دولي

محاولات إنقاذ طفل المغرب.. أعصاب مشدودة وآمال معقودة

دخلت محاولات انتشال الطفل المغربي العالق داخل بئر منذ ظهر الثلاثاء مرحلة حساسة وأكثر تعقيدا، بعدما بدأت طواقم الإنقاذ عملية الحفر الأفقي بغية الوصول إلى النقطة العالق فيها على عمق 32 مترا.

واعتمدت طواقم الإنقاذ عددا من الطرق لانتشال الطفل ريان (5 سنوات)، من بئر جافة في القرية الزراعية “إغران” التابعة لمنطقة تمروت بإقليم شفشاون، شمالي المغرب، غير أن فشل أغلبها اضطر المنقذين إلى حفر منحدر كبير بموازاة البئر من أجل الوصول إليه عبر منفذ أفقي.

وقال التلفزيون المغربي، عصر الجمعة، “إن عملية الحفر الأفقي بدأت لإنقاذ الطفل ريان”، وذلك عقب إكمال الجرافات حفر المنحدر الموازي للبئر.

وأوضحت القناة الثانية بالتلفزيون الرسمي عبر صفحتها على فيسبوك، أن “عملية الحفر الأفقية ستشمل مسافة 8 أمتار للوصول إلى مكان تواجد ريان”.

وبدأ عدد من الخبراء المغاربة مهمة الحفر الأفقي يدويا خشية أي انهيار مفاجئ نظرا لطبيعة التربة الهشة في المنطقة.

مهمة صعبة زاد من تعقيدها ضيق قطر البئر الذي لا يتعدى 45 سنتيمترا، وطبيعة الأرض الهشة للمنطقة، التي أجبرت جرافات الإنقاذ على التراجع في أكثر من مرة تجنبا لأي انهار.

** عملية معقدة

عز الدين لمين، خبير في الاستغوار قال للأناضول، إن “المنطقة الجبلية التي توجد فيها البئر تتكون بالأساس من صخور الشيست (صخور نارية رقيقة)، والتي تعتبر من الصخور الهشة وتزداد هشاشة في تلك المنطقة نظرا للعوامل الجوية الخاصة هناك”.

وأضاف لمين، أن “الحفر في محيط البئر التي يتواجد فيها الطفل العالق أشبه ما يكون بالحفر في الرمال نظرا لهشاشة الطبقة الصخرية هناك”.

واعتبر أن “طبيعة هذه التربة عقّد عمل فرق الإنقاذ التي حاولت التغلب على ذلك بحفر مساحات كبيرة تجنبا لأي انهيار يمكن أن يحدث”.

وتابع: “عملية الإنقاذ كلما تقدمت تزداد خطورة أكبر الأمر الذي دفع الطواقم إلى التقدم بشكل حذر مع الاستعانة بفرق فنية ومتخصصين من أجل دراسة حالة التربة وتوجيه الآليات للطريقة الصحيحة للحفر”.

ولفت إلى أن “المرحلة الحالية والمتمثلة بالحفر الأفقي لا تحتمل أي خطأ وتعد أدق وأخطر مراحل الإنقاذ وهي تتطلب حذرا كبيرا من قبل الطواقم تجنبا لانهيار البئر”.

** سباق مع الزمن

الحقوقي والناشط المدني نوفل بوعمري قال للأناضول، “إن عملية إنقاذ الطفل ريان تصطدم منذ ساعاتها الأولى بعدد من الصعوبات الواقعية الحقيقية التي فرضتها طبيعة مكان سقوطه”.

وأضاف بوعمري، أن “السلطات المغربية منذ اللحظات الأولى حشدت كل طاقاتها في سباق مع الزمن من أجل انتشال الطفل”.

وأكد أن “طواقم الإنقاذ قررت بعد دراسة المعطيات الموضوعية في المكان أنه لا حل ممكن لإنقاذ الطفل إلا عن طريق حفر منحدر موازي للبئر الذي سقط فيه”.

وأرجع بوعمري عدم تمكن المنقذين إلى الآن من انتشال الطفل إلى “إمكانية حدوث انهيار صخري يجعل من عملية الإنقاذ شبه مستحيلة”.

وأشار إلى أن “مختصين طبوغرافيين حددوا مكان وجود الطفل بشكل دقيق، وهي المعلومات التي يستند إليها المنقذون الآن في عملية الحفر اليدوي الأفقي”.

وفي وقت سابق الجمعة، وصلت أنابيب إسمنتية بقطر متر واحد لاستخدامها في عملية الحفر الأفقي التي انطلقت منذ ساعات للاستعانة بها في عملية الإنقاذ، كما وصلت معدات تابعة لفرق الحماية المدنية، وفق مراسل الأناضول.

ووفق خبراء مختصين، فإن العملية “تتعلق بمرحلة تثبيت أنابيب لضمان عدم وقوع أي انجراف”، ومن المنتظر أن تؤمن هذه الأنابيب عملية دخول رجال الإنقاذ لإخراج ريان.

وقال عبد الهادي التمراني المسؤول عن “لجنة اليقظة والتتبع” المكلفة بعملية إنقاذ الطفل ريان، الجمعة، إن الفرق وصلت إلى “أعقد مرحلة” في الحفر، موضحا أن عملية إخراجه من البئر “تتقدم بشكل حذر لتفادي انهيار التربة”.

وصباح الجمعة، أعلنت اللجنة المشرفة على عملية الإنقاذ، أن ريان لا يزال على قيد الحياة، فضلا عن توقف عمليات الحفر مؤقتا جراء وجود انهيارات صخرية، وفق إعلام محلي.
​​​​​​​

وكالات

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى