مؤثرون تحت المجهر..هل تنطلق "حملة ردع و تطهير" في مواقع التواصل الاجتماعي المغربية
تعيش مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب في الأسابيع الأخيرة “حملة تطهير”،إيجابية استهدفت مجموعة من المؤثرين البارزين، ك”هيام ستار،إلياس المالكي ورضا البوزيدي المعروف بـ”ولد الشينوية”، بتهم تقيلة تتعلق بالسب والقذف والإخلال بالحياء العام ،و الإتجار بالبشر،وغيرها .
ومن جانبها تتفاعل السلطات المغربية بسرعة و دقة مع مختلف المحتويات الغير اللائقة،و التي تعد بمتابة جريمة مرتكبة على هذه المنصات، تستدعي فتح النيابة العامة لتحقيقات بشأنها ،أو إصدار توضيحات حول ما يُروج له في هذه المنصات.
و نظراً للتأثير الكبير ،لصناع المحتوى على الرأي العام،و لتزايد عدد الأشخاص الذين يتابعون محتوياتهم ، باتو هم أيضا يسددون في مرمى المتابعة،بشكل عكسي في بعض الأحيان ،بسبب الجرائم الإلكترونية.
و في هذا الصدد ،يقبع رضا البوزيدي،”ولد الشينوية”, حالياً في السجن بتهم تتعلق بالمس بالحياة الخاصة للآخرين، بالإضافة إلى الشتم والتشهير.
إذ تم اتخاذ هذا القرار بعد أن أحدث الفوضى أثناء استجوابه في مرفق أمني وهدد بارتكاب جناية.
وقد تثار حول الأخير مزاعم “الاتجار بالبشر”،وذلك بعد انتشار تسجيلات صوتية تشير إلى تورطه في قضايا تتعلق بالإتجار بالنساء والأطفال و القاصرين ،لتسهيل عمليات الدعارة.”
أما إلياس المالكي، فقد تمت إدانته في قضيتين، حيث حُكم عليه بأربعة أشهر حبسا نافذاً وغرامة مالية، إضافة إلى حكم آخر بثلاثة أشهر، بسبب ارتكابه جرائم تتعلق بالتمييز والعنف ضد المرأة والتحريض على الكراهية بين الإشخاص باستغلال المنصات الإلكترونية.
و من جهتها تعمل الجمعيات الحقوقية جاهدة و بسرعة، على تقديم شكاوى ضد المؤثرين الذين يبثون محتويات مسيئة، مثل حالة إلياس المالكي، الذي وُجهت له العديد من الشكايات.
وتجدر الإشارة أيضا إلى أنه هذه المتابعات ليست الأولى من نوعها داخل المغرب بل، سبق أن تمت متابعة عدد من المؤثرين الذين يُتهمون بتشويه صورة المغرب، مثل “مي نعيمة البدوية” وفتيحة، اللتين واجهتا تهمًا مشابهة.
ويعكس تسليط الضوء على هذه القضايا مدى حدة التحركات الإيجابية لمواجهة السلوكيات السلبية التي قد تؤثر على سمعة البلاد.
وفي إطار حملات التطهير الدولية لمواقع التواصل الاجتماعي ،و إلى جانب المغرب تعتبر مصر من أكثر الدول التي تحرك مساطر المتابعة في حق صانعي المحتوى الرديء الذي يسيء إلى الحياء والأخلاق العامة، ويحرض على انتشار الفاحشة.
وكانت حنين حسام التي تحظى بشهرة كبيرة في بلدها، واحدة ممن توبعوا بسبب إعلان لتشغيل فتيات في منصة لبث مباشر، اعتبرته النيابة العامة “تجارة في البشر”.
كما تعد تونس هي الأخرى من بين لائحة الدول العربية، التي أثارت الأحكام الصادرة في حق مشاهيرها بمواقع التواصل الاجتماعي جدلا كبيرا، خاصة أنها جاءت في إطار حملة ردع قوية.
ليبقى تحرير منصات التواصل الاجتماعي من التافهين ،رهين بالجهود الجماعية التي يبدلها المستخدمين، والجمعيات المهتمة، ورواد المنصات نفسها،من خلال تعزيز الوعي، ودعم المحتويات الجيدة، بالإضافة إلى تطبيق سياسات صارمة، بغية خلق بيئة رقمية أكثر إفادة .