مقالات

حسن إزرال.مغناطسية اخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم

كيف لا يحب وقد شهد الحق سبحانه وتعالى بعظمة خلقه فقال عزمن قائل (وانك لعلى خلق عظيم)
قال علي رضي الله عنه (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اجود الناس صدرا وأ صدق الناس لهجة ، وألينهم عريكة ، وأكرمهم عشرة ، من راه بديهة هابه
ومن خالطه معرفة أحبه، يقول ناعته لم ار قبله ولا بعده مثله). فقوله: “كان أجود الناس صدرا” : أراد به بر الصدر وكثرة خيره ، وأن الخير يتفجر منه تفجيرا، وأ نه منطو على كل خلق جميل وعلى كل خير قال بعض أهل العلم : “ليس في الدنيا كلها محل كان أكثر
خيرا من صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد جمع الخير بحذافيره)
كيف لا نعظم ونوقر ونعزر محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدهدى الله
تعالى به القلوب من ضلالها، وشفاها به من اسقامها، واغاثها به من جهلها، فأي بشر أحق بان يتبع منه صلى الله عليه وسلم وجزاه عن امته أفضل الجزاء
وجبله الله تعالى على مكارم الاخلاق وكرائم الشيم، فإن من نطر في اخلاقه وشيمه
صلى الله عليه وسلم علم انها خير اخلاق بني آدم فانه كان اعلم الخلق، وأعظمهم امانة،
واصدقهم حديثا واحلمهم واجودهم وأسخاهم، واشدهم احتمالا، وأعظمهم عفوا ومغفرة،
وكان لا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما؛ كما روى البخاري في “صحيحه”(عن عبد الله بن
عمرو؛ انه قال في صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة محمد عبدي ورسولي سميته المتوكل ، ليس بفط ولا غليظ، ولا سخاب بالأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة
ولكن يعفو ويغفر ولن اقبضه حتى اقيم به الملة العوجاء، وافتح به اعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غلفا، حتى يقولوا: لا إله إلا الله وارحم الخلق وارأفهم بهم، وأعظم الخلق نفعا لهم في
دينهم ودنياهم، وأصبرهم في مواطن الصبر، واصدقهم في مواطن اللقاء، واوفاهم بالعهد والذمة، وأعظمهم مكافأة على الجميل بإضعافه، واشدهم تواضعا، وأعظمهم إيثارا على نفسه، واشد الخلق ذبا عن اصحابه وحماية لهم ودفاعا عنهم، واقوم الخلق بما يأمر به، واتركهم لما ينهى واوصل الخلق لرحمه
اللهم صل وسلم على نبيك محمد عدد خلقك ورضى نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك
​ مستفاد من كتاب جلاء الافهام لابن القيم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى