الملك.. الالتزام الحزبي والسياسي الحقيقي يجب أن يضع المواطن فوق أي اعتبار
وجه الملك محمد السادس، في خطاب الجمعة 14 أكتوبر 2016، الذي ألقاه امام أعضاء مجلسي النواب والمستشارين، بمناسبة افتتاح الولاية التشريعية العاشرة، انتقادات مباشرة للإدارة العمومية سواء المحلية أو المركزية… التي تعاني من أعطاب كثيرة في علاقتها بالمواطنين .
في مستهل خطابه أشاد الملك بدور السلطات المحلية في إنجاح المحطة الانتخابية، قائلا "أبانت عنه السلطات العمومية، من التزام بروح المسؤولية الوطنية، في كل مراحل الانتخابات"، مضيفا: "بصفتنا الساهر على صيانة الاختيار الديمقراطي، فإننا نؤكد تشبثنا بالتعددية الحزبية".
وتساءل الملك لماذا يلجأ إليه المواطنين لحل مشاكلهم، إذا التزمت الإدارات والمنتخبون بقضاء أغراضهم حيث قال "الكثيرون يتساءلون لماذا يلجأ الي المواطنون لحل مشاكلهم، ليجيب"إذا كان البعض لا يفهم لماذا، فيجب أن يعلموا ان هناك خلل في مكان ما". وزاد الملك "أعتز بالتعامل مع الشعب وقضاء حاجاتهم البسيطة"، مضيفا ان ذلك يكون "بسبب انغلاق الأبواب أمامهم، مضيفا " إذا لم تتحسن علاقة المواطن بالإدارة فلا عجب إذا تراجعنا في ترتيب الدول وصرنا في "العالم الرابع أو حتى الخامس".
كما وجه الملك انتقادات صريحة للمنتخبين قائلا:"البعض يستغلون التفويض، الذي يمنحه لهم المواطن، لتدبير الشأن العام في إعطاء الأسبقية لقضاء المصالح الشخصية والحزبية، بدل خدمة المصلحة العامة، وذلك لحسابات انتخابية.مضيفا:"وهم بذلك يتجاهلون بأن المواطن هو الأهم في الانتخابات، وليس المرشح أو الحزب، ويتنكرون لقيم العمل السياسي النبيل".
وفي نفس السياق تابع الملك قوله :"فإذا كانوا لا يريدون القيام بعملهم ولا يهتمون بقضاء مصالح المواطنين، سواء على الصعيد المحلي أو الجهوي، وحتى الوطني، فلما ذا يتوجهون إذن للعمل السياسي؟".
وأشار الملك في خطابه إلى ان "الالتزام الحزبي والسياسي الحقيقي ، يجب أن يضع المواطن فوق أي اعتبار، ويقتضي الوفاء بالوعود التي تقدم له، والتفاني في خدمته ، وجعلها فوق المصالح الحزبية والشخصية".