ثقافة

الاعلام واستحقاقات الثامن من شتنبر عنوان ندوة أنباء24 الثامنة

استحضار ا للأهمية الكبيرة للإعلام في تكريس القيم والممارسة الديمقراطية عموما، ورصد وتتبع العمليات المرتبطة بالانتخابات على وجه الخصوص ،وسعيا منه لمواكبة أبرز الأحداث، والمساهمة في النقاش الجاد والمسؤول حول تقييم أداء الإعلام في انتخابات 8 شتنبر 2021 ، نظم موقع أنباء 24 مساء الأربعاء 6 أكتوبر الجاري ندوة حوارية رقمية تحت عنوان ” الإعلام و استحقاقات الثامن من شتنبر 2021.” أثلها ثلة من المختصين والمهتمين بالشأن الاعلامي والسياسي ، أبرزهم الإعلامي محمد العوني رئيس منظمة حريات الاعلام و التعبير، و الدكتور عبد اللطيف مستكفي أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية ، و رئيس المركز الوطني للاعلام و حقوق الانسان، الأستاذ إبراهيم الشعبي.
الندوة التي أدارها الاعلامي رشيد بلاج ركزت في اهم محاورها على العلاقة بين الإنتخابات والإعلام ودور هذا الأخير في تكريس نزاهة العملية الانتخابية،ورصد وتتبع الخروقات والتجاوزات التي شابتها ،كما وقفت مع تقييم للتغطية الإعلامية للاستحقاقات المغربية ،ومدى اتصباطها للمعايير المهنية والموصوعية بعيدا عن الارتباط الحزبي أو السياسي.

وقبل الحديث عن علاقة الإعلام بالانتخابات،  تطرق الخبير الاعلامي محمد العوني لعلاقة الإعلام بالممارسة السياسية وتدبير الشأن العام عموما على اعتبار ان الانتخابات هي جزء فقط من هذه العملية، ووقف على واقع الوضع السياسي، وعلاقة  الفاعلين السياسيين والعمليات السياسية بالديقراطية.


وفي حديثه عن أوضاع الإعلام بالمغرب أوضح رئيس منظمة حريات الاعلام و التعبير بأن المشهد الاعلامي المغربي يشهد عدة مستجدات أبرزها الانتشار الواسع للتواصل الرقمي على حساب وسائل الإعلام التقليدية ،وكذا التوجه نحو خط تحريري واحد، و هيمنة الإعلام السمعي البصري على باقي الأنواع وخاصة المقروء.
وفي تقييمه لأداء الإعلام في تغطية الانتخابات الأخيرة سجل العوني مجموعة من الملاحظات أهمها التراجع الكمي والنوعي في التعاطي مع كل مراحل وأطوار العملية الانتخابية وذلك من خلال تقليص الحيز الزمني المخصص لها مقارنة بالانتخابات السابقة ،وكذا غياب برامج حوارية بين المتنافسين، كما سجل الارتباك الواضح لكل وسائل الإعلام خلال هذه العملية حيث كان واضحا من خلال عجزها عن إعطاء نسب تقريبية للمشاركة وانتظار الأرقام الرسمية، وهذا ما يتنافى مع دور الإعلام في المتابعة الدقيقة والرصد والتوقع.
كما سجل هذا الارتباك أيضا في التأخر الواضح في الإعلان عن النتائج، وانتظار النتائج الرسمية، في حين تكون كلمة السبق في إعلان النتائج التقريبية في الأنظمة الديمقراطية لوسائل الإعلام.
وفي وقت شدد فيه الاعلامي  محمد العوني على ضرورة أن يكون الإعلام قاطرة للمساهمة في الانتقال الديمقراطي، كشف أن الصحافة في المغرب متحكم فيها من ذوي رؤوس الأموال والمتنفدين مما جعل النزاهة والحياد أكبر الغائبين عن تغطية الانتخابات الأخيرة.

وعن دور وسائل الاعلام في تكريس نزاهة العملية الانتخابية، سجل الاعلامي إبراهيم الشعبي الدور السلبي للاعلام الرسمي في تكريس والمساهمة في تخليق ودمقرطة انتخابات الثامن من شتنبر،وعبر عن أسفه لتغييب رأي المقاطعين في هذه الوسائل ،خاصة يضيف الشعبي ان اكثر من 30 حزبا كانت مشاركة ،وحزب قانوني واحد هو الذي قاطع العملية لكنه حرم من حقه في الإعلام العمومي.
وفي الوقت الذي سجل فيه رئيس المركز الوطني للاعلام و حقوق الانسان،أن بعض المؤسسات الإعلامية النزيهة تعاملت بمهنية وكشفت عن بعض الممارسات المشينة التي أساءت لمحطة الانتخابات “8شتنبر” ،أكد على أن المقاولات الإعلامية في المغرب تخضع لتحكم رجال الأعمال.


أما الدكتور عبداللطيف مستكفي أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالبيضاء فقد اختار لمداخلته عنوان الانتخابات والإعلام ضمن معادلة الانتقال الديمقراطي.
وارتباطا بعلاقة الإعلام والانتخابات بالانتقال الديمقراطي يبرز حسب الأستاذ الجامعي معطيين أساسيين الأول مرتبط بالإعلام كسلطة رابعة، و مؤشر من مؤشرات الديمقراطية، والآخر مرتبط بالانتخابات كاجراء ومعيار لتصنيف الدول ضمن نادي الدول الديمقراطية، وارتباط هذين المعطيين بشكل إيجابي ومنسجم يشكل يشكل مدخلا جوهريا من مداخل الانتقال الديمقراطي.

وفي هذا السياق تساءل مستكفي عن اي إعلام نتحدث؟ الحزبي ام المستقل،وهل الكل على درجة من الاستقلالية؟
ام ان هناك إعلام يسعى إلى ترويج خطاب السلطة وتكريس السلطوية مما يحيد بنا من “سلطة الإعلام إلى إعلام السلطة.”
و تساءل أيضا هل تشكل الانتخابات لحظة تاريخية ومحطة للتداول عن السلطة والتناوب الحقيقي أما انها مجرد إلتزام زمني يتم فيه تبادل الشعارات، وهدر الزمن والمال في مسرحية محبوكة السيناريو والأدوار.
وبناء على الاجوبة المفترضة لهذه الأسئلة يرى استاذ القانون الدستوري بأن التواصل الانتخابي اما أن يشكل مجرد وظيفة انتخابية أو رسالة إعلامية تساهم بشكل فعال في فتح الباب أمام الانتقال الديمقراطي.

ولم يختلف الدكتور مستكفي عن باقي المتدخلين في كون التغطية الإعلامية لانتخابات 8 شتنبر اهتمت بالحصاد الانتخابي (النتائج والمقاعد والتحالفات) ولم تخصص حيزا مهما لباقي مراحل العملية، ميرزا بأن عناصر الشفافية والنزاهة والحرية تبدأ من مرحلة التزكية مرورا بباقي المراحل،كما سجل الغياب لوسائل الإعلام عن انتخابات الكبار.
وهذا قد تفضل الأساتذة المتدخلون في نهاية الندوة بالإجابة عن أسئلة السادة المتابعين للندوة….

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى