قدسنا يقين
تلوح البشائر في ثنايا التحالف الصهيو أمريكي والذي بلغ ذروته بإعلان “عرص ” الصهاينة ترامب مدينة القدس عاصمة دولتهم المزعومة المهزومة وعدا وصدقا . ومهد لها طغمة حكام العرب المتأسلمين فتفننوا في التباكي والشجب والنحيب وإبداء القلق… فكانوا بحق ثعالب ماكرة لعبوا دور التطبيع والتضييع والتضبيع لشعوبهم وأوطانهم. فنالوا وسام الذل سيوثقه تاريخ الهزائم وتتجرعه الأجيال ذما واحتقارا. وينتظرهم جزاء الأخرى فضحا بين الخلائق و عذابا أليما . فكم تتوالى الأحداث وتعجز عن استيعابها أعين القاصرين الغافلين لكنها بعين المستبصرين الذاكرين مطارق القدر توقظ النائمين قرونا، فكيف لأمة تجاوز سباتها نومأصحاب الكهفأن يسهل انبعاثها واستيقاظها . فالسياق القدري الزاحف بحكمة الله وفق السنن الربانية المتجلية في الكون أمر ماض و تلك عقبات وأهوال يهونها الله لمن صدق وشمر وجاهد وأيقن . النومة القرونية يسهم في يقظتها ما يسوقه الله عز وجل من أحداث في ظواهرها النقم وتتبطنها نعم الله وأفضاله ، ويكتب الله تعالى لموتانا الشهادة “ليتخذ منكم شهداء” من غير حرب ولا نزال. هاته القوارع القدرية تحيي في الأمة روح التوبة الجماعية وتبعث فيها النهضة الشمولية وتسترجع من خلالها أصالتها وهويتها. فلنا في تعاقب الأحداث عبر ، فكم من مرة يتسرب الحزن والقنوط إلى الغفل من الناس وتأتيالأقدار لتزهر ربيع الأمة من جديد بعد أن يتم تمحيص العدو من الصديق ، فلننظر إلى التمحيص الذي تخضع له الرموز والزعامات فبات يظهر للعيان ولمن عمشتله العينان كل منافق فتان أو متعالم من القرّاء الديدان أو حاكم على من طينة آلِ نهيان أو سياسي متحدث بالهوان أو كل ناعق في وسائل الإعلان ، إنه التمحيص الرباني ليميز الخبيث من الطيب لهذا الانسان.
فلا نحمل هم أمواج القدر تتقاذفنا وسط الزحام ولكن نحمل هم ما طلب إلينا و نمضي مقتحمين إلى الأمام ، نصر وعزة هو يقين متى اكتملت شروط الانبعاث والتغيير وما فلسطين وقدسنا إلا تتويجا لجهدنا وبذلنا بين يدي توفيق ربنا لتتحرر أقطارنا من المدسوسين من الحكام الفاشلين والمطبعين المتصهينين . فنعلنها توبة ترجع بِنَا إلى الركن المتين ونتبعها بعمل دؤوب ورصين نستنفذ الوسع والجهد وعلى الله متوكلين نروم رضا الله عز وجل القوي المتين ، هناك وفقط نكون قدرا من قدر الله ونكون من الفائزين ، وستكون الغلبة للصادقين ويتحرر القدس وفلسطين ويصبح قدسنا يقينا لا تمني العاجزين.