رثاء من السُّوسِ الأقصى في حق القاضي برهون رحمه الله
كتبه العبد الفقير ياسين شادي في حق الشيخ العلامة المحدث الدكتور القاضي برهون الخطيب المُفوّه والعالم الفاضل، لما بلغه خبر وفاته يوم الجمعة 3 من شتنبر 2021، فلم يتمكن من الحضور للجنازة، إذ لم تسعفه ظروف الوباء ولا بعد المسافة ليكون من المشيِّعين لجنازة الشيخ رحمه الله.. فكتب هذه الأبيات راجيا العذر ومعزيا أهله وطلبته ومحبيه.. يقول فيها:
بدموع الأسىٰ والحسرات.. أرثي محدّثاً وُرِيَ في الرفاتِ
من السوس الأقصى بأبياتٍ.. معتذرا عن الجنازة بالمسافاتِ
ذاكرا جميل البصمات وداعيا.. له بالنعيم وأعلى الدرجاتِ
إلى رحمة الله ذي الرحمات.. مضىٰ شيخنا القاضي ذوالبركاتِ
مضىٰ محمودَ المُقامِ مُوَدَّعاً.. بحُسنِ ثناءِ الناس والدعواتِ
مضىْ بعد أفولِ أعلامٍ كبار.. كأبي عبيدة المحرزي جميل الصفاتِ
ومضى من كان حريصا.. على خصال ساميات وعلوم راسخاتِ
لقد كان نبراساً جَلىٰ كل ظلمة.. عن أفئدة غُلفٍ من الظلماتِ
فأحيىٰ به اللّٰه قلوبا مريضة.. وأحيىٰ من الأحكام كل مماتِ
لدى القاضي تقضىٰ كل مسألة.. لطالب علم في المصطلحاتِ
لقد كان فينا عابداً مُتَّبِعا.. طريقة الأسلاف الأخيار الهُداةِ
ستذكره المساجدُ بالبيضاء.. في الدروس وفي الجماعاتِ
ستذكره الآيات يُفسِّرها.. ومُدارَسةُ الحديث في الحلقاتِ
ستذكره المنابر في كل خُطبة.. وقد غاب عنا في يوم البِشاراتِ
فصبراً مُريديه فطلاب شيخنا.. وسائر محبيه في كل الجهاتِ
لهم بركات قد توارثَ سرّها.. أفاضلُ البيضاء شيوخها الأثباتِ
صلاة على النبي من في وفاته.. عزاء لكل الخلق في الوفياتِ
