في الذكرى الرابعة لرحيل مرشدها العدل والإحسان تؤسس أرضية للحوار بين الفرقاء
نظمت جماعة العدل والإحسان صباح اليوم السبت ندوة "الحوار وضرورة البناء المشترك" وذلك بمناسبة الذكرى الرابعة لوفاة مؤسسها الشيخ عبد السلام ياسين.
وحضر الندوة نخبة من الفاعلين والنشطاء الإسلاميين من داخل المغرب وخارجه، وتناول إدريس مقبول في أولى مداخلات الندوة العلمية كلمة تحدث فيها عن الحوار في فكر عبد السلام ياسين، والتي عنونها بـ"ملاحظات على هامش فلسفة الحوار عند الأستاذ ياسين" باعتباره مفكرا وفيلسوفا حسب ما ذكر المتدخل.
واعتبر مدير مركز ابن غازي للأبحاث والدراسات الإستراتيجية، أن الحوار عند الشيخ ياسين حمل مفاهيما محورية تجلت في أشكال متعددة مارسها من خلال كتبه، مستنبطا من بعض أفكاره التي وردت في مؤلفاته، حيث ذكر منها بأن " الداعي للحوار دين الله وليس ثقافة الجغرافيا" و " ما يدعو للحوار وجود المروءات " ثم " لا ينبغي أن نؤجل الحوار ولا أن نستعجل الوفاق"، مضيفا في السياق ذاته قول الأستاذ عبد السلام ياسين "الديمقراطية مناخ مناسب لبناء ثقافة الحوار"، و"لامناص معشر الديمقراطيين من حوار يصفي الوجود".
وفي مداخلة أخرى قالت البوسعداني القيادية في الجماعة في مداخلتها قدمت المعيقات التي تقف كجدار أمام تحقيق الحوار المنشود بين مختلف الفرقاء.
وقالت أمينة بوسعداني بأن للحوار مدخلات عدة في جاءت في ثلاث وهي اللغوي والغائي والتقني. أما اللغوي حسب الدكتورة فلها دلالة وعمق يتجلى فيه معنى التبادل والمشترك، ثم انتقلت إلى المدخل الثاني وهو الغائي، معتبرة الحوار ليس غاية في حد ذاته بقدر ما هو وسيلة للوصول إلى غايات، أما المدخل الثالث فهو المدخل التقني والذي له ضرورة في الحوار كوسيلة تواصلية، والذي يؤسس على "قواعد وأحكام يجب إحترامها، ولابد من أن نهييء له البيئة والأشخاص المناسبين لذلك"، مضيفة أن "توفير التقنيات ضروري كي لا يكون مآله الفشل".
فيما تحدث الناشط اليساري المعطي منجب في الندوة عن الخلفية العميقة التي تعترض للحوار، قبل أن يطرح مجموعة من الأسئلة التي تراود اليسار على الجماعة.
وتطرق الدكتور رياض الشعيبي الأمين العام لحزب البناء الوطني التونسي لتجربة الحوار بين فرقاء المشهد التونسي، متحدثا عن تجربتين جمعتا الأحزاب والمكونات هناك؛ الأولى جاءت على هامش المؤتمر الدولي للمعلوماتية بداية تسعينيات القرن الماضي، وهو ما سيؤسس لاحقا للاتفاق على دستور 2014. وأكد أن الجلسات الأولى تميزت بالصعوبة لكن سرعان ما تم تجاوزها، مشيدا بانتهاج الحوار مسار متوازي بين الحوار الفكري من جهة والحوار السياسي من جهة ثانية.، مشيرا إلى أن "الاستبداد السياسي في الوطن العربي استفاد أكثر من تفرق واختلاف الفاعلين والأحزاب والحركات" ، إذ كلما زادت هذه الفرقة كلما تقوى الاستبداد وتغول.