سياسة

الجباري يعلق على نتائج انتخابات المستشارين بالنسبة للبيجيدي

أعلنت وزارة الداخلية نتائج انتخابات البرلمانيين غير المؤثرين/المستشارين. ومنها فوز البيجيدي بثلاثة مقاعد.
بعدها خرج زعيم الحزب بموقف جذري طهراني رافض لهذه المنحة. وصدرت مواقف أخرى جذرية تدعو لرفض المقاعد. وهذا ما أثار ملاحظات.
الأولى… على عبد الإله بنكيران أن يرفض منحة التقاعد قبل أن يجرؤ على رفض منحة المقاعد. فالمنحة الأولى حرام محض. ولا وجود لقانون يؤطرها. ولا تصدر في الجريدة الرسمية. فهو تقاعد حرام.
الثانية… نتساءل. لماذا لم ينتفض البيجيديون ضد الداخلية في شتنبر؟ ولماذا تنمروا وانتفضوا الآن ضد الداخلية؟
الثالثة… لحد الساعة. لم تجتمع أجهزة الحزب لتفهم النتائج وتجمع المعطيات. ومع ذلك يتسرع قادته في إصدار مواقف جذرية. وهذا لا يليق بحزب مؤسسات.
الرابعة… هناك فرق كبير جدا بين الانتخابات العادية. وانتخابات المجالس. وانتخاب المستشارين.
فالانتخابات العادية ينزل الديناصورات بكل قوة وبكل الوسائل من أجل الظفر. لأن تلك الانتخابات توصلهم إلى الجماعات. وهذا ما يخولهم تدبير وتسيير ميزانية تقدر بالملايير لمدة ست سنوات. تتخللها صفقات يسيل لها اللعاب. أما مجلس المستشارين. فأقصى ما يصل إليه المرء. هو الحج إلى القبة بالرباط من أجل وضع سؤال شفوي أو حضور أشغال لجنة لقراءة ثانية بعد قراءة مجلس النواب. والديناصورات في غنى عن صداع الرأس هذا. وهمهم متعلق بالجماعات ومجالس العمالات والجهات. لما فيها من العائدة والفائدة والمائدة.
واثناء تشكيل الجماعات. فرض القانون التصويت العلني الذي لا يمت إلى الديمقراطية بصلة. لذا كان عنصر المفاجأة ضئيلا. بخلاف التصويت السري الذي يقع في مجلس المستشارين. حيث يطغى التصويت العقابي غير المرتبط بالمبادئ.
بالنسبة لنازلتنا. نتذكر حديث عبد اللطيف وهبي عن أخنوش الذي يتعالى على الجميع ويزدري الجميع. ويتبعه الجميع في مجلس النواب بطريقة لم تحصل حتى مع البصري.
هذه الطريقة الازدرائية عانى منها بعض الناخبين الكبار الذين أحسوا بالإهانة.
ففي جهة فاس مكناس مثلا. هناك وجود حقيقي للحركة الشعبية في جماعات بعينها. وإلى هذه الجهة ينتمي امحند العنصر. وكل هؤلاء لم يبلعوا ما تعرضوا له من إهانة أخنوش أثناء تحالفات الحكومة والجهات. وخرجوا بخفي حنين. فمن غير المستبعد أن يصوتوا على خصم أخنوش وهو حزب البيجيدي.
نفس الأمر مع الحركي السابق. الاتحادي شباعتو. له أنصار في الجهة. وله علاقات. وهم أنفسهم يعانون من أخنوش وإهاناته. فمن غير المستبعد أن يصوتوا عقابيا ضد أهل التحالف الثلاثي.
وهناك مستشارون من التحالف الثلاثي لم يتوصلوا بمقابل مادي. يغريهم بالتصويت على حزبهم الذي انتسبوا إليه بالصدفة. ومنهم من يعاني من مرارات متعددة. كأن يحظى أحد بمنصب ويُمنع منه غريمه. هنا تتدخل حظوظ النفس. ويضطر الناخب إلى التصويت العقابي. فلا يجد بدا من البيجيدي كي يمرر رسالته لأصحاب الحال.
نستحضر هذه الفرضيات. ونستحضر عنصرا آخر. وهو أن الناخبين الكبار نوعان. نوع قائد. ونوع يقاد كالبعير. مع احترامنا للمستشارين وللبعير. بمعنى أن ناخبا واحدا يساوي عشرين أو ثلاثين أو خمسين صوتا. ونتذكر مكالمة برلماني أسفي. حيث صرح لصديقه أنه جمع ثلاثين صوتا للحمامة.
ولما فطن بمكيدة غريمه. أرسل عشرات الناخبين إلى الجرار. فيما صوّب غريمه حوالي أربعين أو خمسين صوتا نحو حزب ثالث.
معنى هذا. أن عشرة من أمثال هؤلاء إذا غضبوا وقرروا التصويت علي البيجيدي. فمعناه أنهم خمسمائة وليس عشرة.
هذه المعطيات. لو استحضرها البيجيديون. لقبلوا المستشارين الثلاثة. ولسوقوا لانتخابهم بما يسمح لهم بالوجود في الغرفة 2.بدل أن يخربوا بيوتهم بأيديهم وأيدي النگافات. فاعتبروا يا أولي الأبصار.

متابعة: محمد شبان

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى