الأستاذ الونخاري للأنباء 24: الائتلاف ثمرة لتراكم الثقة بين الهيئات السياسية وتعبير عن النضج في العلاقة
في هذا الحوار الخاص بموقع أنباء 24 ، نستضيف الفاعل السياسي والحقوقي الأستاذ بوبكر الونخاري، لتسليط الضوء عن سياق تأسيس الائتلاف المغربي للتضامن وخطواته المقبلة .
ما هي فكرة وسياق تأسيس الائتلاف المغربي للتضامن؟
الائتلاف المغربي للتضامن، ثمرة لتراكم الثقة بين العديد من الهيئات السياسية، وتعبير عن النضج في العلاقة بين مجموعة من الإطارات على امتداد أزيد من أربع سنوات، بعد أن تجاوزت الأحكام المسبقة و"الكليشيهات"، فبحثت عن القواسم المشتركة وما يجمع.
ولا أخفيكم أن الائتلاف المغربي للتضامن وُلد بعد نقاش هادئ وعميق، استقرت إثره القناعة على أن الثقة التي تم بناؤها على امتداد سنوات، وتأسست على حسن الاستماع للآخر والتعاون معه في ما يجمع، مع ترك الخلافات جانبا لمزيد من التفَهُّم، في أفق التفاهم، (استقرت القناعة) على المرور إلى علاقة أكثر نضجا ومأسسة، عبر إطار يجسد مرحلة جديدة في التنسيق بشأن موضوعات بعينها لا تشكل محط خلاف، عمقها التضامن مع المظلومين حيثما كانوا، على قاعدة القيم الإنسانية الفضلى.
وقد اختار القائمون على هذه المبادرة أن تبقى مفتوحة في وجه الجميع، بلا تمييز أو إقصاء، علما أن مكوناتها متعددة المشارب الإيديولوجية والسياسية، لكن الخيط الناظم للعلاقة بين أطرافها الإيمان بالإنسان والانتصار له متى تعرض للظلم، وقد كانت لنا محطات سابقة رفعنا فيها الصوت بشعار واحد وموحد دفاعا عن الشعب الفلسطيني والسوري والعراقي وكل المضطهدين.
الائتلاف يفتح الباب في وجه الجميع لإيماننا أن التعاون في المشترك هو مفتاح للتقارب في مجمل القضايا، فنحن لسنا نسخا متطابقة ولا أشباها، لكننا نؤمن بالوطن وبالإنسان وبرفض الظلم، وبأن الخير كل الخير في الحوار الهادئ الذي تخلّص من كل حكم مسبق، وأعلى من فضيلة الإصغاء للآخر واحترام تقديره السياسي والفكري.
في اللقاء العام التأسيسي للائتلاف المغربي للتضامن طرحتم الأرضية التأسيسية وركزتم على المشترك. إلى أي حد ترون أن الأطراف المؤسسة مستعدة للالتزام بالأرضية برغم اختلافاتها الاديولوجية؟
بعض من الجواب على هذا السؤال سبق ذكره، لكن دعني أنوه إلى أن المبادرة ليست ترفا ولا تنظيرا، وإنما هي استمرار لتنسيق انطلق أساسا من الميدان ويروم الآن مزيدا من المأسسة والتنظيم، ومعنى هذا الكلام أن الالتزام رغم الاختلاف الأيديولوجي تحقق على أرض الواقع بنسب معقولة، وهو ما حفّزنا على الانتقال إلى هذه الخطوة. نحن في الميدان، الذي له منطقه المخالف تماما للنقاشات الفكرية، وفي الميدان يُختبر صدق النوايا وتوضع القناعات على المحك. ولله الحمد، قطعنا أشواطا كبيرة في تعميق التنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك، والتي تتجاوز الخلافات الإيديولوجية والتقديرات السياسية. متفائلون بنجاح التجربة، وإلا لما انخرطنا فيها، ومستعدون للتعاون إلى أقصى الحدود لإنجاحها، ونتمنى أن تحقق أغراضها للتضامنية، دون تسييس ممجوح، أو توظيف سياسي سيء يضرب نبل المبادرة.
اخترتم منسقة للائتلاف المغربي للتضامن، في مؤسسة تضم إسلاميين. أية دلالة؟ وما موقع المرأة في مشروع الائتلاف؟
صراحة لم نكن نبحث عن أية دلالة أو غيرها. اخترنا منسقة للمبادرة لأننا رأينا أنها الأقدر في هذه المرحلة، وقد كان المعيار هو الكفاءة والثقة، وليس الذكورة والأنوثة.
نحن نؤمن بالمرأة وبكفاءتها، ولا نحتاج إلى بعث رسائل أو تسويق دلالات، أما عن موقع المرأة في الائتلاف فهو بالقطع نفس موقع الرجل، كما أن ما يجمعنا إنساني ومما لا شك فيه أن موقع المرأة ريادي ومتقدم، وننتظر أن تتقدم الصفوف الأولى، وأن تكون رقما أساسيا، وليس كمّا مهملا.
ما هي الأنشطة المقبلة والخطوات المرتقبة للائتلاف المغربي للتضامن؟
أنتم تعرفون أننا نعيش في عالم متحرك بأحداث متسارعة، وسنكون مستعدين في أي وقت لتسيير مبادرات تتفاعل مع ما يحدث في العالم، الذي صار أكثر قسوة على الإنسان، بل وفيه مناطق تحولت إلى جحيم حقيقي بفعل سياسات الاستكبار العالمي حيث لا حسيب ولا رقيب.
وعلى العموم، هناك مجموعة من الأنشطة منها مهرجان فني خطابي بمناسبة يوم الأرض الفلسطيني، سينظم يوم 27 مارس 2016.