منوعات

اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة..فرانكلين ديلانو روزفلت نموذج للقوة والعزيمة

خولة السهلاوي

حقق فرانكلين دلانو روزفلت،الرئيس الثالث والثلاثين للولايات المتحدة الأمريكية، إنجازًا تاريخيًا بإعادة انتخابه أربع مرات، محطمًا الرقم القياسي في تاريخ الرئاسة.

و عُرف فرانكلين بقدرته الفائقة على مواجهة الأزمات، حيث نجح في التغلب على تداعيات الكساد الاقتصادي العالمي، ولعب دورًا حاسمًا في هزيمة النازية، مما أسهم في تشكيل مصير الأمة والعالم في فترة عصيبة من التاريخ.

المولد والنشأة

صرخ فرانكلين دلانو روزفلت،أول صرخاته في الحياة يوم 30 يناير 1882 في مدينة هايد بارك في نيويورك، من أصل هولندي فرنسي، والده كان قيد حياته محاميا وخبيرا ماليا.

الدراسة والتكوين

و عند بلوغه سن التمدرس تلقى “فرانكلين “تعليمه الأولي على يد مدرسين خصوصيين، ودخل مدرسة غروتون الأسقفية للبنين، ليلتحق بعد ذلك بجامعة هارفرد، ويكون تخرجه عام 1904، وبعد ذلك التحق بكلية الحقوق بجامعة كولومبيا لكنه لم يواصل دراسته بها.

الوظائف والمسؤوليات

شغل الرئيس الـ33 للولايات المتحدة الأميركية،في الفترة (1913-1920) منصب مساعدا لقائد البحرية، وكانت أهم وظيفة إدارية حكومية شغلها، وقد استقال منها ليترشح لمنصب نائب الرئيس مع مرشح الحزب الديمقراطي جيمس كوك في انتخابات 1920 لكنهما لم ينجحا.

ليعود إلى مهنةالمحاماة في مجال قانون الشركات، التي مارسها في نهاية دراسته، و قال عنها أنه وجدها عملا “مملا فوضع نصب عينيه ما هو أعظم” لتبرز الزعامة والفوز برئاسة الولايات المتحدة أربع مرات متتالية.

وعام 1921، أصيب روزفلت بشلل الأطفال ، فأقعده المرض وهدد مستقبله السياسي، لكنه حاول أن يتعافى من المرض وأسس مركزا لعلاج المصابين بشلل الأطفال في وارم سبرينجز في جورجيا.

التوجه الفكري
فكريا ،ينتمي روزفلت إلى الحزب الديمقراطي الذي تأسس أواخر القرن الـ18 على يد مجموعة من معارضي النزعة “الفيدرالية” في السياسة الأميركية، وقد عرف الحزب بالفكر المحافظ وارتبط بحماية مؤسسة العبودية قبيل الحرب الأهلية الأميركية.

لتتغير منذ عام 1932،على يده نزعة الحزب وتوجهاته، فأصبح ممثلا للتيارات الليبرالية ومناصرا للنقابات العمالية والتدخل الحكومي في الاقتصاد، وارتبط بما يسمى الأفكار التقدمية.

التجربة السياسية
سياسيا، انخرط في الحزب الديمقراطي ونشط فيه على مستوى نيويورك، التي فاز بمنصب حاكمها مرتين استغرقتا أربع سنوات (1928-1933) وانتخب سيناتورا عنها عندما كان في الثامنة والعشرين من عمره.

و سنة 1920 رشح الحزب الديمقراطي جيمس كوك للانتخابات الرئاسية فاختاره لمنصب نائب الرئيس فلم ينجحا، لكن ذلك شكل بداية رحلة لروزفلت مع الرئاسة حطمت الرقم القياسي في تاريخ الولايات المتحدة.

و في وقت تعيش البلاد أسوء أزمة اقتصادية، رشحه الحزب للرئاسة عام 1932،وكانت كل استطلاعات الرأي تستبعد فوزه، لكنه ركز حملته على الجانب الاقتصادي ووعد بمحاربة الفساد، ومنح مساعدات عاجلة للعاطلين، فحقق المفاجأة وفازبـ57%.

وخلال فترة توليه الرئاسة استصدر قوانين لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد الزراعي، والإصلاح الصناعي، وبادر بإنشاء مؤسسات رعاية اجتماعية للمدنيين وإستظاف من خلالها أكثر من ثلاثة ملايين شاب من أبناء الأسر الفقيرة.

وعلى الصعيد الخارجي، اعترف بالاتحاد السوفييتي وأقام معه علاقات دبلوماسية، وتبنى “سياسة الجيرة الطيبة” مع دول أميركا اللاتينية، فسحب القوات الأميركية من هاييتي وألغى التعديل الدستوري الذي كان يسمح بالتدخل في الشؤون الداخلية لدولة كوبا.

و عام 1936 ترشح روزفلت لمأمورية رئاسية ثانية ففاز مستفيدا مما حققه خلال فترته الأولى خاصة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، حيث أظهر الاقتصاد الأميركي علامات واضحة على التحسن.

وعام 1940 فاز أيضا، وجاءت هذه المأمورية متزامنة مع الحرب العالمية الثانية، فوقف في البداية على الحياد لكنه اقترب تدريجيا من موقف بريطانيا ضد النازيين.

و يشار إلى أنه الولايات المتحدة ،دخلت في عهده الحرب العالمية الثانية بعدما كانت قد أعلنت حيادها, إثر مهاجمة اليابان للقطع البحرية الأميركية في ميناء “بيرل هاربر” في المحيط الهادي في دجنبر 1941، وذلك بعد امتناع أميركا عن تزويد اليابان بالنفط والصلب، وقد أوقعت البحرية الأميركية بالأسطول الياباني هزيمة نكراء.

وفي 17 دجنبر سنة 1941 هاجم اليابانيون “بيرل هربر” في هاواي، وتسببوا في مقتل أكثر من ألفي أميركي، وإصابة أكثر من ألف، فطلب روزفلت من الكونغرس في اليوم التالي إعلان الحرب على دول المحور.

وفي مدة حاسمة من فصول هذه الحرب، أنزلت أميركا قواتها البحرية في السواحل الفرنسية بالنورماندي في 6 يونيو 1944 تزامنا مع تطوير الأبحاث المتعلقة بالقنبلة النووية التي ستفجر بعد أشهر قليلة من وفاة روزفلت.

وفي سنة 1943 أصر -خلال مؤتمر الدار البيضاء- على استسلام ألمانيا التام وغير المشروط، واستثمر انتصارات الحلفاء، فترشح معيدا الكرة للمرة الرابعة للرئاسة عام 1944 وفاز رغم متاعبه الصحية.

وعندما لاحت نهاية الحرب في الأفق، اجتمع في يالطا عام 1945 مع رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل، والزعيم السوفييتي ستالين لوضع خطط ما بعد الحرب العالمية الثانية، وتحديد معالم النظام الدولي وخرائط العالم، لكن الموت راوده قبل أن يحصد ثمار ما تقاتل من أجله.

الوفاة

و بعد تجربة لايستهان بها سياسيا لمدة طويلة صنفه المراقبون وفقها واحدا من أعظم ثلاثة رؤساء لأميركا.

ليلفظ روزفلت أخر أنفاسه ،بمكتبه قبل أن يكمل فترة رئاسته الرابعة في 12 أبريل 1945 مصابا بنزيف في المخ.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى