المالكي ينتقد “ازدواجية” الغرب بالتعامل مع معاناة فلسطين وأوكرانيا
انتقد وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني، رياض المالكي، “ازدواجية المعايير” في تعامل الدول الغربية مع الصراع الروسي الأوكراني من جهة ومعاناة الشعب الفلسطيني جراء الاعتداءات الإسرائيلية من جهة ثانية.
وفي مقابلة مع “الأناضول”، قال المالكي، إن “تعامل الغرب مع الوضع الحالي في أوكرانيا يثبت أن هناك استثنائية في المعاملة”.
وأضاف: “ما كنا نحاول القيام به على مدار الـ70 عاماً الماضية ولم نتمكن حتى من تحقيقه، نفذ في غضون 7 أيام عندما تعلق الأمر بأوكرانيا”.
وتابع: “لقد وقف المجتمع الدولي إلى جانب أوكرانيا دعما لها ولمعاناة شعبها، لكنهم تجاهلوا معاناة الفلسطينيين وتجاهلوا معاناة الناس في اليمن، وتجاهلوا معاناة الناس في لبنان، وسوريا، والعراق، وليبيا، وميانمار، وأي مكان آخر”.
وخاطب المالكي الغرب قائلاً: “لا يمكنك أن تكون انتقائيا إذا كنت تريد أن يحترمك العالم بأسره. القانون الدولي ليس انتقائيا ولا يقسم الناس بل لابد من تطبيقه عالميا بشكل موحد”.
وتابع: “الموقف الذي اتخذته الولايات المتحدة والدول الأوروبية حيال أوكرانيا أظهر نفاقهم وازدواجية المعايير لديهم”.
وأعرب الوزير الفلسطيني، عن “الحزن الشديد حيال المعاملة غير العادلة من الدول الغربية”.
وشدد على أن بلاده “لن تقبل أو تتسامح مع استمرار ازدواجية المعايير التي تتخذها الدول الغربية عندما يتعلق الأمر بأحد النزاعات”.
وفي ظل استمرار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، التي انطلقت 24 فبراير/ شباط الماضي، تستمر عمليات دعم وإغاثة واسعة دولية بحق أوكرانيا ولاجئيها ومطالبهم، وفرض عقوبات مشددة على موسكو.
وفي المقابل لا تزال فلسطين بحسب بيانات رسمية تطالب بحماية دولية من انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي ومساسها بالحقوق الفلسطينية، وتحرك عربي لإقامة عملية سلام تحقق حلم الفلسطينيين في دولة مستقلة، دون نتائج ملموسة وفق مراقبين.
وفي السياق، أعرب المالكي عن “خيبة أمله من سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن”.
ولفت إلى عدم اتخاذ واشنطن خطوات كان ينتظرها الفلسطينيون بعد سياسات الإدارة السابقة برئاسة دونالد ترامب.
وقال: “كانت لدينا توقعات كبيرة، ليس لأننا نعتقد أن الإدارة الجديدة في واشنطن مختلفة، ولكن لأن تلك الإدارة وعدتنا بأنها ستكون مختلفة وقالوا لنا إنهم سيعيدون فتح القنصلية الأمريكية (لدى فلسطين) بمدينة القدس، وأخبرونا أنهم سيعيدون عمل بعثتنا لديهم”.
وأضاف: “قالوا لنا إنهم سيضغطون على إسرائيل لوقف الاستيطان، لكن لم يحدث شيء من هذا القبيل لذلك، نحن محبطون”.
وطالب المالكي الإدارة الأمريكية بأن “تعيد النظر في القضية الفلسطينية وتعطيها مزيداً من الاهتمام بعدما تنتهي من الوضع في أوكرانيا”.
واستدرك: “هناك أكثر من 600 قرار صادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة حول فلسطين، وأكثر من 84 قرارا في مجلس الأمن صدر حول فلسطين، لكن لا أحد يحترم هذه القرارات”.
وجدد المالكي التأكيد على عدم اعتزام بلاده “الانحياز ضد أي طرف في النزاع الروسي ـ الأوكراني لأسباب تتعلق بالوضع الحالي لدولة فلسطين”.
وأوضح قائلا: “نحن دولة تحت الاحتلال، ولا يمكننا أن نتحمل حقا الانحياز إلى أي جانب، لدينا جالية فلسطينية تعيش في أوكرانيا، ولدينا جالية تعيش في روسيا، ونحن نتمتع بعلاقة جيدة مع الجميع”.
واعتبر أن “الأفضل لفلسطين عدم الانحياز من أجل مصلحة شعبها”.
وعلى صعيد آخر، أشار الوزير الفلسطيني إلى “زيارة مرتقبة لوزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، يجريها إلى فلسطين وإسرائيل في وقت قريب”.
وقال: “أعتقد أن مولود تشاووش أوغلو سيزور فلسطين وإسرائيل مطلع أبريل (نيسان) المقبل مع بداية شهر رمضان”.
وبين أن زيارة الوزير التركي ستكون في إطار “الجهود الرامية من أجل أن تكون مدينة القدس مكانا آمنا للجميع لاسيما خلال شهر رمضان”، دون مزيد من التفاصيل.
ولفت المالكي خلال حديثه، إلى المعاناة التي عاشها الفلسطينيون خلال شهر رمضان من العام الماضي، حيث لم يسمح الإسرائيليون لهم بالدخول إلى المسجد الأقصى للصلاة فيه كما لم يتم السماح بالاحتفال بحلول الشهر في البلدة القديمة للقدس.
ويجري المالكي زيارة إلى تركيا غير معلنة المدة، شارك خلالها في أعمال منتدى أنطاليا (جنوب) الدبلوماسي، خلال الفترة ما بين 11 و13 مارس/ آذار الجاري.
وفي 24 فبراير/ شباط الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية “مشددة” على موسكو.
الاناضول