مقالات

دور وسائل الإعلام في مواجهة فيروس كورونا

مما لا شك فيه إن لوسائل الإعلام والاتصال بالجماهير بمختلف ألوانها وأشكالها  دور فعال في توعية وتثقيف الشعوب، ومما ينبغي التأكيد عليه أن هذه الأهمية تزداد حدة في ظل الأزمات التي قد يعرفها المجتمع، سواء كانت أزمات اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية أو صحية كما هو الحال مع الأزمة الصحية الجديدة التي يعرفها العالم مع انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 .

فكيف يجب أن يساهم إعلامنا، في ظل هذه الأزمة التي بات يعرفها وطننا إلى جانب عدة دول أخرى، من ناحية خدمة الوطن الذي يعتبر المواطن جزءا لا يتجزأ منه، بتوعيته بمصلحته وبما يمكن أن يضره، وبتحسيسه بالمسؤولية الملقاة على عاتقه، تنمية  لروح التكامل والتعاون الذي يجب أن  يسود وينمى لتجاوز الأزمة .

خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار، أنه عند الأزمات يكثر الإقبال على وسائل الإعلام، وترتفع درجة التوتر عند الجمهور، ومن تم يكون أكثر عرضة للوقوع  تحت تأثير الشائعات، والأخبار الزائفة والتي للأسف قد تسقط فيها حتى بعض المنابر الإعلامية كما رأينا مؤخرا.

نسعى في هذا المقال التأكيد على أهمية الإعلام مع ما بات يشكله من تنوع وغنى في وقتنا الحالي،  وفي ظل الأزمة الحالية التي يمر منها وطننا الحبيب، ليكون إعلامنا إعلاما ايجابيا دون تهويل أو تهوين،  إعلام يؤدي رسالته المنوطة به  في احترام تام للضوابط المهنية والأخلاقية،  إعلام يبث الأمل واليقين التام بتجاوز الحالة الراهنة إذا ما تم تظافر الجهود وتم الأخذ بالأسباب .

وظائف الاعلام في ظل الأزمات:

يجب على وسائل الإعلام في ظل الأزمة الحالية أن تترفع عن الحسابات الضيقة، والأنانيات المستعلية، والمصالح المادية.. لتمارس وظائفها السامية المنوطة بها، فالإعلام منذ ظهوره يلبي لأفراد المجتمع رغباتهم العديدة، منها رغبتهم في إدراك ومعرفة ما يدور حولهم، والتواصل الاجتماعي والسياسي والاقتصادي مع الآخرين، والتثقيف والتعلم، والوصول إلى المعلومة الصحيحة التي تمكنهم من الحكم على الأشياء ووضعها في إطارها الصحيح(دراسات في الفن الصحفي – إبراهيم إمام ).

وللتذكير فإنه يقع على وسائل الإعلام في ظل الأزمات الاضطلاع بالوظائف التالية تحقيقا لمغزى الرسالة الإعلامية:

1- وظيفة الإخبار أو الإعلام: من أهم الوظائف وأولها، لأن كل فرد في المجتمع يبحث عن معرفة ما يدور حوله من أحداث وقضايا وخاصة في ظل ما قد يعرفه المجتمع من حالات استثنائية .

2- وظيفة التوعية والتثقيف : بحيث أن الإعلام هو المورد الأكبر للمعلومات التي تزود القارئ بالثقافة وتوعيه بالمخاطر التي قد تعترضه وبالمكاسب والحقوق التي يجب أن يتمتع بها . وهنا نشير إلى أهمية التوعية الدينية في وسائل الاعلام  عند الأزمات  لكوننا مجتمعا متدينا ولأن الدين قدم حفظ النفس في حالة الضرورة .

 

وقد رأينا في هذه الأيام كيف ساهم الإعلام في توعية المغاربة بمخاطر هذا الوباء عبر المقالات والتحاليل والفيديوهات والمراسلات والمقابلات…وكيف ساهم في دعم خطوة الدراسة عن بعد التي أقرتها وزارة التعليم.

وفي هذا الصدد يقول الإعلامي شهاب المنصوري ” إن الإعلام في العالم العربي لا يجب أن يكون صانعا للأزمات أو مصدَراً لها، كما أن الأدوار المنوطة بوسائل الإعلام في أوطاننا لا بد أن تتوافق وطبيعة الظروف المحيطة بنا، فضلاً عن السعي للبناء لا الهدم، وطرح القضايا الحقيقية دون افتعال قضايا وهمية واللعب بمشاعر المشاهدين وعقولهم، وتغليب الصالح العام على المصالح الضيقة، وهنا يستطيع الإعلام أن يدير الأزمات لا أن يصدرها ويقتات عليها”.

3- وظيفة التوجيه : في حالات كثيرة يكون الناس في حاجة ماسة لمن يوجههم ويرشدهم، وقد عاينا مساهمة الإعلام  في توجيه الناس في ظل الأزمة الحالية بقوالب إعلامية مختلفة تحقق التنوع والتكامل .

وهنا نشير أن هذه الوظيفة قد تحتل المرتبة الأولى في ظل الأزمات والكوارث وانتشار الأوبئة ، حين تكون الدولة في أمس الحاجة إلى توجيه نداءات وتوجيهات معينة للشعب، الذي  ينتظر بدوره كل جديد، وعلى سبيل المثال فأثناء ظهور حالات عديدة من أنفلونزا الخنازير في العالم كثفت وسائل الإعلام بكل أنماطها من نشر الأخبار التي توجه الشعوب لاتخاذ إجراءات الوقاية خوفا من انتقال المرض إلى البشر، ففي هذه الحالات وغيرها كما نشهده حاليا مع تفشي هذا الوباء القاتل تزداد أهمية الإرشاد والتوجيه .

4- وظيفة التسلية والترفيه : هذه الوظيفة تؤديها بشكل أكبر وسائل الاعلام الفضائية، المطلوب منها خلق نوع من التوازن، من أفلام هادفة وأنشطة رياضية ومسابقات ثقافية ومسرحيات …

5- وظيفة الرقابة و النقد والتغيير : من الوظائف التي يجب على وسائل الاعلام سواء التقليدية أو العصرية أن تمارسها، خدمة للصالح العام، عبر الرصد والرقابة والتقييم لكل ما يجري داخل المجتمع، تصحيحا للسياسات الخاطئة والمتهورة في بعض الأحيان،  سعيا لتحقيق  للمصلحة العليا للوطن .

بقلم. محمد الرياحي

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى