كلية الآداب بالرباط على صفيح ساخن بعد منع نشاط لطلبة العدل والإحسان وآخر لتعاضدية الطلبة
كانت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الرباط على صفيح ساخن منذ يوم أمس بعد إقدام إدارة الكلية على منع نشاطين طلابيين يوم أمس واليوم بالاستعانة بأعوان الكلية وحراس الأمن.
وانتشر وسم (لا لمنع الأنشطة الطلابية – لا لعسكرة الجامعة) على نطاق واسع، عبر من خلاله طلبة الجامعات المغربية والمهتمون بقضايا الطلاب والجامعة عن استنكارهم لمنع الأنشطة الطلابية الموازية في الجامعة المغربية خاصة بعد المنع الذي تعرض له ملتقى القدس مؤخرا بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة.
وأظهرت صور وفيديوهات تداولها طلبة في مواقع التواصل الاجتماعي تدخل عناصر الحراسة الأمنية صباح اليوم الخميس 12 ماي 2022 بكلية الآداب لمنع الطلبة من تنظيم نشاطهم، مع نزع الكراسي منهم والطاولات بالقوة ما نتج عنه سقوط عدد من الطلبة على الأرض.
وأدان طلبة العدل والإحسان في بيان لهم ليلة أمس ما وصفوه بـ “خضوع بعض إدارات الكليات والجامعات للتعليمات الأمنية المخزنية”، الذي يساهم في تحويل المؤسسات الجامعية إلى ملحقات أمنية تنفذ التعليمات، دون إقامة أي اعتبار لرمزية الجامعة ودورها ووظيفتها وهياكلها العلمية والأكاديمية والتربوية.
وبينما أقدمت إدارة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط على منع نشاط تواصلي لفصيل طلبة العدل والإحسان يوم أمس الأربعاء 11 ماي 2022، أقدمت الإدارة نفسها على منع نشاط آخر بالقوة والعنف صباح هذا اليوم الخميس، وهو نشاط الانتخابات الطلابية التي تنظمها تعاضدية الطلبة.
وأكد طلبة العدل والإحسان في البيان أن نشاطهم الذي منع يوم أمس، هو نشاط كان الفصيل يعتزم تنظيمه يوم الأربعاء 27 أبريل 2022، فتم تأجيله على خلفية توجيه الإدارة رسالة إلى أساتذة الكلية في خطوة غير مبررة وغير قانونية، معلنة توقيف الدراسة كليا خلال يوم النشاط. كما شهدت الكلية يومها إنزالا أمنيا مكثفا، طوّق كل مداخلها، ومنع الجميع من ولوجها.
وزاد البيان موضحا أن طلبة الجماعة أصروا على تنظيم نشاطهم، وبعد دقائق من انطلاق الأوراش التواصلية للنشاط، “تفاجأ الجميع بتدخل عنيف لأعوان الكلية وعناصر الحراسة في حق المناضلين، حيث تم الهجوم على النشاط وتمزيق اللافتات والملصقات والأروقة، ومصادرة كل المستلزمات من كراسي وطاولات، في اعتداء سافر على الحق في تنظيم نشاط طلابي داخل الجامعة، دون أي مبرر أو مسوغ، بل تجاوز الأمر مجرد المنع إلى التهديد بأنه لن يتم السماح بتنظيم أي نشاط داخل الكلية خلال الأيام المقبلة!”
وشدد البيان على أن المنع غير المبرر وغير القانوني الذي أقدمت عليه إدارة كلية الآداب، والذي تلا قرار تعليق الدراسة المشار إليه أعلاه، رغم تقديم إشعار للإدارة بتنظيم النشاط، “يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أن خلفيته أمنية تروم التضييق على حرية العمل الطلابي الثقافي والنقابي داخل الساحة الجامعية”.
واعتبر البيان أن تواتر حالات المنع خلال هذا الموسم الجامعي في حق أنشطة طلابية تنظم سنويا بشكل عادي، المصحوبة باستنفار أمني وتوقيف للدراسة كليا، “يفضح حجم الاختراق الأمني للقرار الجامعي، خاصة بعد إقدام بعض الجامعات، وعلى رأسها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، على فتح أبوابها للتطبيع مع الكيان الصهيوني”.
“إن المنع لن يثنينا عن مواصلة جهودنا وتنظيم أنشطتنا” يقول طلبة العدل والإحسان في بيانهم، مشددين على الرفض والاستنكار القاطعين لقرار المنع والاعتداء الممارس على طلبة الفصيل بكلية الآداب بالرباط، الذين تعرضوا للعنف بأساليب منحطة من اعتداءات جسدية، وتهديد، وسب وشتم..
كما استنكر البيان “قرار توقيف الدراسة بشكل فجائي وغير قانوني، دون الرجوع للمؤسسات التقريرية داخل الكلية، ودون تقديم مبررات منطقية وواقعية، وعدم الاكتراث لتداعيات هذا القرار على الزمن الجامعي، وتأثيره على الأساتذة والطلاب خصوصا مع قرب موعد الامتحانات”.