في رحيل الصحفية المتألقة..شيرين أبو عاقلة الجزيرة فلسطين
بنبرة صوتها الشجي، و وقفتها الشامخة تغادر الى دار الحق.
منذ الصباح الباكر، لم أستطع كتابة أي كلمة أو التعبير عما يجول في خاطري، شيرين واحدة من آلاف الحالات التي لامست قلوبنا، ليست رقما يضاف إلى الشهداء، هي ابنة لأسرة فلسطينية، ابنة قناة الجزيرة، ابنة لكل بيت عربي يهتم للقضية الفلسطينية.
لطالما كنت أحب سماع الخبر منها و من غيرها من الصحفيين الاشاوس الذين لا يأبون المحتل المتغطرس، صامدون شامخون من أجل إيصال كلمة و رسالة حق، يقفون في مرمى النار دائما لتعرية جرائم الكيان الصهيوني.
لكل من يعرفها من الشاشة، فهي لم تكن صحفية فقط، بل نافذة على وطنها فلسطين، أيقونة تفضح جرائم الاحتلال، أيقونة لصوت الحق الصادح، كانت تستعرض قصص الفلسطينين في تقريرها و تعيشها معهم، تُربّّت على يد كل أم مكلومة و بن شهيد يتيم، تؤدي واجبها الإنساني و المهني، ترعرعنا على طلتها و تقراريها و صوتها، كبرنا على اسمها و هي تنطقها نهاية كل تقرير ” شيرين أبو عاقلة، الجزيرة، رام الله، فلسطين ” .. كلمات يغيبها عنا اليوم الكيان الصهيوني القاتل برصاصة غذارة تخترق جسدها فتهلكه.
لبت نداء الشهادة، من القدس انطلقت إلى مخيم جنين فكتبت في رسالتها الأخيرة “في الطريق الى هناك،أوافيكم بخبر فور اتضاح الصورة ” ، إلا أنها كانت في طريقها إلى مثواها الأخير، و هي تؤدي واجبها.. كُتب خبرها بالدم، فكانت هي الخبر .. طُمست الحقيقة، و أُسكت صوتها إلى الأبد… و يستمر القاتل في جرائمه.
ستبقى كلماتها راسخة “فقد اخترت الصحافة كي أكون قريبة من الإنسان، ليس سهلا ربما أن أغير الواقع، لكنني على الأقل، كنت قادرة على إيصال ذلك الصوت إلى العالم” شيرين أبو عاقلة
بقلم أسماء كعادي