المَغرب الرّسمي..مُحام فاشل لقضيّة عادلة
راكمت قيادة جبهة البوليساريو، في الآونة الأخيرة، “إنتصارات” سياسية وقضائية ودبلوماسية، وإستصدار عقوبات اقتصادية ضد المغرب، علاوة على إيصال جزء من حقيقة الوضع الحقوقي بالمغرب، مع التهويل والفبركة، لما يخدم أجندتها الإنفصالية، إلى المنتظم الدولي، وعملت جاهدة على عزل المغرب، على المستوى الإقليمي والأممي، وتوج هذا المسار بإنتزاع تصريحات من أمين عام للأمم المتحدة، تصف المغرب بالدولة “المحتلة” للصحراء الغربية، بل وحركات وإشارات تحمل أكثر من دلالة على إنحياز أو ربما صواب موقف الجبهة في نزاع الصحراء، ولو كان ذلك على حساب مصداقية الأمم المتحدة ككل.
وبالمقابل راكم المغرب الرسمي أخطاء جسيمة في التعاطي مع هذا الملف، على رأسها كيفية التعاطي مع السياسة الخارجية والرهان على دبلوماسية تائهة، على حساب ألية الإقناع بوجاهة الطرح المغربي وعدالة قضيته، مُراهنا على جوقة من الجمعيات، لتدافع عن الوطنية المفترى عليها، وإلا كيف نتقبل أن يُشرّع المخزن الأبواب والأفئدة، لجمعيات “كُوكُوت مِينوت” بل للشيوخ والمقدمين للقيام بتعبئة الرأي العام وحثهم على المشاركة في مسيرة يوم غد الأحد بالرباط، واحتضان سيدة يعوزها الحد الأدنى من الأخـــلاق المتعارف عليها، وصاحبة شريط فيديو يمكن وصفه بكل شيء إلا النقاش الجاد والمسؤول، لتكون وجه المغرب في وسائل الإعلام الدولية، وتبوأت رئاسة جمعية مغمورة وتناقش الجمهورية الوهمية، في وقت يتم فيه مُحاصرة الأصوات الديمقراطية المستقلة والفعاليات السياسية والإعلامية الصحراوية، التي تستمد مصداقيتها من كونها لا تتماهى بالضرورة مع الخطاب الرسمي ولا تستمد إستمراريتها وكفاحيتها من “سيروم” دهاليز السلطة.
إن الضرورة تستدعي إعادة النظر في أساليب وطرق عمل الدبلوماسية المغربية،رسمية كانت أو موازية، وتأهيلها لتصبح قادرة على مواجهة التحديات المطروحة عليها، ووضع خُطط استباقية للتعامل مع كافة المستجدات، والقطع مع الإنفراد المُتواصل لوزارة الداخلية بتدبير ملف الصحراء المغربية، وهي تسترسل في ارتكاب أخطاء جسيمة على المستويين الداخلي والخارجي تؤثر سلبا على التواصل مع مختلف القوى التقدمية والديمقراطية الدولية، حاكمة كانت أو معارضة، في موضوع الدفاع عن الوحدة الترابية ومواجهة الطرح الانفصالي ومخاطره على استقرار وتقدم المنطقة المغاربية برمتها.
رحم الله السياسي الإيطالي “جوليانو اندريوتي” الذي قال للمغاربة “لديكم قضيَّة عادلة بمحامٍ فاشل”…لأنه ببساطة لايستقيم الظل والعود أعوج !؟