ثقافة

إدريس النعيمي.. هذا مفتاح الأقصى حتى لا ننسى

 

مســرحية “هذا مفتاح الأقصى حتى لا ننسى”

                                              المشهد الأول:

     وسط الخشبة دائرة محكمة من الأعلام والنياشين، ووسطها مجسم صغير للأقصى،وفوقه مفتاح ذهبي كبير.ووسط الدائرة أيضا شيخ مسن مريض “السلطان عبد الحميد الثاني”على فراشه.

-برفقته حفيدته فتاة شابة جميلة المحيى”فلسطين”.

يدور حوار بينهما حول وضعية الشيخ ومرضه،ويقدم خلالها وصاياه لحفيدته.

-الحفيدة فلسطين: لا بأس عليك يا جدي، وعكة زائلة إن شاء الله،وبعدها تعود لعرشك وأمتك.

-السلطان عبد الحميد:لا يا ابنتي فللعمر أحكام،هاتف يخبرني أن الرحلة قد اقتربت على الختام،واقرئي بعدها على الخلافة السلام.

-الحفيدة:ما تقول يا جدي، فأنا أرى الرايات تطوف من حولك، وأنت السلطان الأعظم فوق عرشك.يخافك ويرهبك كل أعدائك.

-عبد الحميد: إنهم يستعدون لما بعد وفاتي،ليقطعوا أوصال إمبراطوريتي،ولسوف تكونين أنت يا ابنتي حينها”كالأيتام في مأدبة اللئام”.

-الحفيدة:ومن هؤلاء الأعداء يا جدي؟؟

-السلطان: انظري خلفك،إنهما يراقبان من خلف الحدود،ينتظرون اليوم الموعود.

-فجأة يطل رجلان شريران” بلفور وهرتزل ” يحمل واحد صليبا والآخر نجمة ويرتدي طاقية صغيرة سوداء. يبدوان كأحمقين ،ينظر إليهما الشيخ ويوصي ابنته بالحذر منهما.

يقترب الرجلان من الدائرة،يحاولان الاختراق فتصدهما الدائرة نفسها،فيفران مذعوران،تضحك الحفيدة عليهما وتقول:

-أنظر يا جدي لهؤلاء الأعداء،إنهما مثيران للشفقة ولا يتوقفان عن الحركة.

-السلطان: لا تستهيني بهما يا ابنتي،فشرهما لا محالة سيأتي ، سيعودون يا ابنتي.. سيعودون يا ابنتي.

 ينتهي المشهد بوفاة السلطان وخروجه من الدائرة المحكمة الإغلاق.

 

                   المشهد الثاني:

 

    المرأة وسط الدائرة يفاجئها الرجلان،يطوفان حول الدائرة ويبدأ مسلسل اختراقهما للدائرة الحاجز،يدور حوار بين الرجلين الغريبين ينتهي باقتحامهما للدائرة وانتزاع المفتاح من يد المرأة الشابة.

-هرتزل: سيدي بلفور سيدي بلفور،أنظر هناك وسط الدائرة،العرش فارغ والفرصة مواتية لجيشكم الجرار،ليلحق بالخلافة كل الدمار..

-بلفور: صبرا يا هرتزل نبي الصهيونية،حتى نقطع الخلافة لقطع شطرنج صغيرة،وبعدها تدخل جيوشنا لتعيث في الأرض العربية.

-هرتزل: وما ذا عنا نحن يا سيدي !! نحن اليهود المشردين، ألا تجود علينا إمبراطوريتكم العظمى بأرض فلسطين؟

يقبل هرتزل رأس ويدي ورجلي سيده بلفور،عله يجود عليه بقطعة حلوى تدعى فلسطين.

-بلفور: يضحك من مشهد هرتزل،ويقول:

-لا عليك أيها اللئيم،صأصدر وعدي لليهود:

 “أن فلسطين ستكون أرضا لدولتكم،ومكانا لشعبكم الذي كتب عليه الشتات”.

بعدها يصدر بلفور أمره للجنود باقتحام الدائرة وإخراج المرأة المتشحة بالبياض،ويزيل الأعلام ويضع الصليب فوق  مجسم الأقصى، بينما يقف هرتزل وراء جدار، خائفا من صوت السلاح ينتظر القرار.

ينتهي المشهد بطرد المرأة وهي تصرخ وتبكي.

                  المشهد الثالث:

 

   يدخل هرتزل للدائرة المخترقة،ويزيل الصليب على الأقصى ويضع مكانه النجمة السداسية،يطوف بالمجسم ويضع عليه علم إسرائيل ويجلس فرحا وما يلبث أن يخرج وعد بلفور ليقرأه بصوت عال:

*” اليوم نعلن قيام إسرائيل ،من النيل إلى الفرات،القدس ستصير لنا عاصمة،وأرض ميعاد موسى عادت لنا،يا يهود الشتات هلموا إلى أرض التوراة،بلفور الهالك قد هيأ لنا فلسطين،وموت عبد الحميد قد زالت معه خلافة المسلمين.عادت مملكة داوود إلى الوجود،وسنفرح بهيكل سليمان الموعود”. ثم ينام مسرورا.

   في مشهد حزين تدخل المرأة مجروحة مهزومة وهي تجر فتى صغير يحمل مقلاعا فتموت هي في الطريق ويكمل هو سيره لاسترجاع المفتاح،يحاول اقتحام المكان فيصده الجنود بقسوة فيستخدم سلاحه البسيط فيصعقه صوت الطائرات من أعلى.يضحك هرتزل مقهقها.

 يخرج الفتى ليعود بعدها ومعه شباب عرب فيقتحمون الدائرة ويأخذون المجسم لكن دون مفتاح،يضحك هرتزل ويظهر المفتاح قائلا في قرارات نفسه:

-خذوا القدس بلا مفتاح أيها الجبناء.

-الأبواب موصدة في وجهكم أيها البلهاء.

-المفتاح هو السر وبدونه ستعيشون عيش الأشقياء.

 في مكان تحت الأرض ، يدس هرتزل اللعين المفتاح بإحكام،يدسه بعناية وسط الظلام،ينام مكان الدائرة بارتياح مستبشرا بقادم الأيام.

المفتاح الذي يبدو أنه اختفى ولم يعثر له على أثر.

يتساءل الشباب مستنكرين وهم يبحثون بلا جدوى في المجسم وقرب هرتزل اللئيم:

-أين  مفتاح القدس؟؟

-لا قدس بلا مفتاح.

– لا استقلال بلا كفاح..

         صوت فيروز:

– القدس يا زهرة المدائن

-يا مدينة الصلاة.يا مدينة السلام..

 

              النــــــــهاية.

 

 إدريس النعيمي

      

               

 

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى