عبد اللطيف العسلة..الفرج بالنبي صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى : ( قل بفضل الله و برحمته فبذلك فليفرحوا ). فهو الرحمة المهداة و النعمة المسداة.
وقال فيه سبحانه : ( و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).
فقد بعث صلى الله عليه وسلم رحمة للناس أجمعين، بل رحمة للخلق جنهم وإنسهم، أنَّ لفراقه جدع الشجر يوم فارقه، و سلم عليهعند لقائه الحجر ، و استنارت بميلاده الشعاب و الجبال و كل وبر، انطفأت نار كسرى و تزعزع ملك قيصر.
رحمة هو من الرحمان الرحيم سبحانه. خرج عمر لقتله فأسلم، و تبعه سراقة لأسره فاستغنى بتاج وعد منه صلى الله عليه وسلم، و أتى من كان يسعى وراءه مشوشا على دعوته واقفا على قبره وله استغفر، يوصي عليا وهو في طريقه إلى معركة خيبر ” لأن يهدي الله على يدك رجلا خير لك من حمر النعم”.
ياله من رسول عظيم وهو ينادي يوم أحد…
جليبيب مني وأنا منه، و يناجي ربه راجعا من الطائف، وقد آذوه مسلطين عليه رعاعهم يرشقونه بالحجارة…
اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون…
اللهم ان لم يكن بك علي غضب فلا أبالي..
وهو يجيب ملك الأخشبين؛ إني أريد أن يخرج الله من أصلابهم من يعبده ولا يشرك به شيئا.
أي حلم هذا و أي كرم و سعة رحمة…
ياناس؛ إنها رحمة الله تسري في الخلق إنه رسول يحمل لواء الحق.
قال تعالى :(إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله).
رفع الله ذكره و أعلى قدره، و جعله سراجا منيرا، من أطاعه فقد أطاع الله ومن أحبه فقد أحب الله، ومن خطئ طريق محبته خطئ طريق رضوان ونعيم الله، ومن عاداه فالويل له من الله.
أي حلم وأي صفح وعفو وهو صلى الله عليه وسلم يدخل مكة مطأطئا رأسه و يخطب في الذين آذوه و أخرجوه من أحب البقاع إليه اذهبوا فأنتم الطلقاء.
ياله من قائد عظيم، و نبي رحيم، و إمام حكيم، باق نوره نبراس لأهل الحق ما أذن الله ببقاء السماء والأرض.
هو رحمة دائمة ممتدة في الأرض و في السماء في الغيب و في الشهادة.
فهو يوم القيامة صاحب الشفاعة الكبرى و المقام المحمود.
سامحنا يارسول الله…
لم نعرفك حق المعرفة فنعرف الناس بقدرك، إنا فقط رأينا السيف في غمضه و لم ننظر بداخله كما قال أويس رضي الله عنه.