دولي

شظايا حمم “لا بالما” تدمر نفسية مئات الأسر الإسبانية

تسببت شظايا حمم بركان كمبر فيجا بجزيرة “لا بالما” الإسبانية، في أضرار بالغة لمئات الأسر التي فقدت منازلها، وباتت في أشد الاحتياج لإعادة التأهيل النفسي والاجتماعي.

ومنذ 19 سبتمبر/ أيلول الماضي، ينشط بركان “لا بالما” في إحدى جزر الكناري (الخالدات) في إسبانيا، ما تسبب في فقدان أكثر من 700 أسرة لمنازلها جراء تطاير الحمم البركانية.

وخلف انفجار البركان صدمة كبيرة بين الأسر الإسبانية المتضررة، ما يستدعي الدعم الاجتماعي والنفسي، لا سيما في ظل إخلاء 6200 شخص، بالتزامن مع استمرار ثوران البركان، وفق مراقبين.

وتسعى السلطات المحلية إلى توفير المساعدات الغذائية والملابس للمتضررين، إلى جانب تقديم الدعم النفسي أيضًا للأشخاص الذين تم إخلاؤهم من منازلهم، لاسيما تلك الواقعة حول البركان.

وفي تصريح للأناضول، أعلنت مستشارة الإسكان والصحة والمساواة، بالمركز الإداري لجزيرة “لا بالما”، ماريا إيلينا باييس فوينتيس، استلام أكثر من 60 شاحنة من المواد الغذائية والملابس، تم التبرع بها من عدة مناطق في جزر الكناري وإسبانيا.

وذكرت فوينتيس أن “أنشطة جمع المساعدات لا تزال مستمرة حتى الآن، وأن جزيرة (لا بالما) تواصل استلام المساعدات الإنسانية، من أجل إحتواء الأضرار البالغة وحالة الطوارئ التي شهدتها الجزيرة جراء البركان”.

وأضافت: “وضع محزن للغاية. لا توجد كلمات تفسر الحزن واليأس المنحوت على وجوه سكان الجزيرة. بات الوضع صعب للغاية”.

وتابعت فوينتيس بصوت خافت وحزين: “هناك مئات الأشخاص الذين فقدوا منازلهم أو تم إخلائهم، ومن غير الواضح متى سيخمد البركان، أو كم وقت يستغرق حتى تعود الأمور إلى طبيعتها”.

وأوضحت أن جميع أنواع المساعدة مثل المواد الغذائية والملابس والأحذية والألعاب والأغطية، تأتي من مناطق مختلفة في جزر الكناري وإسبانيا، لتلبية الاحتياجات الأولية والإنسانية لسكان جزيرة “لا بالما”، وخصوصًا أسر الضحايا.

**مخاوف من الانتحار

بدورها قالت إيلينا كونسبسيون ماريرو، عضوة المجلس المسؤول عن التوظيف والمساعدات الاجتماعية في بلدية لوس يانوس دي أريدان (المركز الإداري للجزيرة)، إن البلدية تسعى لتقديم الدعم الاجتماعي والنفسي للأسر المتضررة.

وأضافت ماريرو للأناضول: “ثوران البركان والأضرار التي خلفها تسببت في حالة صدمة شديدة لمئات الأسر من سكان الجزيرة، وأن تلك الأسر بات لديها مشاكل نفسية خطيرة مع قلق بالغ تجاه المستقبل”.

وذكرت ماريرو أن “المشاكل النفسية بدأت في الظهور لدى من اضطروا إلى إخلاء منازلهم، حيث ينكر بعضهم الواقع ويعتقد أنها فترة مؤقتة دون إدراك ضخامة الوضع السيء، كما يحاول آخرون الانتحار ظنا منهم أنهم فقدوا كل شيء، وهذه هي الأزمة الحقيقية”.

وتابعت قائلة: “تسعى البلدية في المقام الأول إلى تقديم الدعم النفسي للأطفال وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة من سكان الجزيرة، لإكسابهم القدرة على المقاومة ومواجهة المخاوف”.

كما أشارت إلى مساعي توفير السكن المناسب للأسر المتضررة، مؤكدة وجود العديد من المواطنين الألمان والبريطانيين بين الضحايا في جزيرة “لا بالما”.

والخميس، أجبرت شظايا حمم بركان كمبر فيجا، السلطات في جزيرة لا بالما الإسبانية، على إغلاق مطار الجزيرة، بحسب شركة آينا التي تنظَم الحركة فوق المجال الجوي لإسبانيا.

وقالت الشركة في تغريدة عبر منصة “تويتر” آنذاك: “لقد توقَف مطار لا بالما عن العمل بسبب تراكم الرماد، وشركتنا تطبَق الآن البروتوكولات المعمول بها في مثل هذه الحالات، إن تطبيق إجراءات السلامة يأتي على رأس جدول أولوياتنا”.

بدورها نشرت فضائية “يورو نيوز” الأوروبية، مقاطع مصورة من نفث البركان دخان كثيف، ما يؤثر على سير الرحلات الجوية بالجزيرة الإسبانية.

وأعلنت الحكومة الإسبانية، جزيرة “لا بالما” منطقة كوارث، لمواصلة ثوران بركان كمبر فيجا، وقررت تقديم 10.5 ملايين يورو من المساعدات الطارئة للسكان المحليين وتلبية احتياجات الأسر.

وكالات

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى