أبو الشتاء لأنباء 24 ..التطبيع الثفافي والدرامي مع” إسرائيل “مرفوض لأنه محاولة يائسة لتجميل وجه الاحتلال
في إطار الحوارات التي أجراها الموقع مع عدد من المهتمين بالقضية الفلسطينية ببلدنا لتسليط الضوء على ظاهرة التطبيع، يستضيف الموقع في أول حوار المهندس أبو الشتاء مساعف عضو المكتب المركزي للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني،وذلك لنقاش هذه الظاهرة التي عرفت في المرحلة الأخيرة تزايدا بعد الاعلان عن صفقة القرن .
- لاحظ المتتبع أن وثيرة التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني قد ارتفعت بعد الإعلان عن بنود صفقة القرن كيف تفسر هذا الأمر؟
بسم الله الرحمن الرحيم وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه وحزبه، بداية أتقدم بالشكر الجزبل لموقع أنباء 24 وأتمنى لكم التوفيق والسداد، وأسال الله جلت قدرته ان يبارك لنا ولكم هاته الأيام المباركة من هذا الشهر الفضيل. هي فرصة إذن للحديث عن القضية المركزية للأمة، وبالمناسبة فهذا الحوار يتزامن مع ذكرى النكبة التي يؤرخ لها تاريخ 15 ماي من كل سنة، وهي مناسبة لنحيي الشعب الفلسطيني الأبي على صموده وتمسكه بثوابته الوطنية، وعلى مواقفه الصلبة، كما نحيي بإجلال وإكبار جهود فصائل المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني الغاشم، وإنجازاتها البطولية على الأرض التي قلبت موازين قوى الاستكبار العالمي، رغم كل المخططات والسياسيات والصفقات المشبوهة، ومنها صفقة القرن، التي انقلبت بحمد الله، وبجهود كل العاملين لمناصرة القضية إلى صفعة موجعة لقوى الاستكبار العالمي، وللأنظمة الموالية له والمطبعة مع الصهيونية، هذه الأنظمة التي سرعت من وثيرة التطبيع في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والفنية والرياضيةروالفلاحية والسياسية…، ولا غرابة أن سجلنا مؤخرا عرض أعمال درامية التي نرفضها جملة وتفصيلا من خلال ما قدمته بعض وسائل الإعلام الرخيصة العربية والإسلامية، الرامية لتجميل وجه الاحتلال وتقسيم المجتمع العربي. كل ذلك لتمهيد الطريق لتمرير هذه الصفقة المشؤومة وتصفية القضية الفلسطينية، وبطبيعة الحال ستظل هذه الأشكال وصمة عار على جبين كل المطبعين أشخاص أو مؤسسات أو هيآت أو أنظمة.
- في سياق الحديث عن التطبيع العربي، أين يقف المغرب في هذا الأمر خصوصا بعد عدد من الخطوات التطبيعية المغربية؟
المأمول والمنتظر من السلطة المغربية، وهو البلد الذي يرأس لجنة القدس، أن تكون في طليعة المدافعين عن القضية الفلسطينية، وعن مقدسات الأمة وفي مقدمتها القدس الشريف، الذي يتعرض لكل أنواع التهويد وطمس معالمه، وتحوير تاريخه المجيد بتزوير مآثره، لكن للأسف الشديد ما رصدناه من أشكال للتطبيع في مجالات متعددة، يخيب الظن، ويجعل المغرب في مقدمة المطبعين مع الكيان الصهيوني، وقد سبق لهيئات وطنية مغربية أن حذرت من هذه المنحى التطبيعي، ويكفي أن نشير أنه خلال هذه السنة وثقنا إلى جانب العديد من الهيئات الداعمة للقضية الفلسطينية، وفي مقدمتها الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة للعديد من أشكال التطبيع الفني والثقافي والرياضي والاقتصادي، ومن الأمثلة على ذلك إحياء الصهيوني ماسياس لحفل فني بالبيضاء ونصب تمثال للهولوكست بمنطقة أيتفاسكا بمراكش، وكذلك حضورنا لمقاطعة المنتوجات الصهيونية المسوقة في المعرض الدولي للتمور بأرفود، وما ترتب عن ذلك من تداعيات ومحاكمة للمدافعين عن القضية وارتفاع معدل المعاملات التجارية وغيرها من الأشكال التطبيعية السرية والمعلنة .
- من بين ما برز مؤخرا هو التطبيع الثقافي والفني مع بداية بث مسلسل أم هارون، ما موقفك من هذا النوع من التطبيع؟
إن هذا النوع من التطبيع الثقافي ينم عن مستوى الانبطاح الذي وصلت اليه بعض الأنظمة العربية، التي تتودد للصهيونية بكل الأدوات والأساليب على حساب هوية شعوبها، ومبادئ الأمة، وبطبيعة الحال فالشعوب العربية والإسلامية ترفض كل هذه الأشكال، وقد سبق للشعب المغربي بمناسبة عرض شريط ” تنغير جيوزاليم” لمنتجه المطبع كمال هشكار، أن عبر عن استنكاره ورفضه لتوظيف المدخل الفني والثقافي للتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، وهي مناسبة لنذكر هذه الأنظمة أن عزتها وسؤددها في التصالح مع مبادئ الأمة وهويتها وثقافتها وقيمها، التي تجعل من القدس والقضية الفلسطينية قضية مركزية ومحورية في حركة التحرير الشامل، وإلا فإنها ستكون خارج التاريخ الذي سيذكرها بسوء.
- كيف تقيم الجهود التي ترمي إلى مواجهة هذه الظاهرة وهل تكفي عملية الرصد والتظاهر فقط؟
من هذا المنبر، نحيي عاليا كل الأبطال الأشاوس، الذين يبذلون الغالي والنفيس من أجل هذه القضية في كل أصقاع العالم، فتحية للأحرار من مختلف الديانات والهويات المناصرين للقضية بمختلف فئاتهم ومواقعهم، كما نحيي الهيئات والمنظمات العاملة من أجل القضية الفلسطينية، من خلال مجهودات جبارة ومقدرة، وبطبيعة الحال فالجهود لا تقتصر فقط على الرصد والتوثيق لهذه الأشكال التطبيعية، بل هناك عمل ميداني دؤوب يتمثل في دينامية الشارع والفعاليات المختلفة المنظمة نصرة لفلسطين وللأقصى، والمسيرات المليونية الشعبية التضامنية مع القضية شاهدة على ذلك. كما هناك فعل مواز يتمثل في مختلف الأنشطة التربوية والفكرية والثقافية والأكاديمية التي تعرف بالقضية، وتفتل في مشروع تحرير فلسطين والأقصى المبارك، ومن هنا ينبغي التأكيد على محورية القضية الفلسطينية في حياة الفرد والأسرة والمجتمع والدولة، حتى النصر بإذن الله عز وجل
- كلمة ختامية:
كلمتي الختامية أجملها في النقط التالية:
- نسأل الله جلت قدرته أن يرحم المجاهد أبو أسامة أحمد الكرد وكل شهداء الأمة؛
- تحية إجلال وإكبار للمرأة الفلسطينية التي تدافع عن المسجد الأقصى والوقوف إلى جانب أخيها الرجل ضد الكيان الصهيوني؛
- طلب المزيد من اليقظة والتعبئة والتصدي لكل المحاولات الصهيونية الهادفة لطمس القضية الفلسطينية حتى استرجاع الحقوق كاملة.
- التوجه إلى المولى عز وجل بالدعاء لرفع هذا الداء على الإنسانية جمعاء، وأن يرحم هاته الأمة ويوحد صفها تستمر في دعم الشعب الفلسطيني حتى ينجز الله وعده فهو نعم المولى ونعم النصير.