حوارات

في حوار حصري مع أنباء 24..البروفيسور سعيد أمال يسلط الضوء على الوضع الصحي بالمدينة الحمراء وسبل مواجهة الوباء

في حوار خاص، يستضيف موقع أنباء24 البروفيسور سعيد أمال رئيس قسم الامراض الجلدية بمستشفى محمد السادس بمراكش لتسليط الضوء عى الوضع الصحي بالمدينة الحمراء وسبل مواجهة تفشي وباء كورونا الذي عرف ارتفاعا في الاونة الأخيرة بعدد من مدن المغرب .
1- كثر الحديث عن الوضع الصحي بمدينة مراكش، هل من توضيح؟

ان الوضعية الوبائية بمراكش مقلقة مع تزايد عدد الوفايات، حوالي عشر وفايات تقريبا كل يوم مع ازدياد الحالات الحرجة التي تحتاج الى الاستشفاء والاوكسجين وكذلك زيادة الحالات العادية التي تتطلب مراقبة طبية عن بعد وبالمقابل نجد تأخيرا في تشخيص المرض عبر القيام بالتحاليل الطبية بصفة مبكرة وبالتالي تفادي تطور المرض.

ومن بين الأسباب التي يمكن الوقوف عندها هو واقع المستشفيات المهترئة بمدينة مراكش مستشفى ابن زهر المعروف بالمامونية، وهو المستشفى الذي تم تخصيصه كوحدة استقبال مرضى كوفيد من أجل التشخيص، ومن أجل الاستشفاء و إجلاء الحالات الحرجة نحو المستشفى الجامعي، ولقد اظهرت الاشرطة والصور التي تم تداولها في المواقع الاجتماعية عجز هذا المستشفى عن القيام بهذا الدور.
المستشفى الانطاكي هو أيضا مستشفى يحتاج الى الترميم وبالتالي لم يبق إلا المستشفى الجامعي الذي انخرط في المرحلة الاولى عن طريق تخصيص جميع اقسامه في المستشفى الرازي للتكفل بمرضى كوفيد وكانت العملية ناجحة لكن كانت التكلفة كبيرة فيما يخص باقي المرضى غير كوفيد، لذلك تم اختيار مستشفى ابن طفيل المكون الثاني للمستشفى الجامعي للتكفل بالحالات الحرجة لمرضى كوفيد في انتظار استكمال بناء المستشفى الميداني.
لقد كان من المفروض أن يتم افتتاح مستشفى في المحاميد منذ سنوات وكذالك مستشفى بسيدي يوسف ابن علي وهي من الأحياء الشعبية الاهلة بالسكان ولا أدري لماذا لم يتم اشراك مسشفى الضمان الاجتماعي في هذه المعركة، وعلى خلاف مدينة الدار البيضاء لا توجد اي مصحة خاصة للتكفل بمرضى كوفيد وكذلك الى حدود الساعة هناك فقط مختبرين يقومان بتحليلة PCR المستشفى الجامعي والمستشفى العسكري.

2- جائحة كورونا كشفت أهمية الصحة والتعليم ،كيف ترون تعامل الدولة المغربية مع الانعكاسات السلبية للجائحة؟

كتبت تدوينة هذا الصباح في الموضع أود أن اشارككم اياها” كنا نمني النفس أن جائحة كورونا ستعطي المسوولين درسا في ترتيب الاولويات ولكن صدق الشاعر حين قال :
لقد أسمعت لو ناديت حيـًا.. ولكن لا حياة لمـن تنادي، ولو نارٌ نفخت بها أضاءت.. ولكن أنت تنفخ في الرماد ” كيف يعقل ان تخصص الفنادق للفرق الوطنية حتى لايصاب اللاعبون وتكتمل البطولة, والأطقم الطبية والتمريضية يتم اجلاؤها ولاضير أن تتزايد عدد الاصابات في صفوفهم.
كيف يعقل أن تخصص العلاوات والتعويضات عن اجتماعات لمسؤولين لا تغني ولا تسمن من جوع وعلى الأطباء والممرضين أن يقوموا بالحراسة تلو الحراسة بدون تعويض أو بالفتات وهم لم يتسلموا تلك التعويضات رغم هزالتها .
الاهتمام بالموارد البشرية في قطاع الصحة يجب أن يكون من الأوليات في هذه المرحلة” .
فكيف يعقل أن يناضل الاطباء منذ سنوات لتحسين وضعيتهم وتقابل مطالبهم باذان صماء جعلت الكثير منهم يغادرون أرض الوطن للبحث عن ظروف أحسن ،وكذلك باقي الفئات من ممرضين وتقنيين لهم مطالب تخص التعويضات عن أخطار المهنة وكذالك الرفع من قيمة التعويض عن الحراسة بالنسبة لجميع الفئات وإدخال مرض كوفيد ضمن الأمراض المهنية، لعمري أن هذه المطالب ليست بمستحيله بل تتطلب إرادة سياسية ولها طابع استعجالي.
اتعجب كيف يتم التسريع بإخراج قوانين بسرعة البرق، في حين يتم التغاضي عن  مشاكل مهنيي الصحة.

3- ماهي قراءتكم لموقف الدولة من تفشي المرض، وهل المواطن وحده يتحمل مسؤولية النتائج؟

أكيد أن لجائحة كورونا عدة أضرار اقتصادية واجتماعية ونفسية وصحية، ولهذا فالمقاربة يجب أن تاخذ بعين الاعتبار جميع هذه الجوانب، أما القول بأن سلوك المواطن وحده هو السبب في انتشار الوباء فهو مجانب للصواب، لأنه لا يمكن أن نحمل المواطن وحده مسوولية تفشي المرض، بل المسوولية هي جماعية والأهم من هذا انخراط الجميع للتصدي لهذا الوباء.

4- هل من تفسير لواقع الأطقم الصحية بعد مرحلة كبيرة في مواجهة الوباء في ظل ما تحدثنا عنه سابقا؟

بالنسبة للاطقم الطبية والتمريضية فقد أصيبت بالارهاق والتعب لأنها تشتغل بدون توقف وبدون عطل منذ بداية الجائحة .
بالمستشفى الجامعي بمراكش على سبيل المثال لا الحصر أصيب حوالي 150 مهنيا بكوفيد من ممرضين وأطباء مقيمين وداخليين وأساتذة أطباء، دون أن ننسى من قضى نحبه من ممرضين واطباء وصيادلة جراء الإصابة بكوفيد على المستوى الوطني، رحم الله الجميع وجعلهم من الشهداء إن شاء الله

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى