علاء حسني موسى يختم الورشات التفاعلية المنظمة في إطار دورة فطرة بورشة تصميم خطة التمثل القيمي
اختتم المركز الدولي للقيمالإنسانية والتعاون الحضاري سلسلة المحاضرات والورشات التفاعلية التي نظمها على إثر فعاليات دورة فطرة المنظمة في إطار برنامج سفراء المكارم بورشة تفاعلية من البرنامج الموازي لأنشطة هذه الدورة، من تأطير الدكتور علاء حسني المستشار التربوي والأسري من دولة قطر والتي كانت تحت عنوان ” تصميم خطة التمثل القيمي”. وقد أدارت الدكتورة أنيسة الكركاري عضو لجنة الأسرة وقضايا المرأة التابعة للمركز الدولي هذه الورشة التي تجاوزت مدتها الساعتين بحضور بلغ 230 متابعا من مختلف دول العالم عبر تقنية التناظر عن بعد( الزووم).
بين الدكتور علاء حسني أنه يروم من هذه الورشة تحقيق أربعة أهداف هي:
-الهدف الأول: مفهوم القيم ومصادر اكتسابها
-الهدف الثاني: تصنيفات القيم وطرق بناء المنظومات القيمية
-الهدف الثالث: مستويات ومراحل رحلة تمثل القيمة
-الهدف الرابع: عرض نموذج خطة التمثل القيمي
– الهدف الأول: مفهوم القيم ومصادر اكتسابها،
حيث أورد مجموعة من التعريفات نذكر منها أن القيمة هي ” المفهوم المعياري المولد للسلوك والتي يحكم من خلالها على أداء الأفراد والمؤسسات. وأن القيم هي ” مجموعة من المعايير والأحكام التي تتشكل لدينا من خلال تفاعلنا مع المواقف والخبرات الفردية والاجتماعية والتي تؤثر على اختيارنا لأهدافنا وتوجهات حياتنا”.وقد أشار إلى أن هناك قيما كبرى تدخل في كل سلوك إنساني فردي أو جماعي مثل الرحمة والعبادة وقيما صغرى تحكم نسقا محددا من سلوكيات الإنسان مثل النظافة.
ثم انتقل إلى الحديث عن مصادر اكتساب القيم مشيرا إلى أن هناك مصادر متعددة وقد تكون مستمدة من مصدر واحد. ذكر من تلك المصادر التعاليم الدينية والتنشئة والبيئة الاجتماعية وخبرات الحياة والتراث الإنساني وغيرها من المصادر. كما أشار أن لهذه القيم خصائص معينة تميزها على أنها قد تكون شخصية ومتفاوتة ومتدرجة ومتفاعلة ومهمة وعامة. ليتحول بأنظار وأسماع المتابعين لهذه الورشة إلى نشاط عملي تساءل فيه عن أهمية العمل على خطة من مصادرها القيم وخطة التمثل القيمي. وقد خلص بعد تفاعل المشاركين إلى أن أهمية العمل على خطة التمثل القيمي تتمثل في اكتشافها وتوضيحها والالتزام بها لاعتبارات عديدة منها أن القيم هي الإطار المرجعي للسلوك وتنعكس على خططنا وأهدافنا.
-الهدف الثاني: تصنيفات القيم وطرق بناء المنظومات القيمية:
بدأ الدكتور الحديث في هذا الهدف عن ماهية المنظومة معرفا إياها بقوله” المجموعة المترابطة والمنبثقة من رؤية أو فلسفة واحدة.” وأن أهمية المنظومة القيمية للمجتمع تكمن في:
- صياغة هوية المجتمع وتوحيد أهدافه الكلية ونظرته للكون والحياة.
- كونها هي المعيار الذي يحكم به المجتمع على أداء المؤسسات والأفراد.
- ضبط التوازن بين حكم المختص.
- دفع المجتمعات إلى الإصلاح والتطوير والتغيير.
- تحويل المعتقدات والأفكار والأخلاق والقوانين إلى معايير مجتمعية حاكمة.
وفي إطار الحديث عن تصنيفات منظومة القيم، ميز الاستشاري التربوي والأسري علاء حسني بين أقطابها الثلاثة المتمثلة في القيم الذاتية في أبعادها الروحية والعقلية والنفسية والجسدية وقيم التواصل سواء مع الخالق أو مع الآخرين أو مع الكون والقيم المؤسسية سواء الخاصة بالأسرة أو التعليم أو العمل.
وبعدها انتقل الدكتور علاء للإجابة عن سؤال ما تتشكل منه القيمة، حيث وضح أنها تتشكل من خلال جوانب ثلاث هيالجانب المعرفي من خلال التعرف على مفهوم القيمة وأبعادها وحكمها وأمثلتها، والجانب الوجداني الذي يتضمن الرغبة في التزام الفرد وحرصه على تمثل القيمة في حياته العملية مع شعوره بالسعادة والرضا، والجانب النفسي الحركي من خلال تطبيقها في الحياة وظهورها على شكل سلوك.
الهدف الثالث: مستويات ومراحل تمثل القيمة:
وضع الدكتور علاء حسني هرما تمثيليا لمستويات ومراحل رحلة تمثل القيمة قاعدته مرحلة استقبال القيمة ثم بعدها مرحلة الاستجابة للقيمة ثم بعدها مرحلة تثمين القيمة ثم تأتي بعدها مرحلة تنظيم القيمة ثم مرحلة تمثل القيم، لنجد في رأس الهرم نشر القيمة.وقد أشار الدكتور أن هذه المراحل تأتي بهذا الترتيب لأن الناس يختلفون في الرؤى التنظيرية للقيم، كما أنه عند التخطيط القيمي لا بد من الوقوف عند الغاية من التخطيط للقيم.
أكد الدكتور علاء حسني أن فلسفة التخطيط القيمي تقوم على قياس درجة القيمة والتأكد من مستوى تحققها أو مدى الحاجة لها، ثم التهديف المنشود لسد الفجوة والاحتياجات من خلال تصميم خطة قيمية، والعمل على تنفيذها مع تقويم مستمر. كما أكد أن الناس قد يتفقون على أهمية القيم لكن قد يختلفون في ترتيبها وتطبيقاتها ومؤشراتها وغير ذلك…ومرد ذلك إلى فكر ومعتقدات وتصورات الشخص أو المؤسسة. كما أشار الدكتور علاء إلى أنه يجب في الحكم على تحقيق القيمة التفريق بين الميل والاتجاه والقيمة ذاتها.
الهدف الرابع:التدرب على نموذج خطة التمثل القيمي،
ركز الدكتور في هذا الهدف على التخطيط لمجموعة قيم ضمن الخطة الإستراتيجية والتشغيلية. حيث وضع لتحقيق هذا الهدف نماذج تصميم خطة التمثل القيمي.أشارفيها إلى أن صياغة النتاجات لكل قيمة يتم بما يراعي المراحل العمرية والخصائص النمائية وقدرة المعلم على فهم وتنفيذ و تقويم ما يحقق النتاجات وتنوع الظروف واختلاف الزمن و المكان وتطبيقات القيمة في البلدان العربية. كما تتم صياغة مؤشرات الأداء وفق عبارات دقيقة تدل على تحقق النتائج، ومثل لذلك بقيمة الصدق.
وقد ختم الدكتور علاء الورشة بنشاط ذاتي تطبيقي أوضح من خلاله علاقة القيم وتحديد المصير وأن القيم تتغلغل مع الحياة بحيث لا يمكن تصور مهنة أو مهمة أو رسالة … دون قيم تولدها وتنميها وتدفعها وتدعمها حتى تصبح قيما حاكمة أو ضابطة.
وبعد نهاية العرض التفاعلي الذي تمت به ورشة ” تصميم خطة التمثل القيمي”، فتحت مديرة الورشة الدكتورة أنيسة الكركاري بعد شكر المؤطر والحضور، باب المداخلات والتعقيبات والتساؤلات التي تفاعل معها الدكتور علاء حسني بطريقة أقل ما يمكن وصفها به إعجاب الدكتور والمتابعين بالحيوية التي ميزت هذه الورشة خصوصا وأن موضوعها تعلق بالقيم في شق نظري تلاه شق تطبيقي يحتاجه الأفراد كما تحتاجه المؤسسات.
من انجاز: أسماء فاضل