الصحافة مستقبل وطن.. عنوان المؤتمر التأسيسي للشبكة الوطنية للصحفيين الشباب
انعقد يومي 3 و 4 شتنبر 2021 المؤتمر التأسيسي للشبكة الوطنية للصحفيين الشباب خريجي الجامعات والمعاهد، الذي انطلقت فعالياته من خلال الجلسة الافتتاحية على الساعة الثالثة زوالا 15h، حيث ألقى المنسق العام للشبكة الوطنية للصحفيين الشباب السيد الحسن معتصم كلمة افتتاحية رحب فيها بالحضور وطرح سياق تشكيل الشبكة الوطنية للصحفيين باعتبارها فرصة مهمة لمواكبة الأحداث الكبرى ف هذا البلد وعلى رأسها مشروع النموذج التنموي، وقبل الاسترسال في بيان أوجه التأسيس وبرنامج أشغال هذا المؤتمر، تلى القارئ المغربي حكيم خيرزاني آيات بيّنات من الذكر الحكيم.
وبعد أن وقف الحضور مستمعين للنشيد الوطني، قامت السيدة صفاء وحوحو منسقة لجنة التواصل بالشبكة الوطنية للصحفيين الشباب بإلقاء كلمة ذكرت فيها بسياق الأزمة العالمية الصحية (كوفيد 19) التي أرخت بظلالها على المجال الصحفي، ما حدى بهذا الأخير إلى التأقلم مع الأوضاع الصحية وخلق منتج صحفي الكتروني يتوافق من جهة مع التطور الرقمي الذي يعرفه العالم وأكثر أمانا من حيث الجوانب الصحية من جهة أخرى؛ غير أن هذا التحول على الرغم من مجموع ايجابياته التي لا يمكن التنكر لها إلا أن هذا التغيير أنتج بدوره أزمات أخرى على رأسها تسريح عدد من الصحفيين المهنيين من مؤسساتهم التي كانوا يشتغلون بها وخفض أجور من تبقى منهم، الشيء الذي أدى بالتالي إلى التأثير سلبا على معطى الولوجية إلى الممارسة المهنية الصحفية لاسيما في وجه الشباب حديثي التخرج من الجامعات والمعاهد الصحفية والإعلامية.
وعلى الرغم من أن المغرب أحدث عددا من المؤسسات التعليمية العليا التي تسهم في تخريج الكثير من الكفاءات الوطنية التي يشهد لها بالتمكن المعرفي والمهنية العالية، إلا أن خلق هذه التكوينات التي يتلقاها الشباب لا يواكبه من ناحية أخرى خلق فرص للولوج إلى سوق الشغل، ما ينتج عنه تزايد بالغ في نسب البطالة وتردّي وضعية المجال الصحفي والإعلامي الذي صار في الآونة الأخيرة يعرف انعدام التنظيم وتطبعه العشوائية بشكل عام.
في هذا السياق يأتي هذا المؤتمر التأسيسي ليشكل نقطة بداية في عملية إرساء التغيير الإيجابي الذي ننشده في مجال الإعلام والصحافة، وعلى هذا الأساس تقترح الشبكة الوطنية للصحفيين الشباب خريجي الجامعات والمعاهد مجموعة من التوصيات والحلول التي من شأنها الارتقاء بالمجال الصحفي والصحفيين في آن واحد.
بعد ذلك مرر المنسق العام للشبكة الوطنية للصحفيين الشباب للمنسقين الجهويين ليدلوا بدورهم بكلماتهم في الموضوع، حيث قام السيد زهيم محمد منسق جهة درعة تفيلالت بإلقاء أول كلمة منها، وذلك بالتعبير عن رغبتهم الأكيدة في المساهمة في تطوير العمل الصحفي ليس فقط بالجهة وإنما بمختلف جهات المملكة المغربية، ليعرض بعد ذلك السيد زهيم مقتضيات القانون الأساسي للشبكة الوطنية الذي يشمل 17 بند و 5 أبواب، التي تتضمن عناوين كبرى من قبيل التأسيس والأهداف والمقر والتشكيلة وغيرها من المواضيع ذات الأهمية البالغة؛ لتتابع بعد ذلك الكلمات الجهوية المعبرة عن خصوصية كل جهة وكيفية تطوير المجال الصحفي ضمن الجهة.
لتختم الجلسة الافتتاحية من المؤتمر الوطني للشباب الصحفيين خريجي الجامعات والمعاهد بالإعلان عن إحداث مركز الدراسات الاستراتيجية للصحافة والإعلام الذي سيساعد في تعزيز الارتقاء والتقدم بالمجال الصحفي في المغرب.
في هذا الصدد توالت فعاليات المؤتمر التأسيسي للشبكة الوطنية للصحفيين الشباب خريجي الجامعات والمعاهد، حيث تم عقد أربع ندوات مختلفة المواضيع وباللغتين العربية والفرنسية، إذ تمحورت الندوة الحوارية الأولى حول موضوع: “المعلومة الرقمية والتحول الرقمي” التي أطرها عدد من الأساتذة على رأسهم ذ. الحسين صاف و ذ. ابراهيم اشوي وذ. محمد أبطاش. أما الندوة الثانية فقد تم وَسمُها ب”الصحافة في زمن الوباء” والتي تميزت بمشاركة نخبة من الأساتذة والمهنيين من عدة دول على رأسها تركيا وقطر وفرنسا والمغرب، وقد أشرفت على تسيير الحوار الإعلامية شيماء بوعلام. في حين تمحورت الندوة الحوارية الثالثة حول تجربة فريدة تتمثل في ماستر مهن وتطبيقا الإعلام خلال مسار ممتد لما يقارب 8سنوات من التكوين، وقد تميزت بمشاركة الأستاذ عمر عبدو الأستاذ بكلية أكادير وحاوره ذ. لحسن معتصم. في حين أن الندوة الرابعة التي تم عقدها باللغة الفرنسية قد تمحورت حول موضوع ” المهن الإعلامية الجديدة والحكامة الرقمية” حيث شهدت حضور كل من الأستاذ مختار المؤهل وهو أستاذ جامعي والأستاذ الشيخ سيديبو نيدوا ممثل اتحاد الاتصال السمعي البصري من دولة غانا الشقيقة والباحث بجامعة ابن زهر حسن حسون، وقد قامت السيدة صفاء اوحوحو بإدارة الحوار وتسيير اللقاء.
وتجدر الإشارة إلى أن مجموع هذه الفعاليات الحوارية المهمة قد امتدت كل واحدة منها لأزيد من ساعة ونصف مخلفة بذلك عددا من المعارف والمعلومات التي تم مقاربتها بالتحليل والنقاش البناء والمثمر.