خبراء روس: موسكو لا تنوي شن هجوم عسكري ضد أوكرانيا
رأى خبراء روس أن موسكو لا تنوي شن هجوم عسكري ضد أوكرانيا، رغم صعوبة اتفاق روسيا مع الدول الغربية على ضمانات أمنية.
وأشار الخبراء إلى استمرار المفاوضات بين روسيا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي “الناتو” بشأن ضمانات أمنية، معتبرين أن الغرب يعمل على استغلال القضية الأوكرانية لخدمة أجنداته ومصالحه.
وقال الخبير العسكري فيكتور ليتوفكين، لمراسل الأناضول، إن لدى روسيا والدول الغربية تفاهمات مختلفة حول قواعد الأمن في المنطقة (أوروبا الشرقية).
وأضاف: “من الصعب للغاية الاتفاق مع الغرب على قضايا متعلقة بالأمن. الغرب لديه مفهومه الخاص حول القضايا الأمنية والذي يتعارض مع المصالح الروسية”.
ولفت إلى أن روسيا تريد أن يراعي مفهوم “الأمن المشترك” مصالح جميع الأطراف بما في ذلك الولايات المتحدة و”الناتو”، وأن عدم تفهم واشنطن لذلك، سيدفع موسكو لاتخاذ “إجراءات عسكرية تقنية”.
واعتبر ليتوفكين أن الولايات المتحدة تحاول دفع القضية الأوكرانية إلى الصدارة في المفاوضات الأمنية مع روسيا.
وتابع: “بينما تتحدث موسكو عن الأمن، يتكلم الغرب عن هجوم عسكري روسي وشيك ضد أوكرانيا. هذا الأمر لا علاقة له بقضية الأمن”.
وبيّن أن “القضية تتعلق بتنفيذ أوكرانيا لالتزاماتها المنبثقة عن اتفاقيات مينسك التي صدّقت عليها الأمم المتحدة. لكن كييف لا تلتزم بذلك” وفق تعبيره.
وزاد: “من ناحية أخرى، لا يتخذ الغرب خطوات للتأثير على أوكرانيا. إذا أرادت موسكو شن هجوم عسكري على كييف لفعلت ذلك، لكن روسيا لا تنوي شن مثل هذا الهجوم”.
وذكّر ليتوفكين بالعمليات العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة و”الناتو” على دول في مقدمتها يوغوسلافيا السابقة وليبيا والعراق وأفغانستان وسوريا.
ـ روسيا بحاجة إلى ضمانات أمنية
بدوره، قال الأستاذ المشارك في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية كيريل كوكتيش، إن الحديث عن هجوم عسكري روسي محتمل ضد أوكرانيا يجري فقط في الأوساط الغربية.
وأضاف كوكتيش لمراسل الأناضول، أن الغرب صامت بشأن تمركز القوات الأوكرانية على خط التماس في دونباس (شرقي أوكرانيا)، وأن كييف حشدت بالفعل أرتالا عسكرية كبيرة في تلك المنطقة، ما ينذر بتبعات خطيرة على حد قوله.
وتابع: “إذا حاولت أوكرانيا تصعيد التوترات واستخدام القوة، فلا يمكن لروسيا وقتئذ أن تقف مكتوفة الأيدي”.
وأوضح أن “موسكو في الواقع بحاجة إلى ضمانات أمنية من القوى الغربية، وليس لإعطاء ضمانات تتعلق بالأراضي الأوكرانية”.
ـ لا خطة روسية لمهاجمة أوكرانيا
من جهته، قال أليكسي ليونكوف، محرر مجلة “جبهة الوطن الآمن” في روسيا، إن القوى الغربية لن تغير مواقفها المتعلقة بالقضايا الأمنية.
وأضاف لمراسل الأناضول: “لا أعتقد أن الغرب والولايات المتحدة سيغيران مواقفهما. لقد أوضحت الإدارة الأمريكية أنه لن يكون هناك تغيير في هذا الصدد”.
ورأى أن “سياسات الإدارة الأمريكية بما في ذلك تزويد أوكرانيا بشحنات من الأسلحة، أدت مؤخرا إلى تفاقم الوضع بين موسكو وكييف”.
وأكمل: “قد تكون المساعدة العسكرية المرسلة إلى أوكرانيا كافية لقيامها بعمليات عسكرية ضد دونباس، لكنها لن تساعد في تغيير الوضع بالكامل”.
واعتبر أن “هذه الأسلحة لا تكفي لشن حرب ضد روسيا، ذلك لأن قطاع الصناعات العسكرية في أوكرانيا ليس مستعدا للحرب”.
وأشار ليونكوف إلى أن عملية التفاوض بشأن قضية شرق أوكرانيا (دونباس) مستمرة منذ سنوات، وعليه ليس لدى روسيا أي خطط لمهاجمة أوكرانيا عسكريا.
وتابع: “يرتبط تنقل الوحدات العسكرية الروسية، والذي تتتبعه الولايات المتحدة عن كثب، بفترة التدريبات الشتوية للجيش”.
وقال إن “الجيش الروسي مستعد دائما للحرب، لكن التنقلات الأخيرة ليست إلا اختبارا للقدرات العسكرية، وتندرج في إطار تدريب الوحدات على أراضي البلاد”.
وأضاف: “قد يقول البعض إن هناك حوالي مليون جندي روسي على الحدود مع أوكرانيا. إلا أن الأنباء تُغفل حقيقة أن التدريبات العسكرية تجري من قبل الوحدات النشطة فقط، أما البقية فهم مجندون لا يشاركون في الأعمال العسكرية”.
ـ استعدادات تركيا للوساطة
كما أشار ليونكوف إلى ترحيب روسيا بالاستعدادات التي تبذلها تركيا للوساطة في رأب الصدع ونزع فتيل التوتر بين موسكو وكييف.
واعتبر أن وساطة من هذا القبيل يجب أن تركز على إقناع أوكرانيا بتنفيذ التزاماتها المنبثقة عن اتفاقيات مينسك، فهو السبيل الوحيد لخفض التوتر في المنطقة.
وأفاد بأن نجاح تركيا في هذا العمل، يعني أن أوكرانيا دولة لا تزال تملك النية للوفاء بالتزاماتها الدولية.
وكالات