الشيخ راتب النابلسي يكتب معلقا على قضية الطفل ريان
الفِكرةُ لا تنحصِر بالمَشاهد الدراماتيكيّة .. لعمليّة إنقاذ الطفلِ المغربيّ ريّان.. وكلّ هذا التعاطف العظيم للأمّة قاطبة عبر العالَم.
بل في فكرةٍ أعمق وأسمى وأقدس: قيمةُ النفسِ الواحدة!.
على مدار هذا الزمان، اعتادت المَسامع على الاستهانة بقيمةِ النفس حتّى صارت كالأرقام!. يموتُ العشرات كأنّهُ حدَثٌ عابر، ويُقتَل المِئات كأنّهُ روتين متكرّر. يُذبَح الأطفال في شَتّى بلاد المسلمين فنمرّ على الخبر مَرّ الكرام.
ثمّ جاء الطِفلُ رَيّان. جاء لِيُعلّمنا دون أن ندري ويدري هو.. معنى أن تلهج أمّة كاملة بالملايين ليعودَ سالما، ومعنى أنّ النفسَ عظيمة، وقيمة الروح الواحدة أجَلّ عند الله مِن الكعبة. جاء لِيوقظنا في كلّ بلاد المُسلمين.. ألّا نُفَرّط في طِفلٍ واحد صغير!، ولو تطلَبّ الأمرُ حفر الأراضين السبع لِنُنقِذ إنسانًا واحدا.
نحنُ نفتقد واللهِ إلى تذويت هذه الفكرة الأصيلة الشامخة: 《 ومَن أحياها فكأنّما أحيا الناس جميعا 》 !. ولهذا نحنُ نتعاطَف، حتّى لو كانَت الأسباب استعراضيّة أو افتراضيّة أو وهميّة!، نُريدُ أن تقفَ الأمّة كلّها بالمليار مسلم على قدمٍ واحدة.. إذا ضاقت الأرض بطفلٍ من شفشاون المغرب أو سوريّا الشام أو جزر القمر .
يا رب في هذه الساعة المباركة.. احفظه!، وأقرّ عيون والدته والأمّة كلها بالنجاة.