المهرجان الدولي للمسرح الجامعي في دورته 35.. منهجا وفكرا وحدثا
بقلم أحمد طنيش
تواظب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدار البيضاء، عبر ثلاثة عقود ونصف على مواصلة معتادها التنظيمي لحفل فني ثقافي مسرحي متميز تجتمع حوله شبيبة العالم للتلاقح والحوار الثقافي ومزاولة حفل المسرح، هذا الفن الذي انطلق بخاصية الحفل كعيد منذ أن كان وخلال العصور المؤسسة للمسرح في العصر اليوناني والإغريقي وباقي العصور المتتالية ومازال يواصل هذه الاحتفالية والحفل مع الأجيال المتعاقبة باعتباره عرسا مسرحيا كبيرا له ارتباط بالبشرية ومترجما صادقا صريحا ومباشرا لأحاسيسها وحالاتها ووضعياتها تراجيديا ودراميا وكوميديا وتراجي كوميدي، ومترجما لسيرة ومسيرة هذا المسرح تواصلا وإبداعا وأثرا ثم نقدا وتأليفا ونصوصا وتنظيرا ومدارس فنية مسرحية متعاقبة، ثم تنظيما للتظاهرات والمهرجانات والإدارة الفنية، وفي نفس الوقت محافظا على لحظة التلقي التي تمارس إسقاطاتها وتدعو للتغيير والتطهير والتنوير والترويح عن النفس للاستئناس والمؤانسة..
ولأن المسرح طقس وأداء وتفاعل له ارتباط جدلي بالزمان والمكان وبنظرية العمران البشري، فهو وجود بالقوة وقوة حضور يواكب التحولات والحالات والحضارات وحتى الإخفاقات وباقي المرتبطات البشرية. هي شرعية إذن تجعل المسرح يدخل إلى أسوار الحرم الجامعي ويخصص له الدرس والشعبة والتخصص والمتخصص ويتم التفاعل معه وبه ومن أجله وفي إطاره، وله الشرعية أن يخلق مهرجانه لينفتح على المحيط المحلي والوطني والعربي والقاري ويخرج إلى الناس محتفلا وحفلا في القاعات العامة ليخلق التواصل ويحقق اللقاء والفرجة التي تمارس التطهير وما فوق التطهير..
وعليه نشير أن إكسير حياة المسرح الجامعي الذي تقود رسالته تأصيلا ومواصلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك تكمن في كونه ينظر إلى الأمام، لذا تفتح الدورة 35 فكرتها وخطتها ومشروعها المشرع على الآتي وبرعاية الملك محمد السادس ، لتقدم أطروحتها من يوم الاثنين 24 إلى السبت 29 يوليوز 2023، بمسارح الدار البيضاء،(فضاء عبد الله العروي بكلية الآداب بنمسيك، مسرح بنمسيك، المركب الثقافي محمد زفزاف المعاريف، مسرح استوديو الفنون الحية بالحي الحسني، المركب الثقافي مولاي رشيد، فضاء نجوم سيدي مومن الذي سيستضيف ورشة تكوينية) وذلك وفق برمجة تضم ما هو فني وثقافي وعلمي وتكويني وفرجوي والسمة المشتركة الحضور المسرحي لمسرح له علاقة بالجامعة لا يضحي بالفرجة ولكنه متشبث بالجماليات والتجريب إخراجا وسينوغرافية وتشخيصا وتقنية لتقديم العرض المسرحي المرتبط بالبحث والتجريب والطرح المختلف وغير المُغَرَّب، لذا قادت عروض المسرح الجامعي منذ انطلاق هذا المهرجان في سنة 1988 حركية الفعل والتفاعل والتأثير على الإبداعات التي تحاورت مع مكوناتها خلال الدورات السابقة التي تفوق 400 عرض مسرحي منذ أن انطلق المهرجان، تابعته أجيال من الطلبة والجمهور يمثلون المعمور، هم الآن أطر ومسؤولين في بلدانهم ومحركين لدينامية المسرح عبر المعمور وتشهد بحوث ميدانية وشواهد حية من الباحث والمتلقي أن المسرح الجامعي برؤيته وجماليته أثر في المسرح المغربي كما الدولي وقاد ديناميته مراحل أإبداعية وحرك أسئلة المسرح وطنيا وعربيا إفريقيا وأوروبيا ودوليا، لذا يستحق مهرجان المسرح الجامعي بالدار البيضاء أن ينعت بمؤتمر فوق العادة يؤسس للديبلوماسية الثقافية المسرحية الموازية المحركة للأسئلة التوليدية لمسرح يتعايش مع البشرية ويواكب مراحل حضاراتها نشوءا وينوعا وانحطاطا ثم انبعاثا وبذلك يساهم المسرح كما هو موثق في تاريخه في نهضة الحضارت، إذ تمر كل المحطات التاريخية ويبقى المسرح ذاك الفن الذي يتعايش مع كل الأجيال وهي الخاصية التي تميز المسرح كفن حي وحيوي وحالم..
تقام العروض المسرحية لمهرجان المسرح الجامعي في الفضاءات المسرحية الموزعة على جغرافية البيضاء وبالمسارح المشار إليها، وعروض الدورة 35 تمثل كليات مغربية من البيضاء وسطات لتخصصات وتكوينات مختلفة، وعروض أخرى للدول التالية: ألمانيا، إيطاليا، السعودية، بنغلاديش، 10 عروض مسرحية ضمنها مسرحية احترافية يرفع بها الستار يوم حفل الافتتاح الاثنين 24 يوليوز 2023، ولأن للمهرجان صفته التباري؛ لذا فطبيعة التباري تستحضر مهن المسرح ومحدداته الأساسية والبعد الأكاديمي الذي يعتمد البحث لتجد لجنة التحكيم نفسها أمام ميثاق خاص ملتزم ينزل خصوصية هذا المهرجان النوعي في الشكل والمضمون، لذا تتشكل لجنة التحكيم أو قل التقييم نحو التقويم من مكونات تضم المتخصص والباحث والجامعي والإعلامي، ومن جانب آخر تعتبر مكونات اللجنة التفاتة تكريمية للمهرجان وللفعاليات التي لها الحضور والإسهام الدينامي والتكويني، من تم يعتبر التقرير التقييمي والتقويمي للجنة الذي سيقدم بتاريخ الجمعة 28 يوليوز 2023 بمثابة رؤية وتوصية لبدل الجهد والاجتهاد بالنسبة للمتوجين وباقي المشاركين وللجنة المنظمة للمهرجان التي تفكر دائما في الدورة المقبلة من خلال أثر التفاعل، لذا تم اختيار لجنة التحكيم للدورة 35 من المهرجان بالمكونات التالية: الممثل المغربي والمخرج المسرحي وخريج المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي الأستاذ محمد الشوبي رئيسا، الأعضاء: الصحافية والناقدة المسرحية المغربية الأستاذة ﺑﺸﺮﻯ ﻋﻤﻮﺭ، أﺳﺘﺎﺫﺓ ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ، الرومانية ﺃﻧﻜﺎ ﺳﻴﻤﻴﻼﺭ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ الإيطالي ﻛﻼﻭﺩﻳﻮ ﺩﻭ ﻣﺎﻛﻠﻴﻮ، الأستاذ الجامعي في الأدب الإنجليزي المغربي ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻨﺰﻳﺪﺍﻥ، وللإشارة أن هناك جلسة علمية تكوينية لها خصوصية أخرى يسميها برنامج المهرجان بقهوة منتصف الليل، يتم فيها مناقشة عروض اليومية وبذلك تقدم كل فرقة رؤية عن ورشتها ومختبرها الإعدادي للعرض المسرحي، وهي فرصة للأسئلة النقدية وللتحاور وتبادل الأفكار والمقترحات…
محمد الشوبي، رئيس لجنة التحكيم
وفي جانب آخر ارتأت اللجنة المنظمة تقديم التحية والتقدير في باب التكريمات لثلاث فعاليات تقود مشروعا تكوينيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الجهة المنظمة عبر شعبة المسرح في إطار الإجازة المهنية بقيادة الأستاذ الباحث ميلود بوشايد وهو ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻟﻴﺪ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎء. ﺗﻌﻠﻢ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ ﻭﺗﻘﻨﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲ مدرسة ﻣﺴﺮﺡ ﺍﻟﻬﻮﺍﺓ التي يعتبر من أطرها ومسؤوليها في زمن نهضتها، وعبر مسيرته وممارسته الأكاديمية ﺴﺎﻫﻢ في ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻧﺪﻭﺍﺕ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﻭﻭﺭﺷﺎﺕ مختلفة المجالات ﺑﻜﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﺑﻦ ﺍﻣﺴﻴﻚ، وخارج الكلية التي ﻋﻤﻞ بها ﺃﺳﺘﺎﺫﺍ ﺑﺎﺣﺜﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻠﺴﺎﻧﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ منذ سنة 1985 وبذلك يعتبر من المؤسسين للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي والمواكب لكل دوراته التي شارك في لجنها العلمية والتنظيمية ولجنة التحكيم، وقد ﺩﺭﺱ الأستاذ ميلود بوشايد في ﻣﺎﺳﺘﺮ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻹﺷﻬﺎﺭﻱ ﻭﺗﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻹﻋﻼم، ﻭﻣﺎﺳﺘﺮ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻭﺗﻮﺛﻴﻖ ﻭﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ، ﻭﻣﺎﺳﺘﺮ ﺍﻟﺴﻴﻤﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻭﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺨﻄﺎﺑﺎﺕ وﻋﻤﻞ ﻣﻨﺴﻘﺎ ﺑﻴﺪﺍﻏﻮﺟﻴﺎ ﻟﻺﺟﺎﺯﺓ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ ﺳﺎﺑﻘﺎ، ﻭﺍﻹﺟﺎﺯﺓ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ في ﻣﻬﻦ ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﻣﺎ ﺣﺎﻟﻴﺎ.
وإلى جانب الأستاذ ميلود بوشايد هناك فعاليات آمنت بالمشروع وواكبته وساهمت في إعداد طلبة هذه الإجازة التي كونت أجيالا من الشباب يمارسون الآن في المجال بمهنية ودراسة واحترافية، ومنهم من واصل الدراسة في الدكتوراه، وضمن هذه الفعاليات المساهمة في مشروع تكوين متخصص أكاديمي المبدع والمؤلف والممثل والناقد المسرحي والشاعر والسيناريست والنقابي في المجال الفني المسرح تحديدا وعضو اتحاد كتاب المغرب ومواكب لحركية المسرح عبر الاتحادات والجامعة الوطنية لمسرح الهواة والإرهاصات المولد للمسرح الاحترافي وأحد أهم فعالياته الأستاذ محمد فرح ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻟﻴﺪ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎء، ﺣﺎﺻﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺟﺎﺯﺓ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ تمتد ﺗﺠﺮﺑﺘﻪ ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ الميدانية ﻗﺮﺍﺑﺔ ﺧﻤﺴﻴﻦ سنة.
وثالثهم المبدع والمناضل الفني والمكون الأستاذ قاسم العلوي العجلاوي ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ. ﺍﻧﺨﺮﻁ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﻮﻳﺔ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮﺏ، ﻛﺘﺐ ﻭﺃﺧﺮﺝ ﻭﺃﻃﺮ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺭﺷﺎﺕ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ، ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻤﺴﺮﺡ ﺍﻟﻬﻮﺍﺓ ﻟﻌﺪﺓ ﻓﺮﻕ ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ. ﻳﺪﺭﺱ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﻨﻮﻏﺮﺍﻓﻴﺎ ﺑﺎﻹﺟﺎﺯﺓ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ ﺑﻜﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﻨﻤﺴﻴﻚ ﺑﺎﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎء، ﻭﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻨﺸﻴﻂ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺑﺎﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻸﺳﺎﺗﺬﺓ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ. ﺷﻐﻞ ﻋﻀﻮﺍ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﻠﻔﺮﻳﻖ ﺍﻟﺠﻬﻮﻱ ﻷﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﻓﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ، ﻛﺘﺐ ﻭﺃﺧﺮﺝ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ التي ﺷﺎﺭﻛﺖ ﻓﻲ ﻋﺪﺓ ﻣﻬﺮﺟﺎﻧﺎﺕ ﻭﺣﺎﺯ ﺟﻮﺍﺋﺰ هامة.
إذن هو تكريم واحتفاء بالإجازة في ﻣﻬﻦ ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﻣﺎ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، وبمنسق الإجازة الأستاذ ميلود بوشايد وبأعمدة التكوين الدكتور محمد فرح والأستاذ قاسم العجلاوي. وارتباطا بالجامعة والبحث العلمي اعتاد المهرجان الدولي للمسرح الجامعي، تنظيم لقاء محوري يناقش شعار الدورة، لذا تنظم مائدة مستديرة في محور “المسرح والعوالم الافتراضية” والتي ستساهم فيها ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﻬﺘﻤﺔ، ﻣﻦ ﻓﻨﺎﻧﻴﻦ، ﻭﺃﻛﺎﺩﻳﻤﻴﻴﻦ، ﻭﻣﺒﺪﻋﻴﻦ، ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺑﺂﺭﺍﺋﻬﻢ ﻭﺧﺒﺮﺍﺗﻬﻢ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻤﻲ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻲ والمهرجانيين وباقي المستفيدين من فعاليات الدورة 35 من المهرجان، وقد حددت ورقة العلمية أبعاد هذه المائدة كالتالي: ﺍﺗﺨﺬ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻲ ﻋﺪﺓ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺟﺪﻳﺪﺓ عقب ﺁﺛﺎﺭ ﺟﺎﺋﺤﺔ ﻛﻮﻓﻴﺪ 19 ﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ. وحققت ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻬﺪف وﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ ﺃﺛﺎﺭﺕ ﺟﺪﻻ ﺣﻮﻝ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ في ظل ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻬﺎﺋﻞ ﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ، ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺃﺷﻜﺎﻟﻬﺎ ﻭﺑﺠﻤﻴﻊ ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻬﺎ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ذلك ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻟﺠﻌﻠﻪ ﻣﺮﺋﻴﺎ، ﻭﻓﻲ ﻣﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ، ﻣﻜﺴﺮﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﺑﻌﺪﻱ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ مشكلا لانفتاح مسرحي جديد ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻟﻢ ﺭﻗﻤﻲ “ﺍﻏﺘﻤﺎﺳﻲ”. من تمة ﺃﺛﻴﺮﺕ ﻋﺪﺓ أسئلة راهينة عن الثورة الجديدة ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ تسمى Metaverse– التي ستناقشها المائدة المستديرة، وهي كالتالي:
– ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﻲ؟
– ﻛﻴﻒ ﻳﺆﺛﺮ “ﺍﻟﻤﻴﺘﺎﻓﺮﺱ” ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺃﺑﻌﺎﺩﻩ؟ سيما و”ﺍﻟﻤﻴﺘﺎﻓﺮﺱ” يقدم ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﺨﺘﻠﻒ عن ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ تحققت ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ.
بموازاة هذا البلاطو الفني والثقافي هناك ورشات تكوينية في مجالات المسرح مفتوحة في وجه الطلبة ومهتمي المسرح ودارسيه وهواته وعموم الشباب والمهرجانيين، وهي كالتالي:
ـ محترف سيركز على ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮﻳﺔ ﻟﻠﻘﻨﺎﻉ، وﺇﺣﻴﺎء ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻜﻮﻣﻴﺪﻳا من تأطير المبدع الإيطالي، كلاوديو دو ماكليو؛
ـ محترف اﻟﺤﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﺴﻜﻮﻥ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺨﺸﺒﺔ باعتبارهما ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺪﺭﺍﻣﻲ. وﺃﺣﺪ أهم ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻌﺮﺽ المسرحي، ﺳﻮﺍء ﺗﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺤﻮﺍﺭ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻤﺮﺟﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻲ، من تأطير المبدع والحكواتي المغربي الألماني، إدريس الجاي؛
ـ محترف “ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ ﻭﺍﻻﺭﺗﺠﺎﻝ” الجزء الأول ﻟﺘﻌﻠﻢ ﺗﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ وﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺠﺴﺪﻱ ﻭﺍﻟﺼﻮﺗﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻀﺎء، ﻭﺍﻹﻟﻘﺎء، ﻭﺍﻟﺘﺄﻗﻠﻢ ﻣﻊ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ، ﻭﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ، والجزء الثاني ممارسة ﺍﻻﺭﺗﺠﺎﻝ، من تأطير المبدعة من فرنسا ﺴﻴﺮﻳﻦ ﺍﻷﺷﻘﺮ.
ـ محترف التعرف ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻺﺧﺮﺍﺝ ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ، من تأطير المخرج المغربي، محمود شهدي.
في كل دورة من دورات المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء يحكي ويحاكي المسرح الجامعي قصته ومنجزه ومقترحه الإبداعي والتكويني والتواصلي والتداولي، وهو يواصل رسالته التي تمارس الديبلوماسية الثقافية الموازية تنزيلا لشعاره المؤسس حوار الثقافات وتلاقح شبيبة العالم..