في حوار حصري مع موقع أنباء24 ..رئيس الاتحاد المغربي للتقنيين يوضح مطالب القطاع ومساهمته لمواجهة تداعيات فيروس كورونا
يحل الأستاذ خالد الأخطل رئيس الاتحاد المغربي للتقنيين، والعضو بمنظمة العفو الدولية فرع المغرب، ضيفا على موقع أنباء24 لتسليط الضوء على قطاع التقنيين الذي ساهم بشكل كبير في مواجهة جائحة كورونا، وكذلك للتعرف على الاتحاد المغربي للتقنيين الذي يحمل على عاتقه مسؤولية الدفاع عن القطاع .
مرحبا أستاذ خالد،
بداية و نيابة عن أعضاء المكتب و المجلس الوطنيين وعن جميع منخرطي الإتحاد المغربي للتقنيين أتقدم بالشكر الجزيل لجريدة أنباء 24 لإجرائها هذا الحوار مع الإتحاد المغربي للتقنيين في ظرفية استثنائية مأساوية تعيشها معظم دول العالم ومن بينها المغرب، جراء انتشار جائحة كوفيد 19 المستجد أدت إلى حصد أرواح بشرية وشل للحركة الاقتصادية والتنموية إضافة إلى الفزع والرعب الرهيب الذي عم البشرية جمعاء، ومن هذا المنبر أغتنم الفرصة لتقديم تعازينا الحارة إلى كل الأسر التي فقدت ذويها أو أقاربها، سائلين الله عز وجل أن يتغمدهم برحمته الواسعة وأن يمن بالشفاء العاجل لكل المصابين بهذا الوباء .
وتتبعا للأحداث التي شهدتها الساحة الوطنية خلال فترة الحجر الصحي والتدابير الاحترازية، لمسنا الدور الفعال والبطولي والذي قدمته بكل صدق وإخلاص وتفاني كل من أطر وزارة الصحة بما فيهم التقنيون الإداريون وتقنيو الإسعاف والنقل الصحي بالإضافة إلى الصحافة المغربية الجادة الإلكترونية والسمعية البصرية والمكتوبة، وعمال النظافة، وتقنيو السمعي البصري لشركة الإذاعة و التلفزة المغربية، وتقنيو الأرصاد الجوية الوطنية وكل التقنيين والتقنيات الذي اشتغلوا لتأمين ديمومة المرافق والقطاعات الحيوية والضرورية سواء العمومية أوالشبه عمومية أوبالقطاع الخاص، ، حيث كانوا ولازالوا يتصدرون الصفوف الأمامية لتقديم الخدمات للمواطنين.
أولا: من هو الاتحاد المغربي للتقنيين وما هي أهدافه ومطالبه؟
الاتحاد المغربي للتقنيين جمعية مهنية مستقلة عن الأحزاب والنقابات تأسس يوم 06 ماي 2017 كل قراراته صادرة عن مجلسه الوطني، يتجلى دوره في تمثيل التقنيات والتقنيين لدى الجهات المسؤولة، يهدف الاتحاد، الدفاع عن مصالح التقنيين والتقنيات المادية والمعنوية والعمل على تحسينها بالقطاعين العام والخاص والعمل على رفع مستوى التقني والتقنية بالمغرب اجتماعيا ومهنيا وعلميا وثقافيا وعلى تشبعه بقيم المواطنة وحقوق الإنسان
ويضم الاتحاد في هيكلته 9 جهات بالإضافة إلى 5 لجن وطنية قطاعية.
مطالب الاتحاد، يمكن إجمالها في :
- تعديل النظام الأساسي الخاص بهيئة التقنيين المشتركة بين الوزارات الصادر في 02 دجنبر 2005، بما يكفل توفير الظروف الملائمة للعمل والعيش الكريم،
- إحداث درجتين خارج السلم؛
- اعتماد شبكة أرقام استدلالية جديدة تضمن للتقنيين والتقنيات عند كل ترقي، تحفيزا ماديا؛
- إصلاح منظومة الترقي مرسوم 2 دجنبر 2005 باسترجاع المكتسبات السابقة الخاصة بالترقي من درجة إلى درجة أربع سنوات للترقي عن طريق الامتحانات المهنية وخمس سنوات للترقي عن طريق الاختيار مع منح 3 سنوات اعتبارية؛
- إحداث مؤسسات مختصة يتم فيها اختبار تجربة ومهارات العمل والحصول على شهادة التصديق على الخبرات المهنية المكتسبة،” La Validation des Acquis de l’Expérience Professionnelle (VAEP)” ؛
- إعادة النظر في التعويضات عن الأضرار في مدونة الشغل ودعم إنشاء المقاولة لدى التقنيين الذين يسعون إلى خلق مشاريعهم الخاصة خدمة لتنمية البلاد دعما ماديا ومعنويا بالمواكبة والاحتضان والتوجيه الإداري والقانوني؛
ثانيا: كيف ساهم الاتحاد في مواجهة جائحة كورونا ؟
منذ الإعلان عن انتشار هذه الجائحة بالمغرب تم عقد اجتماع عاجل للمكتب الوطني للاتحاد عن بعد، من أجل مناقشة آخر مستجدات الوضع بالمغرب وقرر على إثره المكتب الوطني باتخاذ مجموعة من التدابير من بينها إصدار بيان حول جائحة كوفيد 19 يشمل كل توصيات وزارة الصحة المغربية و المنظمة الصحة العالمية من أجل الالتزام بها كما ثم تنبيه الحكومة إلى توفير كل المتطلبات و حاجيات المواطنين وإلى ضرورة مراقبة الأسعار في الأسواق والدعوة إلى قيام بحملات تحسيسية وتوعوية للتقنيين والتقنيات عبر الصفحة الرئيسية للاتحاد وعبر مجموعات الواتساب وذلك بحث التقنيين والتقنيات الالتزام بالحجر الصحي وبالوقاية المعلنة عنها من قبل الجهات المختصة المشاركة في حملات تحسيسية بتنسيق مع بعض العملات كالرباط سلا القنيطرة
كما تم إحداث لجنة المواكبة لمتابعة الوضع الصحي وظروف العمل لدى التقنيين الذين لم يتوقفوا عن العمل منذ انتشار هذه الجائحة.
ثالثا: كيف تابعتم في الاتحاد أداء التقنيين في مواجهة الوباء ؟
أداء التقنيين لمواجهة كورونا كان منسجما مع القرارات الصادرة عن المجلس الوطني والذين انخرطوا في تطبيق التدابير الاحترازية المعلن عنها من قبل الجهات المختصة الحكومية ومنظمة الصحة العالمية و إلى حدود إجراء هذا الحوار لم نسجل، أية إصابة في صفوف منخرطي وأعضاء الاتحاد بل لم نسمع عن أحد الأطر التقنية قد أصيب بالفيروس.
رابعا: ما هو تقييمكم لآ داء الحكومة المغربية في تدبير ملف الجائحة؟
تميز أداء الحكومة باتخاذ مجموعة من الإجراءات الاستباقية للتصدي للجائحة بما فيها التدابير الاحترازية و إجراء التباعد الاجتماعي والحجر الصحي وغلق الحدود ومنع التنقل بين المدن وإنشاء صندوق كوفيد19 للتضامن ومواجهة تبعات الجائحة،
أما بالنسبة للجانب الاقتصادي، ثم ‘إحدات لجنة اليقظة الاقتصادية التي أصدرت مجموعة من القرارات تهدف الحد من تداعيات كوفيد 19 على الاقتصاد الوطني وعلى الفئات المجتمعية الهشة،
لكن نسجل في هذا المقام ملاحظات على هذا الأداء وهي :
نسجل عدم اشراك الفاعلين الاجتماعيين ضمن لجنة اليقظة الاقتصادية رغم أهميتهم في القرارات المرتبطة بالمقاولة والعمال.
– عدم تفعيل آلية المراقبة والضبط لمدى احترام التدابير الاحترازية والوقائية من قبل بعض المشغلين مما نتج عنه ظهور مجموعة من البؤر الصناعية و الفلاحية كما وقع خلال الأسبوع المنصرم بلالا ميمونة وبمصنع رونو بطنجة سابقا وهنا يطرح السؤال عن دور المسؤولين من مفتشي شغل وسلطات محلية ونقابات عمالية. إلخ، والمفارقة العجيبة أنه تمت متابعة الآلاف من المغاربة بسبب خرقهم للحجر الصحي في الوقت الذي لم يتم فيه محاسبة بعض أرباب المقاولات الفلاحية والصناعية على الاستهتار بصحة وسلامة العمال تغليبا للمصلحة الربحية على حساب الأرواح البشرية؛
– كذلك تسجيل النقص الحاد في الشهرين الاوليين في التحاليل المخبرية بالكثافة اللازمة التي تمكن من الكشف المبكر و السريع للحالات المصابة؛
– على مستوى الوظيفة العمومية إعلان الحكومة بعض القرارات التعسفية التي تمس حقوق الموظفين بما فيهم التقنيين، من إلغاء الترقية والتوظيف و جعل الاقتطاع من الراتب لفائدة صندوق كوفيد 19 إجباريا وليس اختياريا؛
خامسا: ماهي رسالتكم للجهات الوصية من أجل تحسين وضعية التقنيين؟
رسالتنا للجهات الوصية كاتحاد مغربي للتقنيين، نؤكد فيها مرة أخرى للحكومة أننا مستعدون للحوار حول ملفنا المطلبي الذي لم يتفاوض بشأنه منذ 30 سنة، هذه الفترة التي اتسمت بصدور مراسيم مجحفة تتمثل في الإجهاز على حقوق ومكتسبات هذه الفئة دون مراعات المعاناة التي تعيشها جراء ارتفاع الأسعار وتجميد الأجور علما أنها بذلت الكثير من المجهودات ولازالت في سبيل رقي البلاد وفي هذا الصدد ندعو الحكومة إلى تفعيل الحوار الفئوي في إطار المقاربة التشاركية التي نصت عليه اتفاقية 26 أبريل 2011 ،
– ندعوا من هذا المنبر جميع المركزيات النقابية لدعم الملف المطلبي المشروع للتقنيين بكل مسؤولية والتزام ووضوح وإدراجه بقوة في جولات الحوار الاجتماعي عوض الاقتصار على إصدار بلاغات تدعم نضالات هذه الفئة بالرغم من أهميتها القصوى في أفق تأسيس عمل مشترك يحمي التقنيين والتقنيات ويدافع عن مطالبهم العادلة.
سادسا: رسالتكم للجهات الوصية وللتقنيين؟
رسالة الاتحاد المغربي للتقنيين لعموم التقنيات والتقنيين العاملين في القطاع العام وشبه العام والجماعات الترابية والقطاع الخاص، الاتحاد المغربي للتقنيين يعتبر المصالح الكبرى للتقنيين والتقنيات خط أحمر فوق كل اعتبار او حسابات حزبية أو إديولوجية أو مطامح أشخاص أو جهات معينة، وأنه يسعى إلى توحيد الجهود وتنسيق المبادرات المتعددة ويدعوا القواعد ومنخرطي كل الجمعيات المماثلة والتنسيقيات إلى العمل على تحقيق هذا الهدف بكل الوسائل لأن في الاتحاد قوة، ولأن قوتنا في اتحادنا، وهي مناسبة لنكرر مناشدتنا لتقنيي اللجان والسكرتيريات التابعة للنقابات العمل على تأسيس عمل وحدوي ميداني و نضالي مع الاتحاد المغربي للتقنيين وتوسيعه ليشمل كل الغيورين في أفق كتلة موحدة وجبهة قوية مدافعة عن مطالب التقنيين كما أوجه نداء إلى كافة التقنيين إلى الانضمام للإتحاد والانخراط في كل معركة نضالية التي يدعوا لها .
ونحن داخل الاتحاد كنا دائما نساند ونثمن نضالات التقنيات والتقنيين في مختلف قطاعاتهم الوزارية وسنستمر بتقديم مزيد من الدعم لها كما نوجه النداء إلى كل التقنيات والتقنيين إلى اليقظة والتعبئة والمشاركة الواسعة في مبادرات الاتحاد والتي ستستمر حتى إنصاف حقوق فئتنا والاستجابة لها.
كلمة ختامية :
إن المغرب لن يكون قويا إلا إذا طبق مبدأ الانصاف والمساواة ومحاربة الريع واعترف بكفاءات أبناءه وشجعها عبر إعطاءها الفرصة للمساهمة في بناء مغرب قوي عصري منفتح وذلك عبر توفير الشروط المادية والمعنوية من شأنها أن ترفع مؤشر المرودية والجودة الذي تساهم فيها هذه الكفاءات من بينها فئة التقنيين داخل الادارات العمومية والقطاع الخاص علما أن هذه أمال و انتظارات جميع التقنيات والتقنيين لذا نأمل من الجهات الوصية تقدير حجم التضحيات والجهود المبذولة من كل تقنية وتقني هذا الوطن والاستجابة الفورية لحقوقها المشروعة بدون قيد أو شرط لنزع فتيل الاحتقان المتنامي بين موظفيها