الخبيرة لينة الحمصي تؤطر ورشة “فن ومهارات التواصل مع الأبناء” ضمن فعاليات برنامج سفراء المكارم
في إطار الفعاليات المستمرة لبرنامج سفراء المكارم -دورة فطرة، نظم المركز الدولي للقيم الإنسانية والتعاون الحضاري، مساء يوم السبت 13 مايو 2023م، على الساعة السادسة مساء بالتوقيت الدولي، عبر تقنية التناظر عن بعد/ زووم، ورشة في موضوع “فن ومهارات التواصل مع الأبناء”من تأطير الإعلامية والأخصائية النفسية، الدكتورة لينة الحمصي من سوريا.
وقد أشرف على إدارة الجلسة، المتخصص في علوم التربية ورئيس جمعية مواطنة وتنمية مستدامة الأستاذ عبد الله طنيش من تونس.
وبعد الكلمة الترحيبية التي ألقتها منسقة الدورة الدكتورةصباح العمرانيوالتي أشارتمن خلالها إلى أهمية الورشة ومحوريتها في برنامج سفراء المكارم في دورته هاته، أحالت الكلمة لمسير الجلسة الأستاذ عبد الله طنيش الذي أكد في مقدمة قصيرة على أن النتائج ترتبط بالبدايات، وأن البنّاء الماهر هو الذي يحرص على تمتين الأساسات في إشارة منه بذلك إلى دور الوالدين المحوري في فهم الأساس الذي تبنى عليه تربية الأبناء.لتتناول الدكتورة لينة الحمصي مداخلتها والتي أثلت لها بمحاور أساسية هي كالتالي:
1- دور الأبوين في تربية الطفل والآثار السلبية المترتبة عن تخليهما عن هذا الدور
2-أساليب التربية الخاطئة
3-الأسلوب التربوي الصحيح
4- خطوات عملية لتغيير الوالدين لطرق التربية الخاطئة وتبني الطرق السليمة
في البداية أكدت المؤطرةعلى أن التربية السليمة تعتمد على قواعد تتطلب التدريب حتى تصبح مهارات، كما أنها فن يتم تعلمه لتحقيق التواصل الفعال وبالتالي التعامل الايجابي مع الأبناء كل بحسب طبيعته وشخصيته مع التنبيه إلى أنه ليست هناك قاعدة أساسية لتربية الأطفال.وبالتالي كل طفل يحتاج إلى أسلوب خاص في تربيته تختلف عن غيره. وهذا الدور القيادي للأبوين مرده إلى المسؤولية الأصيلة التي يحملها هذان الوالدان على عاتقيهما. وهنا يكمن دور الأبوين الراعيين في أسرتهما لقوله صلى الله عليه وسلم: “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته” الحديث
وبما أن احتياجات الطفل متعددة بين مادية وعقلية وعاطفية فلابد من مراعاتها في مجملها دون إغفال أي منها وعلى رأسها الحاجات العاطفية حتى لا نتسبب في تخريج أجيال مشوهة عاطفيا. فأدوار الأبوين متكاملة في تربية الأبناء تستلزم بالأساس توحيد الرؤية والتفاهم فيما بينهما حول قواعد التربية.
أضافتالدكتورة أن هناك أساسيات تحقق التواصل بين الآباء والأبناء منذ البدايات الأولى كالتواصل الجسدي والمعنوي والهدايا الرمزية وغيرها،كما أن هذه الأساسيات تساعد على تجنب الانحراف الذي قد يتسبب فيه عدم الموازنة بين الاحتياجات المادية والعقلية والعاطفية. وهذا لن يتأتى إذا لم يسعى الأبوان إلى التعلم لتغيير نفسيهما وبالتالي تغيير تربية الأطفال إلى الأحسن والأفضل.
ثم انتقلت الدكتورة لينة إلى الحديث في محور آخر عن أساليب التربية المتعددة مشيرة إلى أن هناك أساليب خاطئة وأخرى صحيحة؛ فذكرت منالأساليب الخاطئة:
1- النبذ: وهو أسلوب خاطئ وغير متقبل حيث غالبا ما يكون نتيجةمشاكل نفسية يعاني منها الأهلويسقطونها على أبنائهمأثناء التربية.
2- التسلط: بحيث لا ليونة في الكلام.وتكون نتائج هذه الأساليب القسوة والإهمال، إهمال الطفل لنفسه بحيث يرفض النضجولا يكون لديه احترام للقوانين الاجتماعية كما قد يصل به الأمر إلى اضطراب الشخصية العدائية.
3- التسامح المفرط: وهو التسامح الذي لا قوانين ولا قواعد له تنظم حياة العائلة، حيث كل فرد يفعل ما يحلو له،وأما نتيجته فتكون درجة منخفضة من التربية لأن الطفل في هذه الحالة يحصل على ما يريد وقد يصل به الأمر إلى الصعوبة في إقامة علاقات مع غيره.
4- الإفراط في الحماية أو الدلال: حيث يفعل الأهل كل شيء نيابة عن أبنائهم لحرصهم المفرط على راحتهم وخوفهم عليهم لدرجة قد تصل إلى تضخيم الأمور، ماينتج طفلا مضطربا وخائفا.
وعن التربية بالأساليب الصحيحة أو الايجابية تقول الدكتورة لينة الحمصي: “هي تلك التربية التي يمزج فيها الوالدان بين الحزم واللين تربية تندمج فيها الديمقراطية و التخيير بين أمرين، وهي تربية بين المحبة و الاحترام، وبين تحمل المسؤولية لدى الطفل وبين تعليمه كيف يضع أهدافه”.هذا كله يعضده زرع الثقة في نفوس الأطفال وكذا بين الوالدين وأطفالهم.
وفي محور أخير تناولت الأخصائية النفسية لينة الحمصي الحديث عن أساليب العقاب والتحفيز مؤكدة أنهما طريقتان تكملان بعضهما البعض، بحيث يلجأ الوالدان إلى العقاب غير المؤذيالبعيد عن الضرب والشتم والتحقير.. لضبط السلوك المرفوض كما يلجآن إلى التحفيز على السلوك الجيد والإيجابي.وقد أشارت الدكتورة إلى أن صورة الطفل الذاتية تتكون من خلال صورة الوالدين أمامه بين السنة السادسة من عمره إلى السنة الثانية عشرة. لذلك وجب تعزيز المفاهيم الإيجابية عند الأطفال لتكون صورهم الذاتية صور واقعية مفعمة بالإيجابية والثقة..
و قد ختمت الدكتورة مداخلتها بضرورة التعلم وتدريب النفس على تجاوز الأمور السلبية بتدرج حتى نتمكن من تجاوز الأخطاء في التربية مع التأكيد على أن ذلك يتحقق بالإيمان، وبضرورة تغيير ما بالأنفس. وقد أشارت الدكتورة إلى بعض المراجع المساعدة على ذلك مثل كتاب: ” أطفال مزعجون” لصاحبه الدكتور مصطفى أبوسعد وكتاب “الأولاد من الطفولة إلى الشباب” للدكتور مأمون المبيض.
وعرفت هذه الورشة تفاعلا كبيرا من قبل المشاركين والمشاركات بالأسئلة والمداخلات والإضافات القيمة والتي تفاعلت معها الدكتورة لينة الحمصي بأجوبة زادت الحصة فاعلية والموضوع وضوحا متميزا، وذلك إن دل على شيء فإنما يدل على أهمية الموضوع وراهنيته، كما يدل على التفاعل والتجاوب المتميز الذي تم بين الدكتورة لينة وبين الحاضرين للورشة.
التقرير من انجاز : الاستاذتين أسماء فاضل و فوزية شاطر