عبد الله أفتات لـ أنباء 24: مشروع مدونة الصحافة يتضمن بنودا خطيرة وسنناضل لإسقاطها
أجرى موقع أنباء24 حوارا حصريا مع عبد الله أفتات رئيس الاتحاد المغربي للصحافة الإلكترونية، بعد خوضه إضرابا رمزيا لمدة يوم، احتجاجا على مشروع مدونة الصحافة الإلكترونية، الذي عرضته وزارة الاتصال مؤخرا بالبرلمان.
في هذا الحوار يكشف أفتات عن حقائق خطيرة جاء بها هذا المشروع والتي تهدد حرية الصحافة والصحافيين، خاصة العاملين بالصحافة الالكترونية.
أنباء 24
ماهي الأسباب التي دفعتك لخوض إضراب احتجاجي بشكل فردي؟
شكرا لكم على الاهتمام والاستضافة، طبعا الأسباب التي دفعتني لخوض هذا الاحتجاج، هو ما يتم الإعداد له داخل وزارة الإعلام والاتصال، ووزارة العدل، والأمانة العامة للحكومة، إضافة إلى وزارة الداخلية، بخصوص مشروع مدونة الصحافة والنشر، الذي قدمه وزير الاتصال منذ أسبوعين بمجلس النواب، بحيث أن الصيغة النهائية للمشروع تتضمن موادا وبنودا خطيرة جدا، خاصة فيما يخص الصحافة الالكترونية، مواد خانقة للهامش الكبير من الحرية الذي تتمتع به الصحافة الالكترونية، مواد مثقلة بالغرامات ضد هذه الصحافة.
هذا المشروع جاء للإجهاز على ما تبقى من هامش الحرية الذي تعيشه الصحافة الالكترونية، بعدما تدخلت السلطة للحد من تأثيرها على الساحة. أيضا هناك شيء آخر مهم، ويتعلق بالمقاربة التشاركية، وهي حق دستوري ولا يمنُّ به علينا أحد، بحيث تم تغييب هذا الحق، وهو خرق دستوري، لذا فنحن نعتبر أن مدونة الصحافة والنشر غير قانونية، مادام لم يتم إعمال آليات قانونية فيما يخص المقاربة التشاركية.
لماذا قررت خوض إضراب بشكل فردي، ولم تشرك معك باقي الفعاليات أو مؤسسات مختصة في هذا المجال؟
أولا لم أخض الإضراب الاحتجاجي بمفردي، فقد شاركني الزميل أحد الزوجال، نائب رئيس الاتحاد المغربي للصحافة الالكترونية، ثانيا، قبل خوضنا هذا الإضراب، فقد قمنا بمجموعة من المبادرات، للتعريف بخطورة المواد التي تتضمنها هذه المدونة، وكنا أول من يكشفها، وقد تواصلنا مع جمعيات حقوقية، ومدنية، نشرح ونفضح خطورة هذا المشروع، أما على مستوى الصحافة الالكترونية، فقد لاحظنا نوع من الاتكالية في تناول والتقرب من هذا المشروع، لهذا فقد رأينا أنه لابد من مبادرة لتنبيه الرأي العام. لهذا خضنا هذه الخطوة التي كانت مبدئيا عبارة عن إضراب رمزي عن الطعام لمدة 24ساعة، وقد كنت أعلنتها بمفردي، ثم التحق بي الزميل أحمد الزوجال، بعد ذلك أصدر المكتب التنفيذي للاتحاد المغربي للصحافة الالكترونية، بلاغا عبر فيه عن دعمه المطلق لهذه المبادرة.
من جهة أخرى هذه الخطوة ليست موجهة مباشرة ضد وزارة الاتصال، بل موجهة إلى مختلف فعاليات الإعلام الالكتروني، وإذا تأملت الساحة الإعلامية، تجد عدم الاهتمام بهذا الموضوع، رغم أنه يشكل خطرا على حرية الصحافة الالكترونية.
وإذا عدنا وتأملنا ما جرى للرابطة المغربية للصحافة الإلكترونية، نستنتج بأنها تسير إلى إخلاء الساحة، ثم استمالة مجموعة من الأسماء الكبيرة داخل الإعلام الإلكتروني، لذلك السلطات اعتقدت أنها قادرة على إخلاء الساحة بهذه البساطة، لتمرير مشروعها الخطير على الإعلام الالكتروني.
بعد هذه الخطوة، ما هي الخطوة التالية، أو برنامجك الاحتجاجي عن هذا المشروع؟
سيقوم المجلس التنفيذي للاتحاد بعقد اجتماع، في الأيام القادمة، لمدارسة ما يمكن فعله، وعلى العموم، فالاتجاه يسير نحو الانفتاح على شركائنا في الهيئات الحقوقية والإعلامية، لاتخاذ خطوة موحدة، لمواجهة هذا المشروع، ثانيا نفكر بمبادرات يتقدمها الاتحاد المغربي للصحافة الالكترونية، كوقفة احتجاجية أمام وزارة الاتصال، ثم وقفات أخرى، إحداها ستكون بمدينة طنجة، أمام بيت الصحافة، أو بإحدى أشهر الساحات بالمدينة، كما سنقوم بمبادرة للتواصل مع أكبر عدد ممكن مع الصحافيين العاملين بالإعلام الالكتروني، لشرح بنود هذا المشروع الخطير.
ما يجب أن يعرفه مصطفى الخلفي، هو أن الاتحاد المغربي للصحافة الالكترونية لن يصمت، وسنناضل من اجل إسقاط مدونة هذا المشروع، وما يحفزنا أكثر، هو ما عبرت عنه فدرالية الناشرين، والفدرالية المغربية للإعلام، والنقابة الوطنية للصحافة المغربية، في بياناتها من انتقاد لبنود هذا المشروع، وهذا يدل على أن الاتحاد المغربي للصحافة الالكترونية لم يعد بمفرده يناضل من أجل إسقاط هذا المشروع إن شاء الله.
على ذكر التنظيمات الاعلامية التي انتقدت المشروع، هل تفكرون في عقد شراكات احتجاجية، أو لنقل توحيد إطار مشترك للاحتجاج؟
نعم، نحن في تواصل دائما مع بعض رموز هذه الإطارات، وسنحاول قدر الإمكان طرح القضية بشكل موحد يجمعنا جميعا.