في ركن خاص يتناول مقالات و دراسات عن المعرفة و علوم التربية
في كل يوم نعيشه هو بمثابة مسير للعالم نحو المزيد من المعرفة والاكتشاف و الإدراك ،فالإنسان بطبيعته كائن باحث عن وسائل تمكنه من فهم قوانين الطبيعة خصوصا و أن الله كرمه بأن جعله الجزء المحوري و القائد لكل التصورات و المشاريع و الخطط التي تهدف بأن تسخر وتطوع الطبيعة لخدمة هذا الكائن الذكي، رغبة الإنسان الدائمة في المعرفة هي بمثابة الجوع الذي لا ينتهي،وحتى يكون أكثر مردودية ونظاما فانه خلق فضاء يؤطر فيه نفسه بشكل منهجي و منظم قصد البحث عن طرق علها تساعده في الإجابة عن تساؤلاته و كذا استخراج واكتشاف طاقاته ومهاراته الكامنة بداخله، هذا الفضاء أول من وضع اسسه بشكل علميهو افلاطون في سنة 387 قبل الميلاد تحت اسم اكاديمية افلاطون كما ورد لنا في كتب التأريخ ،إذ كانت تعنى بالمحاورات و التساؤلات الفلسفية في الوقت التي كانت العلوم الأخرى كالرياضيات والفيزياء أو ما كان يسمى بعلوم الطبيعة هي بدورها كانت تنتمي الى الفلسفة ،و مع مرور الزمن بدأ التطور و الاعتماد على الجانب المعرفي يأخذ حيزا له ،خصوصا في مناحي الحياة العسكرية و عند الطبقات الحاكمة من الأحرار باعتبار أن مجتمعات الإمبراطوريات القديمة كانت مقسمة في أغلبها إلى ثلاثة طبقات :طبقة الأحرار و منهم الفلاسفة أو الحكماء والسياسيين ،طبقة الجنود إضافة إلى العبيد، وهكذا أصبحت المعرفة مع الوقت تطور كل جوانب الحياة و في نفس الوقت تطور اساليبها الى أن وصلنا مع الوقت الى ما بات يعرف بالمدرسة، خصوصا و أن العالم اصبح أكثر حرية فيما يخص الولوج الى المعلومة و المعرفة ،لكن الأساليب و التقنيات التي تتيح هذه المعرفة باتت تخضع الى المنهج العلمي أكثر من أي وقت سابق إذ كانت تعتمد فقط على فطرة الفضول المعرفي ،هذا المنهج العلمي نفسه تقدم الى حد لم يعد يكتفي فيه بالبحث عن طرق وبداغوجيات للتواصل و توصيل المعرفة ،بل تجاوز ذلك بكثير و أصبح يعتمد على مقاربة مفادها أنه حتى نوصل و نفهم المعلومة للإنسان يجب أن نفهم الإنسان أولا، فهم الانسان عموما و الطفل خصوصا لتسهيل تدريسه و بنائه معرفيا هو ما يصطلح عليه في عصرنا بعلوم التربية، هذه العلوم مهمتها و مهمة البحث العلمي فيها هو محاولة فهم خصائص الطفل في ما يخص الإدراك والذكاء و كذلك كيفية توظيف الجانب العاطفي والنفسي لذى الطفل و معرفة حاجياته قصد استخراج المهارات الكامنة داخله.
من اشهر العلماء المعتمدين عالميا في تكوينات علوم التدريس او الذي نعتمد على نظرياتهم قصد الرفع من المردودية و الاستيعاب والفهم و الإدراك عند الطفل،جونبياجي صاحب الطريقة البنائية، سيكموند فرويد ويدرس في علم النفس التربوي،ه اووردكاردنر صاحب نظرية الدكاءات المتعدة و يمكن كذلك الاعتماد على نظرية الذكاء العاطفي لدانييل كولمان،كان هذا نبذة تعريفية عن علاقة المعرفة بعلوم التربية بينما في المقالات القادمة سنعتمد مقالات مفصلة ومفهومة أكثر في هذا الركن انشاء الله حتى يسهل قراءتها لذى المربي والأم والأب سنتجنب اللغة الأكاديمية بينما سنتعمد لغة علمية لكن بطريقة مبسطة، سنتناول مواضيع تهم الطفل في جانبه التربوي قصد الإفادة كذلك سنحاول الإجابة عن أكثر الأسئلة التي تطرح بشكل يومي و نحاول أن نأتي بحلول، سيكون هدفنا الإفادة إنشاء الله وليس الترف الفكري.