حوارات

مصطفى بنسليمان.. حركة 20 فبراير كسرت فزاعة المخزن وفتحت الباب لنقاش قضايا جوهرية

بمناسبة حلول الذكرى السادسة لحركة "20 فبراير"، يسر موقع أنباء 24 أن يقدم للقارئ الكريم، الحوار الرابع ضمن سلسلة الحوارات التي أجراها مع مجموعة من القيادات الشبابية التي تركت بصماتها واضحة على مسار الحركة.

اليوم يستضيف الموقع  الأستاذ مصطفى بنسليمان، عضو الكتابة الوطنية لحزب النهج، ليجيبنا على الأسئلة التالية:

بداية أود أن أشكر موقع أنباء 24 على الاستضافة وكذلك الشكر على التغطية التي خض بها الذكرى السادسة لانطلاقة حركة 20 فبراير .

ماذا تمثل لك ذكرى حركة 20 فبراير؟

وجوابا على سؤالكم فإن حركة 20 فبراير بالنسبة لي هي حركة احتجاجية اجتماعية سياسية جاءت ضمن مجموع الحركات التي خرجت من رحم الشعب المغربي في صراعه ضد المخزن المسؤول الأول والأخير عن الأوضاع المأساوية التي يعيشها الشعب المغربي اليوم، غير أن ما يميز 20 فبراير عن الحركات الإحتجاجية التي سبقتها هو انتشارها الكبير جغرافيا على كافة التراب الوطني، ثم التنوع الفكري التي كانت حاضنة له بالإضافة إلى طرحها لمطالب سياسية قوية من شأنها لو تحققت أن تخرج المغرب بنيات الحكم المخزني .

في تقييمك، ما هي أهم مكتسبات حركة 20 فبراير؟

أعتقد أن أهم مكسب معنوي حققته الحركة هو تكسيرها لحاجز الخوف من المخزن ونجحت في فتح النقاش على المستوى السياسي بين فئات لم تكن تناقش القضايا السياسية وهذا ما نلاحظه بعد خفوت الحركة، إذ أصبحت شعاراتها ومطالبها جزء لا يتجزأ من مطالب مختلف الفئآت التي تصارع اليوم ضد المخزن وهذا مكسب مهم أما المكتسبات المادية فقد تلاعب بها المخزن وما أعطاه باليد اليمنى تحت ضغط الشارع آنذاك فقد شرع المخزن في أخذه باليد اليسرى اليوم، جل المطالب التي استجاب لها المخزن آنذاك فلم تكن إلا مناورة منه للالتفاف على الحركة وأبرز هذه الالتفافات هي القيام بما أسماه صياغة دستور جديد والذي قاطعته ورفضته شكلا ومضمونا وتصديقا وتعتبره الحركة دستورا ممنوح ومفروض بشكل فوقي لا علاقة له بالدستور الذي نادت وطالبت به الحركة، وكمثال آخر على المكتسبات وهذه المرة بغاية تحييد الطبقة العاملة وعزلها عن الحركة فقد أقر زيادة 600 درهم في نسبة الأجور والتي لم يستجب لها المخزن إلى اليوم لذلك فإنني أعتبر أن الحركة لم تحقق مكتسبات بالشكل المادي وإنما حققت أهم مكتسب ألا وهو كسر فزاعة المخزن واليوم بإمكان المواطن المغربي النقاش في مسائل وقضايا لم يكن يجرأ على النقاش والكلام فيها.

هل الاحتقان الذي يعرفه المغرب يمكن ان يدفع في ميلاد حركة احتجاجية جديدة؟

أعتقد أن المسألة ليست بهذه البساطة بل هو معقد ويحتاج للشروط الضرورية للولادة ومن بينها وأهمها الشروط الداخلية، وأقصد إرادة القوى السياسية والإجتماعية المناهضة للمخزن فبدون أن تعي هذه القوى أهمية العمل الوحدوي والمشترك ضد العدو الرئيسي والمشترك فستبقى جهودها باهتة وبدون أي تأثير على ميزان القوى.

 وأرى كذلك أن الشروط الداخلية ناضجة وأعتبرها فرصة لا يجب أن تضيع والدليل هو الأزمة السياسية التي يتخبط فيها المخزن منذ انتخابات 7 أكتوبر بالإضافة للعديد من الحركات الاحتجاجية ذات الطابع الفئوي والتي تملأ وتصرخ بالساحات والشوارع، بالإضافة كذلك للعديد من الانتفاضات التي تندلع بين الفينة والأخرى وكمثال بارز ما يشهده الريف منذ استشهاد الشهيد محسن فكري إلى اليوم.

 انطلاقا مما سبق فإنني أرى أن شروط ميلاد حركة احتجاجية جديدة شبيهة أو أكثر تقدما من 20 فبراير هي شروط ناضجة ومساعدة لكن دون استغلال هذه الشروط من طرف المناهضين للمخزن عبر العمل الوحدوي والمشترك والعمل الذؤوب مع المواطنين ضحايا سياسة المخزن بجميع القطاعات فسوف نفوت الفرصة كما حدث ب 2011 وهذا ما أخشاه شخصيا، أما الشروط الخارجية فإنني أعتبرها عوامل مساعدة وليست فاعلة وأظن المخزن بدأ خطابه حول الثورة الهادئة والأمن والإستقرار والإستثناء، أظن بأن شعاراته هذه بدأت تفقد مفعولها وقد انكشفت بفعل الواقع البئيس الذي يعشه الشعب اليوم على كافة المستويات .

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى