“دوائر الموت” في انتخابات المغرب
مع اقتراب موعد الاقتراع بالانتخابات التشريعية والبلدية المغربية في الثامن من الشهر الجاري، تتجه الأنظار إلى 4 دوائر ستعرف منافسة قوية بسباق البرلمان بحكم طبيعة المرشحين للظفر بمقاعدها.
وضمن الـ92 دائرة في الانتخابات التشريعية توجد أربع دوائر سيحتدم فيها السباق، وهي: الرباط-المحيط، ومراكش المدينة، والحسيمة، والعرائش.
** بطاقة الانتخابات
والخميس 26 يوليو/ تموز الماضي، انطلقت حملة الدعاية للانتخابات.
وتُجرى انتخابات البرلمان وفق نظام القوائم، فيما تجرى المجالس البلدية وفق نمطين، هما: نظام القوائم (اللوائح) في الدوائر التي يسكنها أكثر من 50 ألف نسمة، أما الأقل سكانا فيطبق فيها الاقتراع الفردي.
ويبلغ عدد الناخبين 17 مليونا و983 ألفا و490 (من أصل نحو 36 مليون نسمة)، وفق بيانات رسمية.
وتشتد المنافسة على تصدر نتائج الانتخابات التشريعية بين حزبي “العدالة والتنمية” (قائد الائتلاف الحكومي) و”التجمع الوطني للأحرار”، بقيادة وزير الفلاحة عزيز أخنوش.
كما يبرز في المشهد السياسي كقوة انتخابية، كلٌ من حزبي “الأصالة والمعاصرة” و”الاستقلال” (معارضان).
وللمرة الأولى في تاريخ المغرب، يقود “العدالة والتنمية” الحكومة منذ عام 2011، إثر فوزه في انتخابات برلمانية شهدتها المملكة في ذلك العام ثم في 2016.
وتضم الحكومة المغربية الحالية، ائتلافا من أحزاب “العدالة والتنمية” (125 نائبا بالبرلمان من أصل 395) و”التجمع الوطني للأحرار” (37 نائبًا) و”الحركة الشعبية” (27) و”الاتحاد الاشتراكي” (20) و”الاتحاد الدستوري” (23).
** الرباط المحيط
تعتبر “دائرة الرباط المحيط” (العاصمة) ذات الأربعة مقاعد الأكثر تنافسا وحرارة في هذه الانتخابات التشريعية.
وتاريخيا تكون المنافسة في هذه الدائرة قوية، بحكم طبيعة المرشحين الذين يتنافسون فيها والذين يكونون عادة من أبرز قيادات الأحزاب.
وفي انتخابات 8 أكتوبر/ثاني الأول 2016، ظفر العدالة والتنمية بمقعدين في هذه الدائرة بعدما حصل على المرتبة الأولى بنيله 44.16 في المائة من عدد الأصوات.
ويترشح في هذه الدائرة سعد الدين العثماني رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية (إسلامي/قائد الائتلاف الحكومي)، فيما سينافسه نبيل بنعبد الأمين العام للتقدم والاشتراكية (يساري/ معارض)، إضافة إلى إسحاق شارية الأمين العام لحزب المغرب الحر (غير ممثل في البرلمان).
فيما يقدم “الأصالة والمعاصرة (أكبر أحزاب المعارضة) القيادي الشاب المهدي بنسعيد، والاتحاد الاشتراكي (يسار/ عضو الائتلاف الحكومي) بدر الطناشري الوزاني رئيس الهيئة الوطنية للأطباء البياطرة (رسمية).
كما يخوض المنافسة مرشحة تكتل “فدرالية اليسار” مريم بنخويا ومرشح حزب الاستقلال (محافظ/ معارض) عبد الإله البوزيدي نائب رئيس جهة الرباط سلا القنيطرة.
** مراكش المدينة
تبقى دائرة “مراكش المدينة” ذات الثلاث مقاعد أبرز الدوائر التي ستشتد فيها المنافسة بين الأحزاب الكبيرة.
وفي المرة السابقة، فاز العدالة والتنمية بمقدين اثنين بعد نيله 53.28 في المائة من مجموع الأصوات، لكن يتوقع أن يواجه صعوبة كبيرة في هذه الانتخابات.
ويترشح باسم العدالة والتنمية عمدة المدينة العربي بلقايد الذي سيكون في منافسة مع مرشح الحزب السابق الذي فاز بهذه الدائرة في 2016 يونس بنسليمان الذي يترشح باسم التجمع الوطني للأحرار (ليبرالي/ عضو الائتلاف الحكومي).
كما رشح الأصالة والمعاصرة رئيسة مجلسه الوطني (برلمان الحزب) فاطمة الزهراء المنصوري التي فازت بالمقعد الثالث في الانتخابات السابقة.
وضمن المرشحين الكبار أيضا يبرز عبد العزيز الدريوش الذي يرشحه حزب الاستقلال والمحامي خالد فتاوي الذي يرشحه الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (يسار/ عضو الائتلاف الحكومي).
** دائرة الحسيمة
تعتبر دائرة الحسيمة (شمال) أحد دوائر الموت بحكم طبيعة المرشحين المتنافسين على مقاعدها الأربعة.
وفي انتخابات 2016، سيطر عليها “الأصالة والمعاصرة” حين فاز بمقعدين اثنين بواقع 51.61 في المائة من عدد الأصوات.
وحافظ الحزب على نفس مرشحه الذي كان على رأس القائمة “محمد الحموتي” الذي يتولى منصب “رئيس اللجنة الوطنية للانتخابات في الحزب”، لكن يتوقع أن يواجه منافسة قوية هذه المرة.
ومن أبرز المرشحين الأقوياء في هذه الدائرة رئيس فريق حزب الاستقلال بمجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان) نور الدين مضيان الذي ظفر بمقعد في هذه الدائرة، ثم وزير الاتصال السابق عن الحركة الشعبية (وسط، عضو الائتلاف الحكومي) محمد الأعرج الذي يأمل بتكرار فوزه السابق.
وضمن المرشحين أيضا مرشح العدالة والتنمية نبيل الأندلسي المستشار البرلماني السابق (بالغرفة الثانية) الذي يحاول الظفر بمقعد للحزب في هذه الدائرة لأول مرة، وأيضا مرشح التجمع الوطني للأحرار بوطاهر البوطاهري ومرشح الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عبد الحق أمغار.
** العرائش
تبقى دائرة العرائش (شمال) واحدة من أهم الدوائر التي ستشتد فيها المنافسة للظفر بمقاعدها الأربعة.
وتسلط عليها الأضواء بعد ترشح الأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة بها، في محاولة لتكرار ترشح الأمين العام الأسبق عباس الفاسي الذي فاز بأحد مقاعدها في انتخابات 2007 وعين وزيرا أولا.
وفي انتخابات 2016، فاز بالمرتبة الأولى في هذه الدائرة رئيس بلدية مدينة القصر الكبير محمد السيمو الذي ترشح باسم الحركة الشعبية قبل أن يدخل السباق الانتخابي هذه السنة باسم “التجمع الوطني للأحرار.
ويوجد ضمن المنافسين القيادي بالعدالة والتنمية سعيد خيرون.
وكالات