائيل” يستضيف الموقع في هذا الحوار الأستاذ عبد الصمد فتحي رئيس الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة لتسليط الضوء على هذا الحدث الذي أثار جدلا واسعا في المغرب .
1- كيف تلقيت إعلان المغرب تطبيع علاقاته مع إسرائيل؟
كان وقع إعلان المغرب التطبيع مع الكيان الصهيوني يوم 10 دجنبر كصاعقة، فقد شكل صدمة لي ولعامة المغاربة الذين ظلوا ينددون بجرائم الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني طيلة عقود. ليجدوا المجرم أصبح صديقا للمغاربة يستبيح أرضهم وبلادهم ويجالسهم ويشاركهم في قوت يومهم، وليجدوا بلدهم تخذل الشعب الفلسطيني وتنحاز لعدوه.
2 – كيف تقرأ ربط التطبيع بقضية الصحراء، وهل المغرب فكر فعلا بمنطق الربح؟
هي صفقة وهمية على حساب الحق الفلسطيني، و قضية الصحراء هي حصان طروادة الأزلي، صنعتها الصهيونية لاختراق نسيج المجتمع المغربي، وهي خطوة تسيئ للمغرب على مستوى القيم حيث تقايض بما لا تملك وهو الحق الفلسطيني وهذه سقطة قيمية ، وتتعاقد مع محتل فتضع المغرب موضعه، وهذا يسيئ للقضية الوطنية التي سالت من أجل تحريرها من المستعمر الدماء، وهذه سقطة سياسية.
3 – خرج المواطنون في عدة مدن رفضا للقرار، هل هذا يعني أن الشعب سيواجه ترسيم العلاقات مع إسرائيل؟
بطبيعة الحال فالشعب المغربي لا يمكنه أن يقبل بالتنكر للشعب الفلسطيني ولا بالتطبيع مع المجرم الصهيوني، ورغم ظروف حالة الطوارئ الصحية بسبب جائحة كورونا ورغم المنع لكل الأشكال الرافضة للتطبيع أبت جموع من المواطنين المغاربة إلا تحدي هذا المنع والتعبير عن الرفض لهذا التطبيع، وصدرت بيانات من القوى الحية بالمغرب تعبر عن الرفض والعزم على مواجهة ومناهضة هذا التطبيع.
4 – ماذا عن دور الهيئات المعارضة للقرار، كيف ستناهض التطبيع؟
إن أولى الخطوات التي تقع على كاهل القوى الحية بالمغرب والتي عبرت عن رفضها لاتفاقية التطبيع مع المحتل، هي توحيد الجهود وتراس الصفوف في إطار جامع يقوى على مواجهة هذه التحديات التي تحيط بالمغرب من جراء التطبيع مع الكيان الصهيوني، وثاني الخطوات وضع رؤية استراتيجية لمناهضة التطبيع، يصدر عنها برنامج نضالي يقوى على حصر تداعيات التطبيع ويدفع في اتجاه إسقاطه.
5- هل يمكنك تقريبنا من غاية وخطة إسرائيل من وراء التطبيع مع الحكام العرب؟
إن الهدف من التطبيع هو إنقاذ الكيان المحتل الذي يعيش حالة من الضعف والانحباس جراء الأزمة الداخلية، وهزائمه أمام انتصارات المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني شعب الجبارين، فهو يسعى لتأمين وجوده بالتطبيع مع الأنظمة العربية المستبدة والفاسدة، والتي تولدت لديها قابلية لذلك بعد الربيع العربي الذي جعلها تخاف على عروشها وقروشها بالارتماء في أحضان الكيان الصهيوني بدل الإرتماء في أحضان شعوبها.
وينضاف إلى ما سلف دوافع أخرى تخص المغرب، قد يعدها البعض تهويلا ونحن نقول من الحزم سوء الظن، علما أن المغرب كما كشفت وثائق مسربة كان الأرض البديلة لقيام الكيان الصهيوني بدل فلسطين.
فالتطبيع نعده تهديدا لوحدة المغرب واستقلاله واستقراره ، فهو يستهدف مسخ هوية الشعب المغربي ونشر الفساد في فئات المجتمع والحيلولة دون أي إصلاح أو تغيير، يحقق للشعب الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية.