الفنان التشكيلي هشام الهشري، مكتبة فنية ممزوجة بالألوان الجميلة
عبد المجيد رشيدي
يعتبر الفنان التشكيلي هشام الهشري، أحد أهم الوجوه الفنية المغربية، حيث يمتلك الحس الفني القادر على التعبير عما يريد، وذلك عبر المراحل المختلفة التي مرت بها تجربته، وعلى غنى ما قدمه عبر مسيرته الفنية الإبداعية، حتى استقرت تجربته لما يزيد عن 20 سنة على أسلوب خاص يمكن وصفه بأنه واقعي ومعبر .
الفنان هشام الهشري، من مواليد سنة 1883، بذاته الوجودية مكتبة فنية متنقلة بين واحات الفنون الجميلة التشكيلية الرائعة، وملفه الشخصي يدل على براعته في اختيار الألوان المناسبة، وبلغة لا يفهمها إلا ذوي الفن الرفيع استطاع أن يأسر القلوب فهو يعتبر من أهم الفنانين التشكيليين بالمغرب، فقد خلق لنفسه عنوانا خاصا جدا استطاع من خلاله أن يجمع بين أدوات الرسم الممزوجة بالألوان المختلفة، حيث يمتلك موهبة رفيعة، وريشة حرة يقدم من خلالها فلسفة خاصة جدا للرسم التشكيلي داخل الوطن وخارجه، فقد جعل للفن التشكيلي فلسفته المميزة التي يصب من خلالها كل المشاعر الرقيقة والاحساس العالي الداخلي في لوحاته المعبرة، واستطاع أن يعيد إنتاج كل تلك التمايزات والتناقضات عبر لوحاته التي كانت تضج بكل لغات العالم .
وتعتبر تجربة الفنان الموهوب هشام الهشري، في عالم الفن التشكيلي ثرية وعميقة ومتجددة، ومنذ بداياته الفنية الأولى، تشكّل في وعيه عشق الفرشاة التي كانت بالنسبة إليه السلاح الذي سيهزم به كل المعوقات والتحديات، وقد استطاع أن يصنع له أسلوبا فنيا مختلفا، يميل كثيرا إلى أنسنة الألوان وتسامح الخطوط، ورغم وعيه العميق بقيمة الموروث العربي، إلا أنه كان يعشق التجديد، سواء في لوحاته أو في حياته .
يقول الفنان هشام الهشري، أعتبر تجربتي مميزة، بحكم أنني لامست الرسم منذ نعومة أظافري، كما أنني أقتبس موهبتي من عدة مدارس وحركات فنية وصقلت هذه الموهبة بأسلوب خاص كالنحت والرسم والتقنيات المتمكن منها بفعل العمل الجاد والنضال المتواصل لأكثر من 20 سنة من البحث والابداع، ترجمتها إلى لوحات سريالية أنقل فيها رسائلي إلى الجمهور، ومنذ ذلك الوقت وأنا أمارس الابداع في مختلف تجلياته إلى الآن، لأكتشف أسلوبي الخاص بالاعتماد على تقنيات التعبير الجميل .
ويضيف هشام الهشري قائلا : واصلت المشوار في درب الإبداع إلى أن سطع إسمي بين الفنانين المرموقين على الصعيد الوطني، فالألوان هي ما تتميز بها لوحاتي، فأنا أرسم ألوان الفرح والبهجة في أعمالي، كما أن لوحاتي تخاطب جميع الأجناس، أنقل من خلالها صورة للمتلقي عن الوجه المشرق والجميل من حياتنا، فألوان الحب أينما كانت هي ألوان فرح وسرور ومحبة، هكذا أوظف الألوان الفاتحة في أعمالي لأعكس ما أراه في الغد لنا .
يبقى الفنان التشكيلي هشام الهشري، متمكن في عمله، محملا بأجود الألوان ليبحر ثانية في إنتاج ما يهواه وما يعشقه المتعلقين بأعماله ومواضيعه، هو فعلا يمثلنا أحسن تمثيل في علاقاته وتواصله بالآخر، أعماله ممزوجة بالهدوء والحكمة، لوحاته قصائد تعددت خيوطها وألوانها، فنه مركب بالحكمة والشجاعة، لأنه ينجز لنا فنا جميلا، فنان زاوج بين مفهومي العقلي والحسي ووظفهما على نحو متقن، وهذه سمة بارزة عند الفنان هشام، ستظل لوحاته تجسيدا جماليا له خصوصياته، كما ستبقى أعماله شاهدة على تألقه .
جدير الذكر، أن الفنان التشكيلي هشام الهشري، شارك في مجموعة من المعارض الوطنية، كما سينظم معرضه الفردي برواق Médina Héritage Marrakech خلال الفترة ما بين 17 و 31 يناير 2023 بمراكش .