سرطان الثدي وعنق الرحم
تستوقفنا الإحصائيات التي تترصد انتشار الأمراض السرطانية:
– كل امرأة من أصل تسعة نساء معرضة للإصابة بسرطان الثدي
– كل سنة يتم تشخيص مليون حالة من سرطان الثدي وخمسمائة ألف حالة من سرطان عنق الرحم.
– ارتفعت أعداد الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 60 % ما بين 1975 و 1995
وهنا يفرض سؤالان منطقيان نفسيهما بإلحاح
لماذا وصل الحال إلى ما هو عليه ؟
هل من إجراءات وقائية توقف زحف هذه الأمراض الفتاكة؟
سرطان الثدي : السرطان الأكثر شيوعا في العالم
عكفت عدة فرق طبية على البحث في الأسباب الواقفة وراء هذه الأرقام المخيفة التي وصل إليها سرطان الثدي فكانت الخلاصات المهمة كالتالي :
1- السمنة والنظام الغذائي : تساهم السمنة المفرطة والنظام الغذائي الذي يحتوي على نسبة مرتفعة من الدهون الحيوانية في الزيادة من خطر الإصابة بسرطان الثدي كما يجب تفادي المأكولات المملحة أو المدخنة لأنها تحتوي على مواد سرطانية.
2- الأسباب الهرمونية : يعد الطمث المبكر (قبل 12 سنة) وسن اليأس المتأخر (بعد 50 سنة) وعدم الإنجاب أو الحمل المتأخر (بعد 35 سنة) وعدم الإرضاع من العوامل التي قد ترفع من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
3- عوامل جينية : قد تحمل فئة من النساء جينات تجعلهن أكثر عرضة لسرطان الثدي، فتظهر حالات عائلية متكررة توجب إجراءات خاصة لحماية أفراد الأسرة.
4- عوامل بيئية : تمثلها الملوثات البيئية والهوائية التي يصعب التحكم فيها.
يتبين جليا إذا أن هناك نوعان من العوامل :
– عوامل لا يمكن التحكم فيها أو تغييرها : كسن البلوغ أو اليأس، أو كالجينات …
– عوامل قابلة للتغيير : كالنظام الغذائي والوزن فالأطعمة التي تحتوي على فيتامينات A E C وعلى الألياف النباتية (أي الخضروات والفواكه) يجب أن تكون حاضرة على موائدنا وأن تطرد الأطعمة المقلية أو الغنية بالمواد الدسمة الحيوانية، وقد أثبتت دراسة سويدية أن تعويض المواد الدسمة الحيوانية بزيت الزيتون يقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي، وهو ما أقرته دراسة ألمانية أخرى خلصت إلى أن زيت الزيتون يوفر حماية ضد سرطان الثدي والقولون. هذا النظام الغذائي السليم يساعد على الحفاظ على وزن طبيعي خاصة إذا تمت المواظبة على التمارين الرياضية.
كما تعتمد الدول المتقدمة استراتيجيات صحية وقائية تهدف إلى الكشف عن سرطان الثدي في حالاته المبكرة، فتضع رهن مواطنيها مراكز متخصصة لإجراء الفحوصات السينية للثدي (mammographie) تتكفل صناديق التغطية الصحية الاجتماعية بمصاريفها، وتعتمد هذه الاستراتيجيات على :
– تلقين طريقة الفحص الذاتي للثدي : ابتداء من سن العشرين تنصح كل سيدة بأن تفحص ثديها بعد انتهاء دم الحيض بحثا عن أي تغيير فيهما.
– فحص الثديين من طرف الطبيب مرتين في السنة
– فحص بالأشعة (mammographie) للنساء ما بين 50 و 74 سنة مرة كل سنتين.
سرطان عنق الرحم : سرطان مستعد للاندثار… ولكن!
يحتل هذا السرطان المرتبة الثانية بعد سرطان الثدي، وهو أكثر انتشارا في الدول الفقيرة، وقد اكتشفت الأبحاث الطبية مؤخرا أن السرطان يسببه فيروس يسمى HPV كما تساهم عوامل أخرى في الإصابة بهذا السرطان، نسرد أهمها:
– العلاقات الجنسية المبكرة (قبل 18 سنة)
– انعدام النظافة
– الحمل المبكر والمتكرر
– الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا
وتتمحور الإستراتيجية الوقائية ضد سرطان عنق الرحم حول محورين:
– فحص خلايا عنق الرحم (FROTTIS CERVICO VARGINAL) :يعد هذا الفحص حجر الزاوية في الوقاية ضد سرطان عنق الرحم لأنه يترصد العلامات المنذرة بوقوع السرطان ويمكن من العلاج قبل ظهور المرض مما يضمن نسبة شفاء تقارب 100 %. وبفضل هذا الفحص استطاعت الدول المتقدمة أن تحد من انتشار سرطان عنق الرحم، وتحدد دورية هذا الفحص من قبل الطبيب (ما بين 6 أشهر وثلاث سنوات).
– اللقاح ضد فيروس HPV شكل هذا اللقاح نقطة تحول مهمة في السيطرة على سرطان عنق الرحم لأنه يوفر حماية فعالة ضد المرض، وقد بدأت الدول الأوروبية في تعميم هذا اللقاح على الفتيات بينما تكتفي دول العالم الثالث بكرسي المتفرج، لأن التكلفة المادية لهذا اللقاح (ما يقارب 400 أورو) تتجاوز سقف ميزانيات مؤسساتها الصحية.
ونؤكد في الأخير على دور المرأة التي تختص منذ القدم بمهام كالطبخ والعناية بالأطفال (تربية ونظافة وتعليما) تبين فيما بعد أنها وظائف وقائية من أشد الأمراض فتكا، فمن يجرؤ بعد الآن على اعتبار ربة البيت عاطلة عن العمل؟