كيف أختار المدرسة المناسبة لأبنائي
المدرسة هي الفضاء الذي يحتوي على أهم المحددات في حياة الانسان مند الطفولة الى ان يصبح يافعا،باعتبارها المرحلة الاهم إن لم نقول انها المرحلة الاساسية الأولى التي تتحدد فيها الاحلام والأهداف و تبرز فيها الميولات والتوجهات بالرغم من انها ليست العامل الوحيد المكون و المتدخل في تنشئة وشخصية الطفل ،وبل وحتى المهارات والدكاءات نفسها فإن المدرسة تعتبر الالية الاساسية في ذلك ولكن ليست الالية الوحيدة باعتبار انها تتفاعل او بالأحرى تستقبل اذهان ومفاهيم مختلفة فيما بينها ،حيث تكون محملة بحمولات ثقافية و إدراكية من الشارع و البيت ووسائل الإتصال، إلا أن دور المدرسة لا يكون تابعا للمنابع و المصادر الاخرى للمعرفة و الحمولات الثقافية بقدر ما تكون هي النواة و المصفاة والمختبر التي تصقل و تنمي، و قد تضطر الى أن تلغي مفاهيم من الاذهان، بل إن ذلك يجب ان يكون من ضمن مناهجها و اهدافها على اساس انها فضاء تربوي و تعليمي لا يتكلف فقط بماهو مهارات و تقنيات بل إن مسؤولياتها تتجاوز ذلك بكثير فهي تتدخل في البناء النفسي و الشخصي للطفل ،إلا أن كل هذا ليس دائما صحيح ففي احيان كثيرة يبقى مجرد توثيق نظري لما يجب أن يكون خصوصا وان المدارس المسماة بالخاصة في اغلبها تنهج أسلوب ارضاء الزبون اي ارضاء الاباء لأن ما يهمها هو الربح بالدرجة الاولى، فكثير منها يجب ان نسميها مدارس تجارية بدلا من مدارس خاصة ، لكن حتى نكون عمليين في التعامل مع هذة المؤسسات الربحية يمكن ان نحدد بعض من أهم المعطيات التي يجب أن يتحراها الأباء في اختيار المؤسسة لأبنائهم.
1-المخطط او المنهج البداغوجي المعتمد.
لكل فضاء مدرسي فلسفته في المناهج و المقررات التي يختارها،لكن ليس هذا هو المشكل الوحيد ،المشكل أن هناك طرق تتبع في مجال التدريس داخل القسم وهي لوحدها علم قائم بذاته،للمثال لا الحصر فعلى الاباء ان يعووا هل الطريقة تراعي سن الطفل ام مستواه والطريقة الناجعة هي من تراعي السن اولا ثم المستوى ثانيا،كذلك ما محل المدرسة من المنهجيات المعتمدة ،كطريقة منتيسوري ،وكيفية استثمار نظرية الدكاءات المتعددة ،اي هل يتم تشخيص دكاء الطفل ام ان هناك طريقة عامة للجميع والتي يقصى من خلالها اطفال آخرون،كذلك هل هناك طرق وورشات تقوم بهم المدرسة للأطفال الذين لايوفقون في فهم المناهج و الى اي حد هذه الطرق ناجعة ام أنهم يعتمدون الدعم بطريقة روتينية كاستمرار للدرس داخل القسم.
2-مدير بيداغوجي أم ممثل تجاري.
المدير البيداغوجي هو المسؤول الأول عن المناهج المتبعة داخل المدرسة و كذلك هو مسطر الأهداف و الساهر على تحقيقها ،ونعني هنا بالأهداف ماذا يتوخى من اتباع مقررات دون اخرى ،كذلك ماهي الأنشطة الموازية وأعني هنا بالأنشطة تلك التي لها علاقة مباشرة بالدراسة كتكملة لها و التي يكون الهدف منها تنمية مهارات الطفل التقنية والمعرفية،كالحساب الذهني،الشطرنج،حفظ القرأن الكريم لتنمية الرصيد اللغوي،التدريس عن طريق القطع المسرحية ..الخ،كذلك هو المسؤول عن التكوينات التي تسطر للمربيين و المعلمين على طول السنة ان كانت تسطر ،الا أنه في بعض ألاحيان نجد أن المدير البيداغوجي مجرد اسم يحمله صاحبه في المدرسة لتوثيق التراتبية في المدرسة بشكل قانوني،أي ان المدرسة تملك موضف بيداغوجي وليس مسؤول، أو نجد هذا المدير ينحرف عن مهمته الى مهمة اخرى لا نستبعدها بما أن الربح هو الأساس، حيث يصبح مجرد مكلف بإقناع الاباء بتسجيل ابنائهم من خلال اسلوب المداهنة و يتحول الى مجرد ممثل تجاري.
3-شواهد المدير البيداغوجي .
المسؤولية البيداغوجية في أي مؤسسة تعليمية مرتبطة بعلم النفس التربوي إضافة الى فن الإدارة ،أو العلوم المكافئة لها كعلم الإجتماع وعلم النفس و الفلسفة ،او خبرة تعليمية مع الإلمام بمبادئ هذه العلوم من خلال دورات وتكوينات تدريبية يكون قد استفاد منها الشخص المسؤول،هذه المعارف ليس من باب الترف المعرفي او تدوينها في سيرته الذاتية ،ولكن لأن الامر هنا له ارتباط مباشر بالمعرفة و ومواكبة النظريات الجديدة في التدريس،فهو شخص عليه أن يكون مؤهل لتسيير المعرفة.
4-تكوينات المعلمين و تدريباتهم خلال الموسم الدراسي.
النقطة التي نتغافلها لكنها تبقى من الأسس الرئيسية التي تقاس بها جودة ما يتلقاه إبنك من تكوين وتدريس،هي هل تسطر المؤسسة التي يدرس فيها ابنك تكوينات وتدريبات للمعلمين و المربيين أم لا،لا أقصد التدريبات التي يقومون بها مع بعضهم او يسهر عليها المسؤول البيداغوجي ،لكن هل المدرسة تستثمر ماديا و تجلب مكوننين على المستوى المعرفي و المنهجي ليقوموا بتدريبات خاصة لمستخدميها أم لا،إن كان لا فهي مجرد محل تجاري لا يحمل مسؤولية الوعي بالمعرفة،كذلك عدد التدريبات المستفاد منها على طول السنة يهم حتى يبقى المدرس مواكب لما يدور حوله في مجاله إضافة إلى أي حد المكونين انفسهم معتمدين.
5-راتب المعلمين.
هي نقطة دكية جدا في أن يتناول الأباء راتب المعلمين والمربيين،فنظريا وواقعيا الراتب من محفزات الجودة،فكيف تنتظر من أن يكون مردوده جيدا مع طفلك وهو يعاني اجتماعيا و ربما نفسيا بسبب تظهور العائد المادي من المؤسسة،كدلك أن الاستاذ أو المعلم كلما كان متعدد الكفاءات والقدرات في مجال التعليم كان المتطلب المادي اكبر حتى تتمكن المؤسسة من توضيفه ضمن اطرها.
6-مساحة الفضاء المدرسي .
المساحات جزء ضروري من المدرسة لأنهاتعنى بمرحلة ضرورية من حياة الطفل وهي اللعب،المدرسة لا يجب ان تلعب دور ذلك الفضاء المزدحم فعلميا و تجريبيا الابداع له افق في كل الفضاءات التي تعطي المساحات الكافية للتأمل و التفكير والتحرر أثناء اللعب او اثناء الدراسة،او اثناء التعبير الفني ،فعكس التحرر هو ذلك الاختناق التي يسببه الاحتكاك الذي يظطره الطفل بالرغم عنه مما يسبب له ضيق وتضايق نفسي لا يمنحه المساحة والمسافة الكافية للتعلم والإبداع ،فاختيار المدرسة كفضاء هو اختيار ميزة ضرورية لابداع الطفل و اظهار مهاراته.
لربما يتبادر الى ذهن القارئ معطيات اخرى كطبيعة الانشطة المدرسية، و كيفية التعامل مع فرض الواجبات على الطفل واشياء اخرى لكن ما يهم من المقال هو وعي الأباء،ومساهتهم في جودة التعليم من خلال اختيارات تبنى على اسس علمية و ليست تجارية.