دراسة حديثة تستعرض تحديات "الصحة الإلكترونية” لذوي الأمراض العقلية بالمغرب
توصلت دراسة حديثة الصدور إلى وجود مجموعة من التحديات التي تحيط بمشروع “الصحة الإلكترونية” بالنسبة لذوي الأمراض العقلية، بالموازاة مع “وجود عدد من المرضى ممن يتوفرون على وعي بأهمية هذه الوسائل منذ فترة الحجر الصحي في سنة 2020”.
ووفق نتائج هذه الدراسة التي اشتغل عليها ثلاثة باحثين بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، والمنشورة بمجلة “cureus” للعلوم الطبية، فإن “هناك وعيا لدى المرضى النفسيين المغاربة بضرورة الاعتماد على الوسائل الإلكترونية في إطار مسلسل علاج الصحة العقلية للمرضى نفسانيا، وذلك بداية بتنظيم أخذ المواعيد لدى الأطباء المتخصصين”.
و يذكر أنه شارك في هذه الدراسة ذات الصبغة الكمية الجماعية ما يصل إلى 200 من المرضى النفسانيين المتواجدين على مدار 7 أشهر بمدينة الدار البيضاء، وذلك ما بين يناير ويوليوز 2023، مع وجود عدد ممن تم استثناؤهم بعدما تبين عدم قدرتهم على الاستمرار في هذه الدراسة.
وخلصت الدراسة إلى أن “من المهم تطوير استراتيجيات فعالة من أجل اعتماد واسع للصحة العقلية الإلكترونية، مع تجنب مختلف الحواجز التي يمكنها الحيلولة دون ذلك، بما فيها الفوارق في البنية التحتية بين العالم القروي والحضري، في وقت سبق أن أشار المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي إلى أن 48,9 في المائة من الأفراد الذين يتجاوز سنهم 15 سنة معرضون أو لديهم علامات المرض العقلي”.
وأشار المكلفون بهذه الدراسة إلى “مجموعة من الإمكانيات التي توفرها التكنولوجيا الرقمية من أجل تحسين فرص الوصول إلى الرعاية الصحية الخاصة بالأمراض العقلية، في وقت يواجه هذا القطاع مجموعة من التحديات التي تؤثر على علاج المرضى”، مذكّرين بـ”إقرار برنامج وطني للتطبيب عن بعد في سنة 2018 وإنشاء إطار تنظيمي خاص به، فضلا عن تخطيط الحكومة المغربية الحالية لإنشاء نظام رعاية صحية ذكي”.
وأقر حوالي 69 في المائة من المرضى عقليا المشاركين في الدراسة، وعددهم 200، بأن صحتهم العقلية سيئة جدا، وغالبيتهم ينحدرون من المناطق الحضرية، إلى جانب آخرين من المنتمين إلى المناطق القروية، و”معدلات إقبال هذه الفئة على الوسائل الرقمية في مرحلة العلاج تبقى منخفضة”.
و لتوضيح هذا المعطى أكثر،سجلت الدراسة أنه “يتم في الغالب استخدام الوسائل المتاحة من أجل أخذ المواعيد مرة واحدة فقط قبل العودة إلى الأنظمة الكلاسيكية، كالزيارات الشخصية والمكالمات الهاتفية؛ فأكثرُ من نصف هؤلاء بدؤوا في التعرف على هذه الوسائل بعد جائحة كوفيد-19 فقط”.
ولفت نفس المصدر إلى، “كون تفضيل الوسائل التقليدية من أجل مباشرة العلاج من الأمراض العقلية يعود إلى عوامل التواصل وجها لوجه، وإلى المخاوف الخاصة بالأمية الرقمية التي يجب أن تتم مكافحتها وتشجيع الإقبال على هذه الوسائل الرقمية الحديثة من أجل تقليص مدة العلاج”.