فاعلون يؤكدون في ندوة: تدريج التعليم مشروع استعماري والدولة تخاف تطوير التعليم
نظمت مجلة النداء التربوي صباح اليوم السبت 8 شتنبر بمقر العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان بالرباط ندوة تحت عنوان “ضرب مجانية التعليم والدعوة للدارجة: الخلفيات والأبعاد.
واستهلت الندوة بمداخلة رئيس تحرير المجلة محمد حمداوي قال فيها أن تدريج التعليم مشروع استعماري قديم بدأ في القرن 18 حيث أنشأت معاهد لدراسة العامية وإصدار معاجم، وكان الغرض منه تشتيت الوطن وإحلال اللهجة الدارجة لطرد اللغة الرسمية، كاشفا أن سلطات الحماية عند احتلالها المغرب جمعت مختصين لجعل العامية لغة رسمية بالمغرب.
وتابع قائلا: الدارجة مهددة لوحدة البلد، وتفتح المجال لإحلال لغات أجنبية محل اللغة الأم، منبها أنه ليس ضد الانفتاح، لكن ليس على حساب اللغة الوطنية، ومستطردا أن استهداف اللغة العربية هو استهداف للدين الإسلامي، فالباحثون يتحدثون على الأمن اللغوي، والمس باللغة هو تهديد للأمن اللغوي لأمة بأكملها.
فيما أكد الأستاذ الجامعي فوزي بوخريص، بأن التعليم في المغرب يخضع لمنطق التسليع، وأن المستثمرين في مجال التربية هم من خارج المنظومة ويتعاملون معها بمنطق البضاعة. ولهذا، يضيف الدكتور بوخريص، يجد الآباء أنفسهم مرغمين لتسجيل أبنائهم في التعليم الخاص لكي يستفيدوا من حقهم في التعليم.
وأضاف “لم تكن هناك مجانية في التعليم بالمغرب أبدا، بل مستوى من المجانية، وهو في تراجع، بل هو مهدد”، وعلل ذلك بكون “الآباء مرغمون إلى الذهاب إلى التعليم الخصوصي، وأيضا لكون القانون الإطار الأخير الخاص بمنظومة التربية والتكوين ينص في بعض مواده على إلغاء مجانية التعليم”.
أما المتدخل الثالث محمد الزهاري الرئيس السابق للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الانسان فأشار إلى أن هناك إرادة سياسية معاكسة لتطور التعليم، لأن الأمر يتعلق بعقل سيصبح مثقفا ومستنيرا ونشطا، قادرا على التمتع بحريته إلى أبعد حدود، لذلك فالدول المستبدة والمناهضة للديموقراطية تخاف من التعليم.
ونبه إلى أننا " أمام عدم التزام الدولة بالمقتضيات الدولية، لنجد أنفسنا أمام واقع يشهد خصاصا في الأطر، وضعفا في المردودية، ونقصا في الأجهزة الأساسية، واكتظاظا مهولا مع قلة المؤسسات التعليمية".