حصريا .. حسن بوحديش لأنباء24: لا أسعى للشهرة وهذه هي مخاطر الساعة الإضافية
نشر الطبيب حسن بوحديش قبل أيام شهادة طبية على الفايسبوك، يشير فيها للمخاطر التي تسببها الساعة التي أضافتها الحكومة مؤخرا، وهو الخبر الذي نشرته أنباء24 بشكل حصري.
وقد خلقت هذه الشهادة الموقعة باسم الطبيب، المتخصص في الطب الرياضي، جدلا واسعا بين الفايسبوكيين المغاربة، خاصة كون هذه الساعة المضافة تثير استياء المغاربة، ولا يحبذونها.
في هذا الحوار الحصري، يتحدث بوحديش عن الغاية وراء نشره لهذه الشهادة، كما يكشف عن مخاطر تهدد حصة المغاربة.
حاوره : عبد الرحيم نفتاح
عرفنا بك بداية، من يكون الطبيب حسن بوحديش، تخصصك الطبي وهل تشتغل بالقطاع العام أو الخاص؟
الدكتور حسن بوحديش، طبيب اختصاصي في الطب الرياضي، اعمل طبيبا رئيسيا بمركز صحي يسمى تاولكلت تابع لعمالة شيشاوة، دراستي بكلية الطب بالدار البيضاء، وبحكم تجربتي الطويلة(13 سنة) بالصحة العمومية..بدأت ألاحظ شيئا فشيئا أن الدولة لا تقوم بما يجب لحماية صحة المواطنين، قد يكون عن جهل، أو إهمال، او دواعي مادية.. رغم مجهوداتها الكبيرة التي تشكر عليها.
ما الغاية من انتقادك الساعة الإضافية ولماذا تأخرت كل هذا الوقت لتنبه لمخاطرها الصحية؟
بالنسبة للساعة الإضافية كنت دائما أعارضها..بالفطرة كنت دائما أعارض تغيير التوقيت واعبر عن ذلك للأصدقاء والأقرباء..وكنت انشر كتابات احذر فيها من مخاطر هذا التغيير.
ولأنها تؤثر على مزاج الناس خصوصا في الأسابيع الأولى بعد الإضافة، ولما بحثت في الموضوع وجدت أن 70 دولة تطبقها، ثم علمت بعد أبحاث كثيرة بأن دولا عظمى مثل روسيا والصين قد تخلت عنها..لعدم جدواها، ولضررها على الصحة النفسية والجسدية.
أما بخصوص التوقيت، فأنا لم أتأخر..لأني كنت دائما أعارض تغيير التوقيت، خصوصا لما تأكدت أن توفير الطاقة هو ضئيل(اقل من 5 بالمائة، رغم أن الدولة تضخم الرقم)، وقد نشرت تدوينات على الفايسبوك تبين خطر زيادة الساعة، لكنها لقيت صدى وتجاوبا محدودا ، وقبل أيام..فكرت في فكرة جيدة أصوغ بها معارضتي للساعة الإضافية، فخطرت لي فكرة الشهادة الطبية، ولم أكن أتوقع أن تلقى إقبالا وتجاوبا كبيرين..ووصلت أوروبا.
هل الشهادة نشرتها فقط على الفايسبوك؟
نعم، وعلى الواتساب أيضا.
لماذا لم ترسلها لمؤسسات رسمية وجمعيات وهيئة الأطباء مثلا؟
لدي ثقة في فعالية الفايسبوك والنيت أكثر من الهيآت الرسمية ..لكن، ممكن أن أرسلها لجمعيات إذا اقتنعت بجدوى ذلك، ولم أرسلها، لهيئة الأطباء، لان الأطباء مشغولون بالعمل الشاق، ومشاكل أخرى ولا وقت لديهم لذلك.
ما هي هذه المخاطر آلتي أشرت لها في شهادتك؟
باختصار، اثبت دراسات اجريت بأمريكا، وانجلترا وكندا، والسويد، واستراليا..وغيرها من الدول. أن إضافة الساعة تؤثر بشكل كبير على الصحة البيولوجية للإنسان، وتحدث عدم توازن في إفرازات هرمونية خصوصا الميلاتونين..التي تتحكم في أوقات النوم والاستيقاظـ، لذا تقل جودة النوم وكميته، فيصاب الإنسان بالإرهاق، وفقدان الشهية، وقلة التركيز وغيرها، خصوصا في الأسابيع الأولى للتغيير.
ولاحظت دراسات أخرى أن الأزمات القلبية تزيد ب8%خلال هذه الفترة، وكذا حوادث السير، وهذا نموذج من لوموند الفرنسية:
Ce dernier constat est régulièrement appuyé par des études sur l'impact du changement d'heure. La dernière en date, publiée en septembre, a été réalisée par la Commission européenne, qui écrit que « la santé peut être affectée par le changement de biorythme du corps, avec de possibles troubles du sommeil et de l'humeur ». En 2008, une étude suédoise publiée dans le New England Journal of Medicine, s'appuyant sur des statistiques du pays entre 1987 et 2006, constatait elle « une augmentation statistiquement significative du risque de crise cardiaque » dans la semaine suivant le changement d'heure, notamment celui d'été…le monde.fr
كما أن دراسات أخرى حديثة بجامعة هارفارد, وجامع اوتاوا…وصلت لنفس النتيجة.
هناك من قال بأنك تبحث عن الشهرة وراء هذه الشهادة التي اصدرتها؟
لم يكن هدفي الشهرة، بل تنوير الرأي العام بطريقة مؤثرة.. وعلى ما يبدو نجحت الفكرة.
قلت بأن لديك الكثير ما تقول حول مخاطر ومشاكل تخص الصحة بالمغرب، حدثنا عنها؟
اعتقد أن الدولة يجب أن تقوم بدورها لتنوير المواطنين وتحسسيهم. وحماية المستهلك من أخطار بعض المواد الغذائية التي تروج في الأسواق، أخطار الهاتف المحمول على الصحة في المدى المتوسط والبعيد، وأخطار محطات البث التي توضع فوق أسطح المنازل المأهولة، والتي تسبب السرطان.
موضوع آخر مهم جدا: وهو أضرار الحليب ومشتقاته..وبعض الاشهارات التي تبث في التلفزة العمومية وتمرر كثيرا من المغالطات ومواضيع أخرى..مثل المواد الحافظة المسرطنة..والتي توجد في كثير من المواد المعلّبة.
أعطنا أمثلة لهذه الأخطار، وهل قمت بتجارب على هذه المواد؟
ليست لدينا مختبرات بالمستشفيات للقيام بتجارب، بل اطلعت على تجارب المعهد العالي للزراعة والبيطرة، ومحاضرات ومقالات الدكتور الفايد.
مثلا:المشروبات الغازية كلها تحتوي على مادة تسمى E211، ثبت أنها مسرطنة، مثال آخر، الكاشير، يحتوي على مواد مسرطنة أخرى.
إذن أين الجديد عندك ما دام الفايد ومعهد الزراعة والبيطرة سبق لهم التنبيه لهذه المخاطر؟
أنا لم اقل أتيت بجديد، فقط املك الشجاعة الكافية، لكي أدعو الدولة لتحمل مسؤوليتها لحماية صحة المستهلك.
لماذا لا تنشر مقالات تحسيسية بهذه المخاطر؟
أفكر في ذلك.. وسبق أن نشرت مواضيع ذات صلة في بروفايلي بفايسبوك، كنشري لأخطار الحليب ومشتقاته..ولقي استحسانا واهتماما، واقترح علي احد الصحفيين كتابة عمود أسبوعي، لكن لم يكن لي وقت كافي لذك. لكنني حاليا أفكر في الأمر بجدية.